اليوم موعد المصريين مع الاستفتاء على الدستور لنعيد التجربة من جديد ونبدأ أولى خطوات تنفيذ خارطة الطريق بالاستفتاء على دستور 2013 الذى يحمل معه فى حالة التصويت عليه ؛؛بنعم؛؛ شهادة ميلاد ثورة 30 يونيو. تلك الثورة التى أكدت أن الشعب هو مصدر الشرعية والسيادة وأنه مصدر كل السلطات وذلك حينما اتحدت إرادة المصريين لإسقاط نظام سياسى وصل إلى سدة الحكم بطريق الديمقراطية عبر صناديق الانتخابات ثم رحل بطريق الثورية التى انتزعت منه سلطاته، التى منحها له الشعب مثلما حدث مع نظام مبارك فى 25 يناير 2011 ليؤكد الشعب المصرى من جديد أن كلمته هى العليا وأنه لا سبيل لمواجهة تلك القوة الغاضبة سوى بتحقيق آماله وطموحاته التى ظلت بعيدة عن فكر الأنظمة الحاكمة فى مصر لسنوات طويلة والتى أرادت أن تحقق مجدها الشخصى على حساب أمجاد هذا الشعب فى أن يرى وطنه محتفظا بمكانته العريقة التى كان عليها فى عهد الحضارة والتقدم والازدهار فى الماضى الجميل ولست هنا بصدد الحديث عن مزايا الدستور وعيويه فنحن أمام عمل من صنع لإأنسان ولابد أن يعتريه كثيرا من القصور فالكمال لله وحده كما أن العبرة ليست بالنصوص وإنما بالتطبيق الفعلى لها وهذا ما كنا نفتقده قبل الثورة. وللأمانة الشديدة وبدون هوى سياسى لاتجاه معين ومن خلال قراءة جيدة لنصوص هذا الدستور وجدت كثيرا من المواد التى تؤكد بوضوح كامل على احترام حقوق المواطنة والحريات العامة بجانب التزام الدولة بتحقيق قدر عال من الرفاهية الاجتماعية للمواطنين فضلا عن التزامها بتحسين خدمات الصحة والتعليم والنقل إلخ وكلها مواد فى مجملها تحتاج إلى تطبيق فعلى وليس إلى نصوص مكتوبة فقط لتكون حبرا على ورق، ولهذا فأنا أرى أن الاتجاه العام فى مصر سوف يصوت ؛ بنعم؛ وتلك حقيقة لا يريد أن يفهمها الإخوان ومؤيديهم. فمازال الإخوان يفكرون فى استحقاقاتهم الانتخابية التى أهدرت منذ قيام ثورة يناير ( وحالهم فى ذلك حال كل المصريين فقد ضاعت جمعيا أصواتنا الانتخابية بسبب سوء إدارة المرحلة الانتقالية ) دون التفكير بعقل وعن عمد لماذا أهدرت لمعرفة السبب وراء كل هذا السخط الشعبى عليهم والسبب الذى تنكره الجماعة أنها قد اتبعت منذ أن جلست على كرسى الحكم سلوكا سياسيا غليظا وقائما على التهديد والعنف مع الجميع وسلكت طريقا آخر غير الذى نادت به الثورة المصرية حتى ثار الشعب ضدها وانتزع منها الشرعية ليستعيد ثورتة من جديد وهنا كان على الإخوان الامتثال لإرادة الشعب فالشعوب لا تقهر ولا تهدد وتظل تناضل دائما من أجل حريتها. لذلك أوجه رسالة إلى تلك الجماعة التى ضلت بفكرها المنهج القويم قائلا بدلا من إظهار روح العدواة والأرهاب لكل من يختلف مع فكركم السياسى الذى أخطأتم فيه عودوا من جديد إلى العيش فى رحاب الوطن الذى يتسع للجميع فهذا هو الطريق الوحيد الباقى أمام جموع المصريين لتفويت الفرصة على الخارج للنيل من مصرنا الحبيبة فلا داع لمقاطعة الاستفتاء على الدستور فهذا لن يحقق أحلامكم فى عودة الشرعية بل اذهبوا للتصويت فالمشاركة الإيجابية والتصويت ب ؛؛لا؛؛ أفضل بكثير من السلبية والامتناع عن المشاركة. فلا تتركوا الساحة السياسية بإرادتكم مثلما تركتموها جبرا عنكم فى ظل حكم مبارك فقط عليكم احترام رغبات هذا الشعب والتزام قواعد السياسة التى تتحكم فيها قوة الشعوب وأنتم ملكتم هذه القوة حينما وقف الشعب معكم وفقدتموها حينما ثار الشعب ضد تصرفاتكم غير المسئولة فلا تتمادوا فى أخطائكم التى أضاعت منكم حلم السلطة بعدما تحقق فلم يعد هناك مجال لمزيد من الشقاق بين المصريين فى وقت يتحد فية الجميع ليس على مستوى الدولة وإنما على مستوى الدول بالاندماج والتكامل وهذا هو مصدر قوتهم وضعف قوتنا فمصر وطن الجميع فلا تجعلوا الخلاف بيننا مصدر تهديد لاستقرار هذا الوطن وأمن المواطن، فالسياسة ليست على دين واحد ولا فكر واحد ولا فصيل واحد وإنما هى لغة الجميع يتحدث بها من يجهلها قبل من يفهم قواعدها لأنها ليست علم وثقافة فقط بقدر ما هى سلوكيات وأعراف وعادات وتقاليد تتشكل منها المجتمعات.