كرم اليوم السفير البريطانى بالقاهرة، جيمس وات بالفائزين بجائزة كامبريدج للمتفوقين دراسياً، على مستوى الجمهورية، فى إطار احتفالية أقامها لهم فى مقر إقامته بالتعاون مع جامعة كامبرديج، والمركز الثقافى البريطانى بحضور كل من أسر الطلاب ال55 الفائزين، وجون جاى، أحد مستشارى كامبرديج الدوليين الذى جاء خصيصا لتكريم هؤلاء الطلاب، مما يظهر كذلك، كيف تولى هذه المؤسسات أهمية بالغة للتعليم إيمانا منها، بما يمكن أن ينتج عنه من نهوض إذا ما استثمر فيه، وما يمكن أن ينتج عنه من تراجع إذا ما تم إغفاله. وقال السفير البريطانى فى خطابه، إن امتحانات كامبرديج الدولية، والتى تطبق فى أكثر من 160 دولة، لها تاريخ طويل فى مصر بدأ عام 1990، ومستمرة منذ ذلك الحين فى تقديم المؤهلات المرموقة، المتعارف عليها دوليا، مشيرا إلى أنه بدعم من وزارة التعليم المصرية والمركز الثقافى البريطانى، زاد عدد المتقدمين للحصول على شهادة كامبرديج عام 2014 إلى 30 ألف طالب، 80% منهم نجحوا فى اجتياز الامتحانات فى أكثر من 100 مدرسة على مستوى الدولة. وأضاف وات أن الطلاب المصريين يتسمون بذكاء ومعرفة كبيرة تؤهلهم للمنافسة وحصل ثلاثة طلاب فى يونيو الماضى على أعلى درجات على مستوى العالم، وهم مروان هشام، ومصطفى أيمن، وفرح محسن السيد. أما الطلاب الذين تم تكريمهم فى احتفالية اليوم، يمكن للمار أن يدرك على الفور أنهم مصريون، فوجوههم الشابة تنبض بالحيوية والأمل، رغم صغر أعمارهم، إذ تتراوح ما بين 14 إلى 19 عاما، إلا أنه يمكنك أن ترى مدى تميزهم العلمى والشخصى، وربما يكون ذلك جزءا من نتيجة البرامج التعليمية التى يتعلمونها. فوفقا لمارك ستيفنز، مدير المركز الثقافى البريطانى، المناهج تهدف ليس فقط إلى المعرفة وإنما إلى زيادة الثقة بالنفس، وتنمية القدرة على التفكير والتحليل وتطوير الخصائص التى من خلالها يصبح الفرد عضوا فعالا فى مجتمعه. ورغم ارتفاع كلفة الانضمام إلى هذه المدارس، إلا أنه يمكن الاستفادة من الطلاب المصريين الذين يتخرجون فيها، والآخرون الذين يحصلون على المنح الدراسية بالخارج، فهذا دور تؤديه بمهارة السفارة البريطانية وغيرها من السفارات الأجنبية، ولكنه ليس سوى البداية؛ فالطالب الذى يحصل على هذه المنحة، لا يجد الدعم الكافى من الحكومة والدولة للعمل فى بلده، فيضطر إلى السفر إلى الخارج للعمل هناك حيث تستفيد منه الدول الأخرى. يدرك الجميع مستوى التعليم فى مصر، وأغلب الظن سيستغرق تحسينه سنوات عديدة، ولن ينهض إلا بمشاركة جميع الأطراف المعنية به، ولكن الاستفادة واستكمال ما تقوم به هذه الشهادات والمنح الدولية سيساعد كثيرا فى الإسراع من هذه العملية، لأن ما يتعلمه هؤلاء الطلاب هو كيفية التعلم وكيفية التفكير، فهم "يتم إعدادهم لوظائف لم تخلق بعد..ويتم تأهيلهم لحل مشكلات لا يمكن التنبؤ بها بعد"، على حد تعبير جون جاى، المستشار فى كامبدريج. وقال جاى فى خطابه اليوم، الذى خصصه للطلاب، إن العالم أصبح صغيرا للغاية مع تطور الاتصالات الحديثة ويسر السفر من مكان إلى آخر، لذا نسعى لتسليح الطلاب بالمهارات التى تجعلهم قادرين على المنافسة والمواكبة مع هذا العالم، مشيرا إلى أن مكونات النجاح لا تخلو أبدا من العمل الجاد، والتصميم، والالتزام.