وفد قطري يزور اتحاد القبائل العربية لبحث التعاون المشترك    سعر الدولار مقابل الجنيه بعد قرار البنك المركزي تثبيت أسعار الفائدة    "بوليتيكو": إدارة بايدن تدرس تعيين مستشار أمريكي في غزة بعد الحرب    خبير سياسي: اللوبي الصهيوني حول العالم يمول الإعلام الغربي    تعرف على المنتخبات المتأهلة للمربع الذهبي لبطولة إفريقيا لكرة القدم للساق الواحدة    في مباراة مثيرة، فيورنتينا يهزم كالياري بالدوري الإيطالي قبل نهائي دوري المؤتمر    سقوط سيارة ملاكي في ترعة بطريق "زفتى - المحلة" (صور)    المعمل الجنائي يفحص آثار حريق داخل محطة تجارب بكلية الزراعة جامعة القاهرة    مقتل مدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية: "مش عايزها تاخد دروس"    "اعترافات صادمة.. أب ونجله يقتلان صهرهما ب17 طعنة دفاعًا عن الشرف"    موعد ومكان صلاة الجنازة على شقيق الفنان مدحت صالح    هشام ماجد: "هدف شيكابالا ببطولة أفريقيا اللي الأهلي بياخدها"    هشام ماجد ل«نجوم FM»: الجزء الخامس من «اللعبة» في مرحلة الكتابة.. وأصور حاليا «إكس مراتي»    إخفاء وإتلاف أدلة، مفاجأة في تحقيقات تسمم العشرات بمطعم برجر شهير بالسعودية    بركات: مواجهة الترجي ليست سهلة.. ونثق في بديل معلول    خالد جلال: مدرب الترجي يعتمد على التحفظ    بوقرة: الأهلي لن يتأثر بغياب معلول في نهائي دوري أبطال إفريقيا    استقالة عمرو أنور من تدريب طنطا    «الوضع الاقتصادي للصحفيين».. خالد البلشي يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    أسعار اللحوم اليوم الجمعة 24 مايو 2024 في محلات الجزارة    يمن الحماقي: أتمنى ألا أرى تعويما آخرا للجنيه المصري    نداء عاجل من غرفة شركات السياحة لحاملي تأشيرات الزيارة بالسعودية    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    هيثم عرابي يكشف تعليمات طلعت يوسف للاعبي فيوتشر قبل مواجهة الزمالك    "فوز الهلال وتعادل النصر".. نتائج مباريات أمس بالدوري السعودي للمحترفين    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    الجيش الإيراني يعلن النتائج الأولية للتحقيق في حادثة مروحية رئيسي    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: الحصول على العضوية الكاملة تتوقف على الفيتو الأمريكي    حزب الله اللبناني يعلن استهدف جنود إسرائيليين عند مثلث السروات مقابل بلدة يارون بالصواريخ    إصابة فتاة إثر تناولها مادة سامة بقنا    خبطة في مقتل.. تفاصيل ضبط ترسانة من الأسلحة والمخدرات بمطروح    قرار عاجل ضد سائق أوبر المتهم بالتحرش بالفنانة هلا السعيد    قرار يوسع العزلة الدولية.. ماذا وراء تصنيف الحكومة الأسترالية لميليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية؟    سعر سبيكة الذهب بعد تثبيت الفائدة.. اعرف بكام    مياه الشرب بالجيزة.. كسر مفاجىء بمحبس مياه قطر 600 مم بمنطقة كعابيش بفيصل    حظك اليوم برج الحوت الجمعة 24-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. فرصة للتألق    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج القوس الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أسعار الدواجن البيضاء في المزرعة والأسواق اليوم الجمعة 24-5-2024    طريقة الاستعلام عن معاشات شهر يونيو.. أماكن الصرف وحقيقة الزيادة    لمستخدمي الآيفون.. 