سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أهالى المنيا يشكون من سوء الخدمات الصحية.. ويؤكدون: الوحدات تفتقر لأقل الخدمات الطبية.. وحصتها من الأدوية لا تكفى أسبوعًا.. ونطالب بتعيين ثلاثة أطباء بكل وحدة صحية وتخصيص سيارة إسعاف مجهزة بكل قرية
تسود حالة من الاستياء الشديد بين المواطنين بمختلف مراكز محافظة المنيا، بسبب سوء الخدمات المقدمة فى الوحدات الصحية والتى اقتصر دورها فقط على استقبال حالات الجروح السطحية فقط وأحيانًا لا يوجد بها أدوات تضميد تلك الجروح بعد نفاذ الكمية المخصصة للوحدة الصحية، والتى لا تخدم أكثر من 70 إلى 90 شخصًا طوال الشهر، ورغم التطوير الذى شهدته عدد من الوحدات بعد تغيير اسمها إلى وحدات طب الأسرة إلا أن التطوير شمل المبانى فقط، ولم يشهد تقديم خدمة مميزة أو وجود طبيب أو أدوية أو معدات. وأصبح تطوير الوحدات الصحية وتوفير الخدمات بها أحد أحلام الفقراء من أهالى المنيا، خاصة بعد أن توفيت حالات كثيرة بسبب اضطرارها للذهاب إلى المستشفى العام بالمركز، بسبب عدم قدرة الوحدة الصحية لمعالجتها، كما أن سخط المواطنين بالمحافظة لا يتوقف على الوحدات الصحية فقط لكن من المستشفيات العامة أيضًا، والتى تحتاج إلى الكثير من التطوير والرقابة حتى تكون قادرة على استيعاب الحالات اليومية بداخلها. ومن المحزن أن كل المحافظين السابقين فشلوا فى تحقيق حلم هؤلاء الفقراء فى إيجاد علاج للهم بداخل قراهم خاصة حالات الطوارئ. وكان اللواء صلاح الدين زيادة، محافظ المنيا، قد أعلن عن خطة لتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين ووضع الكوادر الطبية المناسبة فى مواقعها وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية التى تساند الأطباء، على تقديم خدمات متميزة للمواطنين. وأضاف أن هناك اهتمامًا خاصًا بتطوير أقسام الطوارئ والاستقبال بالمستشفيات العام، وتجهيزها وإعدادها للتعامل الفورى مع الأحداث الطارئة. كما كلف المحافظ وكيل وزارة الصحة بتقديم تقرير تفصيلى عن عمل الوحدات الصحية داخل المحافظة بالقرى، ومدى تقديم خدمات متميزة للمواطنين واستقبالها للحالات الطارئة، مع عرض احتياجاتها من الكوادر البشرية والأجهزة والمعدات والأثاث اللازم. إلا أن ذلك لم يتحقق منه شىء حتى الآن، فلم تشهد المحافظة أى نوع من تطوير أى من الوحدات الصحية على مستوى المحافظة، بل تزداد معاناة المواطنين يومًا عن يوم. ويقول صابر خليل من إحدى قرى مركز أبوقرقاص، إن الوحدات الصحية غير قادرة على استقبال الحالات الطارئة، فمعظمها لا توجد به أجهزة والوحدة التى بها أجهزة لا تجد من يعمل عليها وأضاف أن الوحدة الصحية فى قرى كثيرة بالمركز، لا توجد بها أطباء مقيمين والطبيب كأنه موظف، يحضر الساعة 9 الصبح ويترك الوحدة الصحة الساعة 3 العصر، وبذلك يتم إغلاق الوحدة الصحية طوال اليوم، بعد ذلك فلا تستقبل أى حالات وتغلق أبوابها عقب العصر مباشرة، ولا يوجد بها