فى الوقت الذى تحاول فيه مصر ايجاد حل لمشكلة سد النهضة الإثيوبى والذى سيؤثر سلبًا على حصة مصر المائية واحتياجات المواطنين، نجد الكثير من الناس وللأسف الشديد، يسرفون فى استخدام الماء فى شتى أمور حياتهم، فمعظم الناس يقومون برش الشوارع بالماء العذب (صيفًا) والذى تكلف مبالغ طائلة ليصل للمواطنين للشرب وليس لرى الشوارع، ويسرف المزارعون فى استخدام المياه فى الزراعة ومعظها يذهب للمصارف، ويهمل الكثير فى صيانة صنابير المياه وتركها مفتوحة ينساب منها الماء ليل نهار، وتكثر صور الاعتداء على النيل بإلقاء النفايات والمخلفات وتبول البعض فيه. والإسلام كان سباقًا فى تقدير قيمة الماء، والأمر بترشيد استخدامه، والقرآن الكريم والسنة النبويه ينهيان عن الإسراف. يقول الله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الأعراف 31. والرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بالقصد فى استعمال الماء، روى عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال:( ماهذا السرف يا سعد؟، قال سعد: أفى الوضوء سرف؟، قال صلى الله عليه وسلم :نعم، وإن كنت على نهر جار). روى عن أنس رضى الله عنه قال: كان رسول الله عليه وسلم يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالمد. وكان صلى الله عليه وسلم يأمر غيره بالاغتسال والوضوء بهذا القدر كذلك. ينبغى علينا نحن المصريون الحفاظ على الماء أصل الحياة للإنسان والنبات والحيوان، وتضافر كافة الجهود لمواجهة الإسراف فى الماء حتى لا نبكى على اللبن المسكوب، وبعد فوات الأوان، وذلك فى القيام بالآتى: _حملات توعية على مستوى جميع وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية، تبين أهمية الحفاظ على الماء وأنه واجب دينى ودنيوى. _نشر الوعى بين ربات البيوت لعدم الإسراف فى الماء. _نشر الوعى لدى الفلاحين وتزويدهم بطرق الرى الحديثة لتقليل الفاقد من الماء. _عدم ترك صنابير المياه مفتوحة ليل نهار وإصلاح التالف منها بسرعة أولا بأول. وعلى المسئولين فى الدولة إقامة أوجه التعاون والعلاقات الطيبة مع دول حوض النيل، ووضع الخطط التى تضمن حقوق مصر فى مياه النيل، والدفاع عن هذه الحقوق على كل المستويات. وفى النهاية نقول... أيها المصريون حافظوا على نيلكم واقتصدوا فى استخدام الماء، كما أمر دينكم وقرآنكم ونبيكم.