6 نصائح للحفاظ على الهواتف والبطاريات في ظل الموجة الحارة    عاجل.. الموت يفجع الفنان مدحت صالح في وفاة شقيقه    مدحت صالح ينعى شقيقه: مع السلامة يا حبيبي    5 شهداء وعدد من الجرحى في قصف شقة سكنية وسط حي الدرج بمدينة غزة    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    جيش الاحتلال يتصدى لطائرتين مسيرتين فوق إيلات    انطلاق المؤتمر السنوي ل «طب القناة» في دورته ال 15    لجنة سكرتارية الهجرة باتحاد نقابات عمال مصر تناقش ملفات مهمة    محمد نور: خطة مجابهة التضليل تعتمد على 3 محاور    الفريق أول محمد زكى: قادرون على مجابهة أى تحديات تفرض علينا    رئيس الوزراء يناقش سبل دعم وتطوير خدمات الصحفيين    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال    بالفيديو.. خالد الجندي: عقد مؤتمر عن السنة يُفوت الفرصة على المزايدين    قبل قصد بيت الله الحرام| قاعود: الإقلاع عن الذنوب ورد المظالم من أهم المستحبات    وزارة الصحة تؤكد: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى    ما حكم سقوط الشعر خلال تمشيطه أثناء الحج؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزهر أيقونة الإسلام الوسطى فى العالم.. حاول فى حكم الإخوان توحيد الصف.. وجّه الجميع لاحترام حُرمة الدماء والعمل البنّاء وتجريم تكفير المعارضين.. وطرح فى 30 يونيو الوصايا العشر الحامية للوطن من الفتن
نشر في اليوم السابع يوم 04 - 01 - 2014

لم يكن عام 2013 مختلفا عن غيره من الأعوام السابقة ولم يكن مختلفا عن تاريخ الازهر السابق من النضال والحرية من أجل الأمة الإسلامية ومن أجل الشعوب التى تسعى لنيل حريتها.
فمع بداية العام كان الأزهر مع موعد جديد ليواجه أحداث العنف داخل مصر ب"وثيقة نبذ العنف" التى حاول من خلالها ان يوقف ملف العنف الذى بدأ يطل برأسه على المجتمع وبدأت الأطراف التى اجتمعت سويا لتحقيق الحرية للشعب المصرى فى ثورة يناير ينفرط عقدها وأخذ العنف فى التزايد واندَفَعتْ إليه بعضُ الجماهيرِ.
وتم تهديد حقّ الحياةِ الذى هو أصلُ كلِّ الحقُوقِ الإنسانيَّةِ، وحقَّ الأمن والأمانِ الذى هو المطلَبُ الأساسى لكلِّ مُواطنٍ عادى هُدِّدَ كل فرد أنْ يَأمَنَ على بيتِه وعلى أولادِه ذاهبينَ إلىالمدرسةِ أو عائدينَ منها، وعلى أهلِه وجيرانِه، ثم على مُقدَّرات وطَنِه التى تتعرَّضُ للخطرِ الشَّديد، مما دعا الأزهر دعوة كافة الأطراف وتوحيد الصفوف من أجل سلامة واستقرار الوطن فجاءت وثيقة نبذ العنف.
وثيقة نبذ العنف
اكد الأزهر فى لقاء القوى السياسية والفكرية حول وثيقة الأزهر لنبذ العنف على ان الأزهر سيظل على مَدارِ التاريخِ، وأطوارِ الحياة المصريَّةِ المتعاقِبة، بيتَ الوطنيَّةِ المصريَّةِ، يلتقى فيه الجميعً كلَّما حَزَبَنا أمرٌ أو دَعانا داعٍ، لنتَدارَسُ، ما يُواجِهُنا من تحدِّيات، ونُعلِنُ للكافَّةِ فى الداخلِ والخارجِ، ما نلتقى عليه من رأى، وما نتَوافَقُ عليه من قَرار.مؤكدا للحضور انهقبلَ أربعةَ عشر قرنًا أعلن رسولُ هذه الأمَّة- صلى الله عليه وسلم- فى حجَّة الوداع مِيثاق الحقوق المدنيَّة والدينيَّة لكافَّة الناس.. وذلك عندما قال «أيُّها الناس، إنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم حرامٌ عليكُم إلى أنْ تلقَوْا ربَّكم، كحُرمةِ يومِكم هذا، فى شَهرِكم هذا، فى بلَدِكم هذا".
