لقى إعلان التيار الشعبى وحملة تمرد والأحزاب اليسارية، عقد تحالف سياسى، ترحيبا كبيرا من البعض, معتبرين أنها خطوة أولى نحو تكوين تحالف انتخابى بعيدا عن مظلة جبهة الإنقاذ، فى الوقت نفسه أعلن حزب المصريين الأحرار عقد تحالف مع حزب المؤتمر والحركة الوطنية، الأمر الذى رأى فيه الكثيرون هدما وتفتيتا لجبهة الإنقاذ. وهددت هذه التحالفات بفشل التحالف الانتخابى الذى زعمت القوى المدنية فى وقت سابق عقده، تحت مظلة الجبهة، لمواجهة أى محاولات من جانب التيار الإسلامى للعودة إلى المشهد السياسى مرة أخرى، سواء من خلال مجلس الشعب أو مجلس الشورى, الأمر الذى أثار استياء عدد من أعضاء الجبهة نظرا لتفتتها، فيما رأى آخرون أن هذه التحالفات طبيعية بسبب تقارب الرؤى والأفكار بين المتحالفين. وقال السكرتير العام المساعد لحزب الوفد، حسام الخولى، إن تحالف التيار الشعبى بأحزابه مع الأحزاب اليسارية والاشتراكية أمر طبيعى فى ظل التقارب الفكرى بينهم، مشيرا إلى أن جبهة الإنقاذ تضم تيارين مختلفين أيدولوجيا. وأكد "الخولى" أن هناك تقاربا فى الرؤى بين حزب الوفد والمصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى قد يكون بداية تحالف سياسى، موضحا أن التحالفات الانتخابية لن تظهر الآن لعدم وضوح النظام الانتخابى، لافتا إلى أنه فى حال إجراء الانتخابات بالنظام الفردى سيقتصر التعاون بين الأحزاب على التقارب والتنسيق فى الدوائر. وقال الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطى، والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى أحمد فوزى، إن حزبى "الوفد" و"المصرى الديمقراطى"، موقفهما داخل جبهة الإنقاذ الوطنى لم يتغير، مشيراً إلى أنهما لم يتخذا قرارا بشأن الانفصال عن الجبهة حتى الوقت الحالى، وأنهما الوحيدان اللذان لم يبحثا تحالفات انتخابية خارج "الإنقاذ". وأضاف فوزى ل "اليوم السابع"، أن إعلان حزب المصريين الأحرار التحالف مع حزبى المؤتمر والحركة الوطنية، وتحالف التيار الشعبى مع أحزاب اليسار، أدى إلى تفتت جبهة الإنقاذ، مؤكداً أن بذلك يصبح هناك تحالف يسارى وتحالف آخر يضم فلول النظام السابق. وأكد أن المصرى الديمقراطى يفتح ذراعيه للتحالف مع كافة القوى السياسية المناهضة للإخوان وفلول نظام الرئيس المخلوع مبارك، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يعقد "المصرى الديمقراطى" تحالفا وسطا مع حزب الوفد بعيدا عن الفلول، ويتفق مع البرنامج الاقتصادى للحزبين. من جانبه قال القيادى بجبهة الإنقاذ، وحيد عبدالمجيد، إن عدم تحديد النظام الانتخابى حتى الآن أحدث ارتباكا فى الحياة السياسية إلى حد كبير، مشيرا إلى أنه يحول دون الوصول إلى تحالفات محددة. وأضاف "عبد المجيد" أن ما يحدث الآن بين الأحزاب مجرد اتصالات ومشاورات وتقييم للمواقف، مؤكدا أن هذه الحالة ستستمر حتى تحديد النظام الانتخابى، وما يحدث هو خطوات تمهيدية استعدادا للمرحلة القادمة. من جانبه أكد الدكتور نيازى مصطفى، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، وعضو المكتب التنفيذى لجبهة الإنقاذ الوطنى، أن كل ما يتم إعلانه حول التحالفات الانتخابية يعد فى إطار المباحثات، لافتاً إلى أنه لن يتم الاستقرار على التحالفات النهائية إلا بعد إقرار الرئيس عدلى منصور للنظام الانتخابى. وأضاف "مصطفى" أن مسألة تحالف أحزاب اليسار داخل "الإنقاذ" أمر متوقع، لافتاً إلى أن من حق كل حزب البحث عن مصالحه الخاصة، فضلاً عن أن الجبهة بالفعل قامت بالدور المنوط به. وأوضح أنه كان هناك اتفاق داخل الجبهة بأن فى بعض الدوائر تخوض "الإنقاذ" الانتخابات على قائمتين، تكون إحداهما يسارية والأخرى ليبرالية، مؤكداً أنه فى إطار تصريحات قيادات التحالف اليسارى، فسوف يكون هناك تنسيق مع باقى أحزاب "الجبهة" من أجل إخلاء الدوائر حتى لا يكون هناك منافسة تؤدى إلى خسارة نسبة مقاعد القوى المدنية داخل البرلمان. وعن تردد أنباء عن تحالف "المصريين الأحرار" مع أحزاب بها رموز تنتمى للنظام السابق، قال: "عند إقرار عزل أعضاء الحزب الوطنى فى دستور 2012، كان هناك كلام أن عضوية "الوطنى" ليست تعنى التورط فى جرائم، ونحن لا نرفض التحالف مع جهة غير متورطة فى جرائم سياسية أو مالية". كما أكد القيادى بحزب المصريين الأحرار على عدم نية الحزب فى التحالف مع الحزب المصرى الديمقراطى، لافتاً إلى أن تحالف الحزبين داخل الكتلة المصرية فى الانتخابات البرلمانية السابقة أدى إلى مشاكل عديدة داخل المصريين الأحرار، موضحاً أن "الديمقراطى" يبحث التحالف مع الوفد.