نقلاً عن اليومى.. لم يأت «جوبلز» وزير الدعاية فى عهد النازى أدولف هتلر بجديد حين أطلق نظريته فى الإعلام: «اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك فيصدقك الآخرون»، فكل ما فعله الرجل أن وضع إطارا نظريا لممارسة فعلية، طالما لجأ إليها الحكام، لتحويل الشعوب إلى قطيع خراف، يدين له بالسمع والطاعة، ويسير حسبما يريد، ما أن يهشوا عليهم بالعصى. فى تاريخ الحملة الفرنسية قبل «جوبلز» وهتلر بنحو مائة وخمسين عاما، وما أن دكت مدافع الفرنسيين الإسكندرية، ودخل نابليون المدينة، حتى بعث برسالة إلى الشعب المصرى، جاء فيها: «قولوا لأمتكم إن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا فى روما الكبرى، وخرّبوا فيها كرسى البابا الذى كان دائما يحث النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذين كانوا يزعمون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين». لكن الكذبة لم تصمد طويلا، فقد نفاها نابليون واقعيا بما اقترف من جرائم على الأرض، حيث يقول المؤرخ الكبير عبدالرحمن الجبرتى: «بعد هجعة من الليل دخل الإفرنج المدينة كالسيل ومروا فى الأزقة والشوارع لا يجدون لهم ممانعا كأنهم الشياطين أو جند إبليس، ثم دخلوا إلى الجامع الأزهر وهم راكبون الخيول وبينهم المشاة كالوعول». ولم تكن كذبة نابليون هى الأخيرة، والظاهر أن الغرب يفهم من طبيعة المصريين أن الدين يتحكم ويوجه سلوكياتهم وانفعالاتهم أكثر من أى وازع آخر، فإذا بالنازى أدولف هتلر يزعم فيما كانت قواته تقترب من العلمين، بأنه أسلم بدوره، وتسمى ب«محمد هتلر»، وسرعان ما انتشرت الكذبة، التى وجدت تربة مجتمعية خصبة، فالشعب ينشد الخلاص من الاستعمار الإنجليزى، الذى سام الناس العذاب، وأشقى البلاد والعباد.. ومن ثم ارتقى شيوخ منابر، وأخذوا يرفعون أكف الضراعة إلى السماء، أن يمد الله جند «محمد هتلر» بملائكة من لدنه، فيحاربوا وهو ضد معسكر الكفر، ويخلصوا أمة الإسلام من الاستعمار الإنجليزى «الصليبى»، والله أكبر ولله الحمد. والغريب فى الأكاذيب السياسية أن أكبر كذبة فى التاريخ هى أكثر الأكاذيب تأثيرا وأخطرها نتائج، ألا وهى كذبة أرض الميعاد، التى لاذت بها الحركة الصهيونية، لانتزاع فلسطين من سكانها الأصليين، والأغرب من ذلك أن الكذبة الأكبر والأخطر استندت على أكاذيب تناسلت من رحم أكاذيب، فالمحرقة النازية التى يشاع أنها حصدت نحو أربعة ملايين يهودى، محض خرافة، ينفيها المفكر الفرنسى الراحل روجيه جارودى، فى كتابه القيم «الأساطير المؤسساتية لدولة إسرائيل»، إذ يثبت بالدليل القاطع أن عدد اليهود فى القارة العجوز بأسرها، لم يكن يزيد على مليون ونصف المليون يهودى، فكيف يتجاوز عدد ضحايا المحرقة عدد اليهود كلهم؟ إن فكرت فى البحث عن إجابة السؤال فستتهم على الفور بمعاداة السامية والعنصرية، كما حدث مع جارودى نفسه، الذى وجد نفسه ماثلا أمام القضاء فى العاصمة الفرنسية باريس، التى لا يجد الجالسون على مقاهيها حرجا فى طرح سؤال حول وجود الله عز وجل ذاته، لكن حين يتعلق الأمر باليهود فإنما هو السمع، وهى الطاعة. ولا تجد الخرافات السياسية مناخا أفضل من مناخ الاستقطاب، حتى تنمو وتكبر وتجد لها مؤيدين مطبلين مهللين، ونذكر فى هذا الصدد أن نظام مبارك أشاع فى غضون ثورة يناير أن الأسطول الأمريكى يتحرك لحماية قناة السويس، فأفيقوا يا قوم «إن مصر فى خطر»، وأن نظام مرسى أشاع بدوره أن جبريل الروح الأمين يتنزل على اعتصام رابعة العدوية، فيما نرى الآن من يزعم بأن العروسة فاهيتا «جاسوسة خطيرة»، والرئيس الأمريكى أوباما «خلية إخوانية نائمة». للمزيد من التحقيقات والملفات.. فى ذكرى ثورة 25 يناير.. "اليوم السابع" يرصد أبرز كيانات ثورية تأسست على مدار 3 سنوات.. "ائتلاف شباب الثورة" و"تمرد" و"كمل جميلك" حركات خرجت من رحم النضال.. وأحزاب إسلامية "قتلها الشعب" الأمين العام المساعد ل"الوسط" يدعو الحزب للانسحاب من تحالف دعم الإخوان حال تمسكه بعودة مرسى.. حسين زايد يدعو للحفاظ على دماء المصريين ننشر خطة تأمين البلاد فى احتفالات الذكرى الثالثة لثورة يناير.. تشكيلات من الشرطة والجيش وقوات حماية مدنية وخبراء مفرقعات لحماية الميادين والمنشآت العامة والشرطية.. ودوريات مسلحة بالطرق والمحاور