وأوصى الأزهر الجميع الالتزام بقَداسة وصِيانة حُرمات الدماء والأموال والأعراض فرديَّةً أو اجتماعيَّةً كانت هذه الدماء، فواجبٌ دِينى ووطَنى إنسانى صيانةُ كلِّ قطرة دمٍ لكلِّ مصرى، ولكلِّ مَن يعيش على أرض هذا الوطَن؛ لأنَّ صيانةَ هذه الحرُمات هى قاعدة الأمن والأمان، الذى يُمثِّلُ منطلق البناء والتنمية التى تُحقِّقُ أهداف الثورة، وتُعيد إلى مصرَ مكانتَها اللائقة إقليميًّا وعالميًّا.
إضافة إلى دعوة جميع التيارات الالتزام بتوظيف التعدُّديةَّ والاختلاف، وسِلميَّة التنافُس على السُّلطة وسِلميَّة التَّداوُل لهذه السُّلطة، مع إعلان التحريم والتجريم لكلِّ ألوان العُنف والإكراه لتَحقِيق الأفكار والمطالب والسِّياسات ودعوةِ كلِّ المنابر الدِّينيَّة والفكريَّة والثقافيَّة والإعلاميَّة إلى نبْذ كلِّ ما يتَّصل بلُغة العنف فى حلِّ المشكلات، مع قِيام كلِّ هذه المنابر بحملةٍ مُنظَّمة لإعادة الحياة الفكريَّة والسياسيَّة إلى النَّهج السلمى الذى امتازَتْ به ثورة هذا الشعب العظيم.. وجعل الحوار الوطنى الذى تُشارك فيه كلُّ مُكوِّنات المجتمع المصرى دون أى إقصاءٍ هو الوسيلة الوحيدة لحلِّ أيَّة إشكالات أو خِلافات.. فالحوار هو السبيلُ إلى التعارُفِ والتعايُشِ والتعاوُنِ على إنهاض هذا الوطنِ؛ ليُحقِّق طموحات سائر المواطنين.
رفض قتل المعارضين للحكام
فى تاريخ 26 من ربيع الأول سنة 1434ﻫ الموافق 7 من فبراير 2013 أكد مجمعُ البحوث الإسلامية رفضِه للفهمِ الخاطئ واستعمال النُّصوص فى غير مواضعها، وفهمها فهمًا غير صحيح، ويُنبِّه الأزهر على أنَّ مثل هذه الآراء تفتحُ أبواب الفتنة وفوضى القتل والدِّماء، ويدعو الجميع إلى الالتزام بموقفِ الشريعة الإسلامية التى تُؤكِّد حُرمة الدِّماءِ والوُلوغِ فيها، وأنَّ القاتل العمد لا يدخل الجنة ولا يجد ريحها، وأنَّ القاتل والمتسبب فى القتل سواء بالتحريض أو بالرأى شريكان فى الإثم والعقاب، فى الدنيا والآخِرة.
ويناشد المجمع المصريين جميعًا بألا يَستَمِعوا إلى مثل هذه الآراء الشاذَّة والمرفوضة عقلاً ونقلاً؛ حرصًا على سَلامة الوطَن ووحدة أبنائه، واللذان يُعتَبران من أهمِّ المقاصد التى جاءت بها شريعة الإسلام والمسلمين.
المشهد قبيل ثورة 30 يونيو
قبيل الثورة بدأ الأزهر الشريف يستشعر خطورة الموقف وبدأ بدراسة متانية للأوضاع ووجه نداء للشعب المصرى أن يعمل على نهضة الوطن ويركز على إعلاء قيمة العمل والبناء وقام شيخ الأزهر نفسه بالتبرع بهداياه لدعم الاقتصاد المصرى ومع زيادة حدة التوتر وارتفاع اصوات التكفير قام الازهر باصدار بيان هام يوضح للمصرين حدود المعارضة السلمية وتحريم تكفير المعارضين وجاء بيانه بشأن تكفير المسلمين المعارضين ليضع النقاط فوق الحروف.
