سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زيارة "السيسى" لموسكو فى عيون الصحافة الغربية.. "نيويورك تايمز": أظهرت قوة المشير وواشنطن أدركت استقلال مصر.. "يورو نيوز": بوتين ألقى بثقله لدعم وزير الدفاع.. "يو إس أيه توداى": روسيا تدعم الرجل القوى
اهتمت الصحف العالمية اهتماما بالغا بزيارة وزيرى الدفاع والخارجية المصريين، إلى العاصمة الروسية موسكو، وركزت الصحف الأمريكية والبريطانية تحديدا على إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين دعمه لترشح المشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة مصر. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن السيسى، المرشح المعترف به عالميا لرئاسة مصر، رغم أنه لم يعلن عن ذلك بعد، تلقى دعما مبررا من بوتين، مشيرة إلى أن زيارته لروسيا تعتبر الأحدث فى سلسلة من الخطوات المدروسة بعناية لانتقاله من المؤسسة العسكرية إلى الرئاسة، وحتى قبل اللقاء، كان السيسى يهيمن بالفعل على الأخبار فى القاهرة، حيث نشرت وسائل الإعلام الحكومية والخاصة صورة المشير بالزى المدنى بدلا من زيه العسكرى المعتاد، فى مظهر أكثر رئاسية، ورأت الصحيفة أن تلك الزيارة أظهرت مدى قوة المشير فى الداخل والخارج، وتوصيل رسالة لواشنطن بشأن استقلال مصر. وتابعت الصحيفة قائلة: "إن الهدف المعلن للزيارة هو التفاوض على صفقة أسلحة روسية، وهى التى ستبعث بإشارة بأن الجيش المصرى لا يعتمد فقط على الولاياتالمتحدة التى تقدم مساعدات عسكرية سنوية لمصر، لكن تم تعليق شحنات محددة فى أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسى". ويقول المسئولون الأمريكيون إنهم لا يشعرون بالقلق من التحالف المصرى الروسى، وذلك يعود إلى حد ما إلى اعتماد مصر الشديد على واشنطن للحصول على قطع الغيار وتحديث معداتها الحالية، لكن بوتين المتطلع لتمديد نفوذ روسيا فى الشرق الأوسط، كان يتطلع للترحيب بضيفه وتشجيع طموحه، ونقلت "نيويورك تايمز" قوله للمشير "أعرف أنك قررت الترشح لرئاسة مصر، وأتمنى الحظ لك منى أنا شخصيا ومن الشعب الروسى". وركزت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية بدورها على تأييد بوتين للسيسى، وقالت إن استقبال الرئيس الروسى لكل من المشير ووزير الخارجية نبيل فهمى كان هدفه على ما يبدو إرسال رسالة للغرب بأن الكرملين لا يزال لديه نفوذ فى مصر، وتبدو مساعدة لإمداد الحكومة المؤقتة بأنظمة دفاع جوية وعتاد عسكرى آخر كانت القاهرة تتطلع فى السابق إلى واشنطن للحصول عليها، وأبرزت الصحيفة الثناء المتبادل بين السيسى وبوتين، ونقلت قول المشير للرئيس الروسى: "اسمح لى بالتعبير عن إعجابى الشديد بكم، والشعب المصرى يقدر بشدة مساعداتكم الاقتصادية والأمنية". شبكة "يورو نيوز" الأوروبية عقبت بدورها على اللقاء، وقالت إن بوتين ألقى بثقله لدعم ترشح السيسى للرئاسة رغم أن الأخير لم يعلن عن ذلك رسميا بعد، وأشارت إلى أن المحادثات بين القاهرةوموسكو تعتبر إلى حد كبير تحولا من جانب مصر لتخفيض اعتمادها على الولاياتالمتحدة، وقالت إن المعارضين يرون أن روسيا تسعى للاستفادة من التوتر بين القاهرةوواشنطن فى أعقاب تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية. من جانبها، أوضحت صحيفة "يو إس إيه توداى" الأمريكية أن صفقة السلاح الروسية لمصر وتأييد بوتين للسيسى بمثابة إشارة للحكام العرب، بأن روسيا على النقيض من الولاياتالمتحدة تدعم الرجل القوى الذى يحارب الإرهاب. ونقلت عن جيفرى وايت، المحلل فى معهد واشنطن قوله إن المساعدات الأمريكية تأتى مع محاضرات فى حقوق الإنسان والعلاقات المدنية العسكرية، فى حين أن المساعدات الروسية لا ترتبط بتلك المحاضرات. وقالت ميشيل دون، الخبيرة فى شئون الشرق الأوسط بمركز كارنيجى، المسئولة السابقة بالخارجية الأمريكية فى عهد إدارة جورج بوش السابقة، إن بوتين يحاول أن يصعد من دور روسيا فى الشئون العالمية، من خلال إحياء الخصومة بينها وبين الولاياتالمتحدة على غرار الحرب الباردة، ودائما ما يصعد دوره، حيث يتراجع النفوذ الأمريكى أو يصبح غير فعال. وعن تفاصيل الصفقة، يقول وايت إن القليل فقط متاح عنها، لكنها الاتفاق المقدر بمليارى دولار يشير إلى ترتيب مهم للحصول على أنظمة مهمة مثل طائرات أو نظام الدفاع الجوى، مشيرا إلى أن مثل هذه الصفقات عادة ما تشمل حزم تدريب بما يعنى أن الضباط المصريين سيذهبون على موسكو، وهو ما يعتقد "وايت" أنه سيساعد روسيا على إعادة تأسيس صلات وثيقة بالجيش المصرى، وهو أمر يعتبره مهما للغاية. أما أرون ديفيد ميلر، المستشار السابق لوزيرى خارجية أمريكا، فيقول إنه لا يجب المبالغة فى أهمية الصفقة الروسية، وأضاف أنه برغم هدف إدارة أوباما المعلن بالتوجه على آسيا، إلا أن الشرق الأوسط سيظل محور تركيزه لسنوات قادمة، لأن محل التهديد يكمن به، ورغم أن روسيا قد كسبت موطئ قدم، فلن تحل محل الولاياتالمتحدة التى لا تزال القوى الأكثر قدرة على البقاء فى المنطقة. من ناحية أخرى، وصفت صحيفة "التليجراف" البريطانية دعم بوتين لترشح السيسى لرئاسة مصر بالتدخل المذهل فى الاضطرابات السياسية التى تشهدها البلاد، مشيرة إلى أن تلك المسألة هى أكثر ما يثير الجدل فى مصر، والذى لم يعلن ترشحه بعد، ويحظى بشعبية كبيرة من المصريين، وأضافت أنه رغم نفى التقارير التى تتحدث عن إعلان السيسى لترشحه، إلا أن بوتين اختار تجاهل هذا أثناء الترحيب ب"السيسى" فى موسكو. وأشارت إلى أن زيارة "السيسى وفهمى" كانت محل مراقبة عن كثب بحثا عن مؤشرات حول ما إذا كانت القاهرةوموسكو تسعيان لتجديد التحالف العسكرى الاستراتيجى الذى أوقفه السادات قبل 40 عاما.