نعم من جد وجد ومن زرع حصد ومن تناسى العفو بالأمس، ولم تعرف روحه التسامح فلن يحصده اليوم ودائمًا الأيام دول، لكن ما أسرع الأيام. بعد ثورة 25 يناير ومع هوجة قيام الأحزاب أنشأت جماعة الإخوان حزبًا أسمته الحرية والعدالة، وكان من حقه البحث عن السلطة كغيره من الأحزاب، لكن تناسى القائمون على أمره أن هم كل حزب ليس السلطة للتحكم فى الناس والسيطرة على البلاد والعباد, بل حب السلطة واعتلاء الحكم يهدف لخدمة الناس والحرص على مصالحهم ومن ادعى الانتماء لتيار دينى كان الحرص على الدين ووسطيته وعدله أوجب عليه، لكنه لم يعرف للحرية طريقًا ولا للعدالة أرضا. انتخب كثير من الناس حزب الحرية والعدالة فى انتخابات مجلس الشعب، وكنت منهم أعطيتهم صوتى بلا نقاش أملا أن يكون فيهم الخير، وأن يكون باطنهم كمظهرهم، لكن بعد عدة جلسات لمجلس الشعب بدأ الخوف يدب فى قلبى، وتساءلت هل انتخبت هؤلاء الأشخاص حقًا إنهم حزب وطنى جديد بشكل آخر, لذا سعدت يوم حله ليكون عبرة لهم، لكنهم عادوا من خلال مجلس الشورى يمارسون الإقصاء لكل من خالفهم الرأى وجعلوا همهم عزل غيرهم وحذف وحظر من يخشونهم والبحث عن قوانين تخدمهم فقط ولم يهتموا بمصالح وطن ولا حق مواطن. ولم أنخدع فى انتخابات الرئاسة فآثرت السلامة حتى لا أشارك فى جريمة، فلم أجد أحدًا جديرًا بقامة وقيمة مصر يخرج الوطن من كبوته، ويقيل عثرته خاصة بعد أن أصبح فى الملعب اثنان لا يتفق عليهما أغلبية الوطن, واليوم تتجرع جماعة الإخوان صنيع يديها فقد كان همها وشغلها الشاغل حظر المرشح الرئاسى السابق د أحمد شفيق وحظر كل من انتمى لقيادات الحزب الوطنى السابق والاستقواء على الجميع، حتى من وقفوا معهم وانتخبوهم, وتدور الدائرة ويخرج الإخوان من الحكم على يد الجيش بعد الإنذار والأعذار استجابة لرغبة أغلبية كبيرة من الشعب، فما آثروا سلامة ولا حرصوا على سلم وأمن وطن ولا أمان مواطن بل كان همهم الحكم والعرش, حين امتلكوا السلطة كان شغلهم الشاغل أن يتمكنوا من كل مفاصل الدولة فى أسرع وقت وبأقل جهد، وتناسوا أن الأوطان بعد الثورات ترتعد ولا تهدأ أن خرجت من كبت إلى كبت، ومن سطوة باسم الفساد إلى سطوة وقهر باسم الدين. اليوم تم حظر الجماعة بعد تصنيفها كمنظمة إرهابية وسيتم التعامل معها ومع كل المنتمين لها على أنهم أعضاء جماعة إرهابية، وكانت أعمال الجماعة ومن انتموا لهم سببًا رئيسيًا فاصلا فى وصولنا إلى أقصى طرف الخيط، فلم يتركوا للقاء مجال ولا للوسطية قبول وآثروا نشر العنف والتشجيع عليه من الموالين والأتباع والمغيبين. الآن أتمنى ألا نحذو حذوهم وألا نستعدى السلميين من الجماعة أن تبقى منهم أحد وألا نأخذ الجميع بسوط الانتقام. أتمنى أن نترك مساحة لمن أراد منهم العودة لحضن الوطن فما أسوأ الانتقام وما أسهل زراعة الكراهية. نعم لابد من الأخذ بمنتهى الحزم والشدة مع كل من تسول له نفسه الخبيثة، ان يروع أمن هذا الوطن وأن يحض على العنف ويشجعه ولابد من الضرب بيد من حديد على كل أتباعهم ومعاونيهم من يمولون ويخططون، ويسعون فى الأرض فسادًا. لكن علينا أن نفتح طاقة نور وباب أمل لمن خدعوا فيهم وأحبوهم اعتقادًا أنهم يمثلون الدين أو ينتمون إليه، فلا يجب أن نوسع دائرة الشبهات وندخل منها إلى مناطق الظلم والحرمات فإن تناسوا العدل بالأمس فلا يجب ان ننساه اليوم. يجب أن نضرب لهم القدوة والمثل وأن نعامل السلمى منهم بما لم يعاملوا به غيرهم، ونكون أكثر إنصافًا وعدلا معهم، رغم كل ما فيهم. الكبار فقط يسمون فوق كل ضغائن النفس وشهوات الانتقام، ودائمًا لكل زرع حصاد.