بيان بشأن تكفير المسلمين
الأزهر الشريف، الذى يعمل دَومًا على جمعِ الكلمة، ونبذ الخلاف والفُرقة التى توهن من قوتنا، وتذهب بريحنا، يجد نفسه مضطرًا إلى التعقيب على ما نُشِرَ من أقوالٍ وإفتاءاتٍ منسوبة لبعض الطارئين على ساحة العلوم الشرعيَّة والفتوى، ومنها أن مَنْ يَخرج على طاعة "ولى الأمر الشرعيِّ" فهو منافقٌ وكافرٌ، وهذا يعنى بالضرورة الخروج عن مِلَّةِ الإسلام. ويُوضِّح الأزهرُ بهذا الشأن عِدَّة أحكامٍ شرعية: أولاً: أن هذا هو رأى الفِرق المنحرفة عن الطريق الصحيح للإسلام، وهو كلامٌ يرفُضُه صحيحُ الدِّينِ ويأباه المسلمون جميعًا، ويُجْمِعُ فقهاءَ أهلِ السُّنَّة والجماعة على انحرافه وضلاله ثانيًا: رغم أن الذين خرجوا على الإمام على- رضى الله عنه- قاتلوهُ واتهمُوهُ بالكُفر، إلَّا أنَّ الإمام عليًا وفقهاء الصحابة لم يُكَفِّرُوا هؤلاء الخارجين على الإمام بالعُنْف والسِّلاحِ، ولم يعتبروهُم مِن أهل الرِدَّة الخارجين من المِلَّة، وأقصى ما قالوه: إنهم عُصاةٌ وبُغاةٌ تَجِبُ مقاومتهم بسبب استخدامهم للسِّلاح، وليس بسبب معارضتهم.
ويؤكد الأزهر أنَّ المعارضةَ السِّلميَّة لأولى الأمر الشرعى جائزةٌ ومُباحة شرعًا ولا علاقَةَ لها بالإيمان والكُفرِ، وأن العُنْف والخروج المُسلَّحَ مَعصِيةٌ كبيرةٌ ارتكبها الخوارِجُ ضِدَّ الخُلفاء الراشدين ولكنَّهم لم يَكفُروا ولم يخرجوا من الإسلام.
هذا هو الحُكمُ الشرعى الذى يُجمع عليه أهل السُنَّة والجماعة.والأزهرُ الشريفُ إذ يدعو إلى الوِفاق ويُحذِّرُ من العُنف والفِتنَة، يُحذِّرُ أيضًا من تكفير الخصوم واتهامِهِم فى دِينِهِم.
نفى الأزهر دعمه للمعارضين
استنكر الأزهر الشريف ما تداوله البعض نقلاً عن بعض الصحف الإسرائيلية من تلقى المعارضين بمصر دعمًا من شيخ الأزهر، وما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية من أن شيخ الأزهر يوجّه صفعة للتيار الإسلامى، ويؤكد الأزهر أن هذا كله بهتان من القول لا أساس له من الصحة، وسيظل الأزهر الشريف بإذن الله تعالى كما كان دائمًا بيت المصريين جميعًا، بل وبيت العرب والمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، ويؤكد أنه لم ولن ينزلق إلى العمل السياسى بحال من الأحوال، متحصنًا بتراثه الوطنى والعلمى.
حوارٌ عاجل
تلا ذلك دعوة شيخ الأزهر جموع المصريين إلى حوار عاجل بعد أحداث العنف والقتل والحرق وإراقة الدماء التى شهدتها البلاد، وطالب الأزهر الشريف كل سلطات الدولة والقوى الوطنية والأحزاب السياسية وكلِّ فرد فى هذا الشعب العريق أنْ يتحمَّل مسئوليتَه الكاملةَ أمامَ الله والتاريخ والعالم بأَسْرِه فى الحِفاظ على الدم المصرى الغالى، وأنْ يُعلِى الجميع المصالح العُليا للبلاد فوقَ كلِّ اعتبارٍ، فمصيرُ الأمَّةِ ومستقبلُ الوطن ليسَا ملكًا لأحدٍ، وحُرمة الدماء أمر لا يحلُّ تجاوزُه بحالٍ.
