قالت البنت لأخيها: خلاص يا عم مافاضلشى إلا كام يوم. قال أخوها: على إيه؟. قالت: على الاستفتا. قال: ما إحنا عمالين نستفتى عمال على بطال. قالت: إنت بتستعبط؟. قال: باستعبط ليه، هوا إحنا بطلنا استفتا. قالت: يا سيدى، اعتبرنا كنا بنسخن. قال: يا صلاة النبى!! يعنى إحنا على كده بقالنا تلات سنين بنسخن. قالت: حتى لو كنا بنسخن تبقى العربية بقت جاهزة للتشغيل، دوّر بقى. قال: أدوّر إيه؟. قالت: دور الموتور. قال: مش لما نفوّل التنك الأول. قالت: تنك إيه يا جدع أنت؟ نفوّله بإيه؟. قال: بالدم. قالت: يا خبرك أسود، هى العربية دى ما بتدورشى إلا بالدم؟. قال: الظاهر كده. قالت: الله ينكد عليك، مش كفاية دم؟ إيه الكلام اللى بتقوله ده؟ بطل غم وتريقة، أنت حاتروح ولا مش حاتروح!!؟. قال: حاروح طبعا. قالت: بعد كل كلامك اللى زى السم الهارى ده، حاتروح طبعا؟!! أنا مش فاهماك والنعمة. قال: أُمال عايزانى أعمل إيه وأنا موجوع كده؟ أقعد أتشمّس؟. قالت: مش عارفة، أنت لخبطتنى، إعمل اللى أنت عايزه، واللى تقدر عليه. قال: طب أنتى حاتعملى إيه؟. قالت: حاروح طبعا. قال: أديكى قلتى زى ما أنا قلت بالظبط، طب حاتقولى إيه؟. قالت: حاقول "نعم" طبعا، طب وأنت؟. قال: حاقول زيِّك بالظبط. قالت: لا يا عم، "نعم" بتاعتك غير "نعم" بتاعتى. قال: ماشى، طب حايفرزوا دى من دى إزاى؟. قالت: والله مانى عارفة، حداقة المصريين بقى!! أنت نسيت؟. قال: حانسى إزاى، والله العظيم أنا كنت بأحب مصر قوى. قالت: يا خبرك أسود!! "كنت"!!؟ طب ودلوقتى؟. قال: بأحبها أكتر. ......... قالت: إيه مالك؟ فيه إيه؟ عنيك فيها إيه؟. قال: ولا حاجة، إيه؟. قالت: ولا حاجة إزاى؟ عينيك ملانة دموع ما بتنزلش. قال: لا..، مافيش حاجة. قالت: أنا متأسفة، إيه مالك؟ فيه إيه؟. قال: ولا حاجة. قالت: مش أنت بتحب مصر زى ما بتقول. قال: قوى، زى ما أنتى عارفة. قالت: وبتشتغل ليل نهار؟. قال: زى ما أنتى شايفة. قالت: خلاص، يبقى حاتعدّى. قال: إزاى؟. قالت: زى ما عدت قبل كده، دى مصر. قال: بس الغيلان كتروا واتحوّطوها من كل ناحية، أنا خايف. قالت: خايف من إيه؟ ولاّ على إيه؟. قال: خايف على السيسى. قالت: بقى إحنا اللى نخاف عليه، ولا هوّا اللى يخاف علينا، خايف عليه من إيه، من الإخوان؟. قال: ياريتً! أنا خايف عليه مننا إحنا، ومن نفسه. قالت: ولا يهمك، دا مصرى طيب وشجاع وبيعرف ربنا، وعمل اللى ما حدش يقدر يعمله. قال: أهو ده اللى أنا خايف منه. قالت: مش فاهمة. قال: أنتى ما تتصوريش السفلة الوحوش برّه وجوّه بيتآمروا علينا إزاى! وده راجل مصرى عادى دغرى وشجاع وبس. قالت: أمال أنت عايزه يبقى إيه. قال: بيتهيألى إحنا محتاجين واحد مغامر فاهم الألاعيب اللى حواليه كلها، خصوصا وساخة إسرائيل ولعبة الفلوس والتبعية والتفكيك والكلام ده. قالت: إزاى؟. قال: ما أصلهم مالهوشى إلا اللى يقف لهم، ويكلمهم بلغتهم. قالت: همّا مين؟. قال: المواسخ اللى ما فيش عندهم غير "أمن إسرائيل" "أمن إسرائيل"، هىّ ناقصة أمن؟!! جتنا نيلة فى عَمانَا. قالت: ماهو لازم نعمل حساب الكبار برضه، الكبير كبير. قال: كبير إيه ونيلة إيه، دول حرامية، عايزين عبيد وبس، ونسلفكوا على شرط تاخدوا على قفاكم وما ترفعوش راسكم، وما تنتجوش، تستهلكوا وبس. قالت: طب والسيسى: مش عارف كده؟. قال: يارب يكون عارف! عموما: حا يبان. قالت: حا يبان إزاى. قال: لما نحب مصر أكثر ما نحبه، ونحب أنفسنا أكثر من حكاية "الشعب يريد" "الشعب يريد". قالت: أنت جرى لك إيه؟ أنت مش عايز "الشعب يريد" ولاّ إيه؟. قال:هه؟! بتقولى إيه؟. قالت: إيه؟ مالك تانى؟. قال: لأ.... أبدا مافيش حاجة. قالت: لأه.. أنت مش شايف عينيك، يا جدع أنت حرام عليك فى نفسك، مش كده. قال: أعمل إيه؟ سيبينى دلوقتى الله يخليكى. (لا الدِّمْعَة بْتِنْزِلْ، ولا راضية تْجِف).