نداء عاجل آخر
انطلاقاً من دور الأزهر الوطنى وحرصه الدائم على ضرورة صيانة الدماء الزكية لكل أبناء شعب مصر، بكل طوائفه وفئاته، وفى كل موقع على أرض الوطن، فإن الأزهر ينظر إلى ما يجرى بقلقٍ شديد خاصةً ما يُذكَر عن سقوط ضحايا، والقبض على مهربى الأسلحة، والذين قد يكونون مندسين على المشهد السلمى الوطنى بغرض توجيه تلك الأسلحة إلى أماكن التجمعات، مما يمكن أن يؤدى إلى إراقة المزيد من الدماء المصرية.
فالأزهر لا يمكنه أن يغض الطرف أو يتجاهل الموقف أو يقف مكتوف اليدين أمام تلك المجموعات التى تندس بين المتظاهرين السلميين وتحمل كل أنواع السلاح لجر البلاد إلى مواجهات لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى.
والأزهر يطالب كل عقلاء الوطن وأجهزة الدولة المعنية ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتجريد هؤلاء من السلاح وضبطهم، وضرورة وضع المصلحة العليا للوطن وأمنه وأمانه فوق كل اعتبار والبعد عن كل مظاهر العنف ولو بالكلمة، فالكلمة فى وقت الفتنة أشد من السيوف المسلطة فى ساحات القتال، وضرورة إبعاد الإسلام عن الصراعات السياسية فالإسلام دين الله جاء رحمة للعالمين.
مشهد 30 يوينو
لم يختلف المشهد كثيرا عن سابقيه فجميعها تؤكد انحياز الأزهر ووقوفه مع الشعوب فى تطلعاتها وكان دور الأزهر فى 30 يونيو يتجلّى فى عِدّة مواقف.
التأكيد على حرمة المساجد
يؤكد الأزهر الشريف على حرمة المساجد وعدم توظيفها بأى صورة من الصور فى الصراع السياسى الحالى، سواء بالاعتصام بها أو التعبئة والحشد فيها، أو غير ذلك، والبعد عن الزج بالدين فى التفرقة بين الناس أو تكفيرهم، وإلا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير، فأهل القبلة كلهم موحدون، والمصريون كلهم مواطنون، (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم فى شىء) صدق الله العظيم.
وحدة المصريين 2 يوليو
تعليقًا على الأحداث آنذاك، قال فضيلة الإمام الأكبر، إن وحدة المصريين فوق كل اعتبار، وأنه لا بد من إنهاء حالة الانقسام الحاد التى تشهدها مصر فورًا، والتى قد تجر البلاد إلى كارثة محققة، وعلى الجميع تحمل مسئولياته أمام الله والوطن والتاريخ فى اتخاذ خطوات جادة وفاعلة للخروج العاجل من هذه الأزمة، تقديرًا لصوت الشعب الذى فاجأ العالم بإلهام حضارى جديد من خلال تعبيره الراقى عن مطالبه، وحقنًا للدماء، وصونًا للأعراض والأموال، وحفاظًا على الأمن القومى من التعرض للمخاطر المحدقة به داخليًا وخارجيًا.
النصائح العشر بتاريخ 4 يوليو
وجه الأزهر نصائحه العشر والتى جاءت كالتالى:
إنَّ الأزهر الشريف كمؤسَّسة علميَّة ووطنيَّة، حارسة للقيم، جامعة للوطن وأبنائه جميعًا، طوال تاريخها العريق تتوجَّه إلى المواطنين كافة، أفرادًا وجماعات، مسئولين وناشطين، وأحزابًا ومستقلين، بالنصائح العشر التالية؛ قيامًا بالواجب الوطنى فى اللحظة الراهنة:
1- اجتمعت كلمة الأطياف الوطنية المصرية السياسية والفكرية والدِّينية على ما تضمَّنته وثيقة الأزهر الأولى بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، على أنَّ الدولة التى يُريدها الشعب المصرى وتُؤيِّدها الشريعة الإسلامية هى الدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة والوضع المؤقَّت الذى بدَأ يوم الرابع من يوليو الجارى وأفضى إليه الحراك الشعبى الأخير، وارتَأت معظم القوى الوطنية ضَرورة اتخاذه، يُوجب علينا أن نذكر بأنَّ الضرورة تُقدَّر بقَدرها، وينبغى ألا تزيد الفترة الانتقالية المؤقتة عن ستة أشهر يعدل فيها الدستور، وتُجرَى فيها الانتخابات النيابية والرئاسية فى نزاهة وشفافية؛ للعودة إلى الحالة الطبيعية الديمقراطية الدستورية التى ارتضاها الشعب.
2- يُطالب الأزهر بالإفراج الفورى عن كلِّ معتقلى الرأى والناشطين السياسيين والقيادات الحزبية المصرية، وفى مقدمتهم الدكتور محمد مرسى؛ ليعيشَ بين أهله وبَنِيه، وتعويض أسر الشهداء الذين لَقُوا مصرعَهم فى ميادين مصر من كلا الجانبين؛ باعتبارهم وطنيين مصريين، مهما اختلفت آراؤهم ورؤاهم السياسية.
3- لابُدَّ لأيَّة مصالحة وطنية حقيقية بين الأطياف السياسية والفكرية من أن تكون مبنية على أن مصر حقًّا لكل المصريين دون إقصاء أو استبعاد، كما ينبغى أن تلتزم وسائل الإعلام ميثاق شرف إعلامى وتتوقَّف بعض وسائل الإعلام عن صِناعة الكراهية والتحريض، كما يدين الأزهر غلق بعض القنوات الدِّينية وغيرها رغم اختلافنا مع أسلوب خطابها.
ولا بُدَّ من التحقيق القانونى العاجل ومحاكمة المتورِّطين فى سُقوط الشهداء العشرين الذين قُتِلوا على أقدام تمثال نهضة مصر؛ لمجرَّد تعبيرهم عن رأيهم فى الخروج السِّلمى- الذى أجازَه الأزهر لعُموم المواطنين- وكذلك سائر الضَّحايا فى مختلف محافظات مصر ومدُنها، أياً كانت انتماءاتهم ومشاربهم.
4- يُعبِّر الأزهر الشريف عن ألَمِه البالغ لما قامت بعض العناصر المنحرِفة من مُطاردة الملتحين والفتيات المنتقبات فى عاصمة مصر قلب الإسلام، ذات الألف مِئذَنة ومقر الأزهر الشريف، أو الاعتداء على جنود الجيش المصرى أو رجال الشرطة.
ولا بُدَّ من التفرِقة بين المتدينين- وكل أفراد شعبنا متدينون، بحمد الله- ومَن يتبنون وسائل الإرهاب والإجرام منهجاً فى مواجهة الجماعة الوطنية.
5- لا محل لأى إجراءات استثنائيَّة فى مصر الثورة، والعالم كله يموج بالديمقراطية، وحتى الدول التى تتمتَّع حقًّا بالديمقراطية فى أوروبا وأمريكا تشهد حراكًا متناميًا، وليست مصر الثورة استثناء من ذلك، إنَّ أكبر نتائج ثورتنا أنها كسرت حاجز الخوف، وعلى الجميع أنْ يضعوا ذلك فى اعتبارهم، فشعبنا شعب أبى، ليس أقل حرصًا على الحرية والديمقراطية من الآخَرين.
6- يجب ألا تكون هذه الحالة الضرورية المؤقَّتة سابقة، لسيادةً فى الحكم لغير الشعب من خلال الدستور والقانون، لا لهيمنة سلطة أو تيار؛ يُغيِّر الحكومات والسلطات دون أساس من الشرع أو الدستور أو الديمقراطية، فجيشنا الوطنى، يعرف مهمَّته ورسالته السامية فى حماية حدود الوطن، فللسياسة رجالها كما أنَّ للحرب رجالها، وللقضاء رجاله كما أنَّ للعلم أهله، ونشد على يد جيش مصر الوطنى حرصه الشديد بل وإصراره على أن يبتعد عن العمل السياسى، رغم محاولات البعض استدعاءه اليها، بل وننأى به عنها.
7- التأكيد على حق كل الأحزاب المصرية بما فيها حزب الحرية والعدالة، فى المشاركة السياسية والعمل فى النور، والسُّلطة مسئولة عن حمايتهم جميعًا، ووأد كل أساليب التحريض وصِناعة الكراهية، بين قوى الشعب السياسية وأطيافه الفكرية، لتحقيق السلام الإجتماعى والحفاظ على الحريات.
8- ينبغى إعلان أسماء لجنة المصالحة الوطنية، وسائر اللجان المعلن عنها، على الجماهير الوطنية؛ فى أقرب وقت بشفافية كاملة، ليُبدوا رأيهم فى مدَى ما يتمتَّعون به من حيادٍ ومصداقيَّة.
وكذا المبادرة إلى تشكيل حكومة الفنيِّين "التكنوقراط" غير الحزبية؛ لتدفع عجلة التنمية وتقيم القوانين وتنفذ الأحكام، حتى تسود الديمقراطية والمدنية أرجاء المسرح السياسى.
9- وجوب أن يكون تشكَّيل لجنة مراجعة مواد الدستور التى يتفق على تغييرها أو تعديلها معبرةً عن المجتمع المصرى بكافة ألوانه، دون إقصاء أو استبعاد، ولا تُترَك لأفرادٍ بأعيانهم؛ فنحن فى عصر الديمقراطية والشفافية، على ألا تُمَسَّ المواد المتعلِّقة بهويَّة الدولة ومقومات المجتمع، وخاصَّة مواد الشريعة الإسلامية ومادة الإخوة غير المسلمين.
10- يجب وقف أعمال العنف من كل جانب، وتجنب دعاوى التكفير والتخوين، واحترام الدم المصرى الزكى واستعمال الأساليب السياسية وحدها فى حلِّ النزاعات السياسية؛ حتى لا تعقب أخطارًا لا يمكن تلافيها على المصالحة الوطنية.
هذا موقف الأزهر وكلمته المسئولة لجميع المصريين؛ إبراءً بذمَّته، وقيامًا بواجبه الوطنى الذى التزَم به على مدى تاريخه، ولن يحيد عنه فى حالٍ من الأحوال، والله يقولُ الحقَّ وهو يهدى السبيل.
دعوة مواجهة الإرهاب
وفى 26 يوليو أكد الأزهر بعد دعوة وزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسى المواطنين للخروج وتفويضة لمواجهة الارهاب أكد الأزهر وقد استمع إلى دعوة المصريين جميعًا للتعبير عن إرادتهم- إنه يثق كل الثقة فى أن الشعب المصرى أيًّا كانت توجهاته وانتماءاته سوف يعبّر عن رأيه بصورة حضاريّة دون انزلاق إلى دائرة العنف أو مستنقع الفوضى، وأنّ هذا الشعب العريق لن يخذل مصر الوطن مصر الدين مصر الحضارة، وسيلقى على العالم كلّه درسًا فى تحمل المسئوليّة وحسن التعبير عن الرأى.
ويثق الأزهر أيضًا فى أنّ مفهوم هذه الدعوة كما أوضحه المتحدّث العسكرى أنّها دعوة للمصريين جميعًا للوحدة، والتكاتف، ونبذ العنف، والاجتماع على قلب رجل واحد؛ لنبذ العنف والكراهية ودعم قواتهم المسلحة والشرطة المدنية وكافة مؤسسات الدولة؛ للقضاء على كافة أشكال العنف والإرهاب والمخاطر التى تحدق – الآن- بالبلاد، بل تكاد تحرق كل مكتسبات الثورة المصريّة العظيمة التى لاتزال تبهر العالم بسلميّتها وتحضّرها ورقى شعبها.. مؤكِّدا ان نداءاته للمصريين كافة، فى كل ميادين مصر بما فيها ميدان رابعه العدوية وغيره، وليس لطرف دون آخر وكان النداء لهم جميعًا "أن يهبُّوا بما فيهم من حبٍّ للوطن وحرصٍ على استقراره؛ لإنقاذ مصر من كلِّ ما يلحق بها من ضررٍ أو خطر.
أقباط مصر ومسيحيِّيها
لا يدَّخر الأزهر جُهدًا فى التأكيد على حُرمة كنائسِكم، ودور عِباداتكم، وأنَّ تخريبها أو مسَّها بسوءٍ ليس من الإسلام فى قليلٍ ولا كثير، والإسلام يبرأ من كلِّ هذه التجاوزات التى ترفضُها الأديان والأعراف والقوانين وحضارات الإنسان، ولا يخفى علينا وعليكم أن محاولات جر البلاد إلى فتنة طائفية هى خطة شيطانية وافدة، وهى محكوم عليها بالخيبة والفشل- بإذن الله- فمصر كانت وستبقى دومًا أبيَّة على مثل هذه المحاولات الدَّنيئة.
أصدقاءنا فى العالم الخارجى
إنَّ مصر برجالها وأبنائها قادرةٌ على تجاوُز هذه المرحلة، وأن إعادة ترتيب شئونها الداخلية أمر يسير جدًّا إذا ما التزمت دول العالم بقوانين الأمم المتحدة وبمواثيقها وبأعراف العالم، وبخاصة بمبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، وعليكم أن تعلموا إن لم تكونوا تعلمون أن مصر بحضارتها العريقة التى تعرفونها هى أكبر من أى إملاء أو تآمُر كائنا من كان المملى أو المتآمر، ونذكركم بأن الله أكبر منكم، وأن قدرته غالبة، وأن الله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
موقف الدول العربية
ثمن الأزهر الشريف الموقف العربى العظيم والتحرك الدبلوماسى الحكيم الذى تقوده المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ومملكة البحرين والمملكة الاردنية الهاشمية على المستوى الدولى للدفاع عن مصر وسيادتها، لا يسعه إلا أن يقدر هذه المواقف التى تكشف عن معادن رجال هذه الأمة وقت الشدائد وقدرة الأمة العربية على التوحد والصمود والتحدى فى مواجهة المخاطر التى تواجه أحد أجزاء الجسد العربى، وتبعث فى الأمة من جديد روح السادس من أكتوبر المجيد عام 1973.
للمزيد من التحقيقات :
محادثات أديس أبابا حول جنوب السودان تدخل فى نفق مظلم.. وشبح الانقسامات يلاحق المفوضين بسبب "الأجندة".. ومتحدث سابق باسم الحركة الشعبية يفجر مفاجأة: الانقلاب أكذوبة يستخدمها سلفاكير للتخلص من خصومه
جهاديون سابقون: الإخوان تسعى لجر مصر لمستنقع الدم.. والقوات المسلحة تخوض حربا لمنع تقسيم البلاد.."القاسمى" يطالب الدولة بالتصدى لتهريب الأسلحة لإحباط العمليات الإرهابية.. ويؤكد: على الشعب مساندة جيشه
ضاحى خلفان: مصر ستنتصر على الإرهاب.. والجيش نفذ إرادة الشعب فى 30 يونيو .. كنت أدعو السيسى ألا يترشح والآن أرى أن مصر تحتاج لرئيس قوى شرط أن يكون منتخباً
إقرأ أيضا :
"عمليات التعليم": خبراء مفرقعات لفحص مدارس شمال سيناء
"الداخلية" : لاول مرة منذ عهد"فاروق" نفضح حقيقة الإخوان الارهابية
الأندية تستعجل كمال درويش لإعلان موعد اجتماع حسم نسب البث
لطيفة تعود بعد غياب 4 سنوات ب"أحلى حاجة فيا" وتتلقى إشادات الجمهور
الإخوان تستقوى بالخارج.. فريق دفاع دولى يتقدم بشكوى فى المحكمة الجنائية الدولية ضد مصر.. ويعقد مؤتمرًا صحفيًا الاثنين المقبل للإعلان عن الإجراءات.. ووحيد عبد المجيد: تحركات الجماعة لا جدوى منها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.