خدمات ليلية. هذا ما أكده حمود حسنى، أحد أهالى قرية بمركز المنيا، وأضاف أن الوحدة الصحية بقريته تفتقر إلى الشاش والقطن، وهو أقل شىء لمدواة الجروح، مما يجبر المواطن على شرائه من الصيدلية. وأوضح أن الوحدات الصحية منشأة فى القرى والصحراء أى بين الثعابين والعقارب، ورغم ذلك كل الوحدات الصحية بالمنيا لا يوجد بها مصل ضد لدغ العقرب أو الثعبان أو حدة للسموم، مما يضطر المواطن إلى الذهاب للمستشفى العام، والتى تقع فى المدينة وتبعد بعدد كبير من الكيلو مترات عن كل القرى، مما قد يؤدى إلى وفاة المرضى قبل الوصول إلى المستشفى. بينما أضاف مرتجى صلاح، أنه يطالب مديرية الصحة بالمنيا بعمل زيارات ميدانية على الوحدات الصحية، للتعرف على مشكلة العاملين الحقيقية والتى تكمن أغلبها فى ضعف كمية الأدوية والأدوات داخل الوحدة الصحية، ورفض الأطباء العمل بالقرى مما يجعل عدد كبير من الوحدات عاجزة عن استقبال أى حالات فى منتصف النهار أو الليل بسبب مغادرة الطبيب للوحدة، مطالبًا بتعيين 3 أطباء بكل وحدة صحية فى تخصصات مختلفة وسيارة إسعاف بكل وحدة صحية مجهزة، تنقل الحالات الحرجة إلى المستشفى العام. فيما تروى ياسمين محمد قصتها مع الوحدة الصحية بإحدى قرى أبوقرقاص، والتى أكدت فيها أن والدها شعر بالإعياء فجاه فى ساعة متأخرة من الليل، فلم يكن هناك سبيل سوى أن تذهب به إلى الوحدة الصحية، نظرًا لأن مستشفى أبوقرقاص المركزى بعيدة جدا عنهم، تقول إنها عندما ذهبت إلى الوحدة الصحية وجدة أبواب الوحدة مغلقة، ولا يوجد أحد بها فما كان منها إلا أنها حملت والدها فى سيارة بأجرة مضاعفة، نظرًا لأنها ساعة متأخرة ولكنها كانت تود إسعاف والدها فقط وبالفعل انطلقت السيارة من القرية، وتمكنت من إنقاذ والدها فى اللحظات الأخيرة، كما أخبرها الأطباء. وقد أكد ياسر التركى، مدير مركز الحياة لحقوق الإنسان، أن الوحدة الصحية بمجلس بنى محمد سلطان أنفق عليها حوالى 12 مليون جنيه لتطويرها، إلا إنها لا توجد بها خدمة ليلية والطبيب قد يأتى نهارًا أو لا يأتى، وأضاف أن الوحدة مجهزة بكافة الأجهزة الحديثة إلا انه لا يتم استخدامها حيث لا يوجد أطباء. فيما أكد أحد العاملين فى الوحدة الصحة بقرية تابعة لمركز المنيا رفض ذكر اسمه، أن حصة الوحدات الصحية لا تكفى سد احتياجات المرضى والحصة تنفذ خلال أسبوع أو 10 أيام على الأكثر، ولا نستطيع طلب كمية إضافية مما يجبر المريض على شراء كل شىء من خارج الوحدة، ويؤدى ذلك إلى حدوث مشاجرات بين العاملين بالوحدات الصحية والجمهور. وفى نفس السياق، فقد كان مركز أبوقرقاص قد شهد العام الماضى حادثًا أليمًا لأحد طلاب مدرسة إعدادية، والذى لدغة العقرب داخل الفصل وتم نقله للوحدة الصحية التى تبعد أقل من 5 أمتار عن المدرسة لإسعافه، إلا أنه ونظرًا لعدم وجود إمكانيات داخل الوحدة الصحية فقد الطالب "فارس أبو النجا محمد"، 13 سنة، بالصف الأول الإعدادى، حياته ليدق ناقوس الخطر لوزارة الصحة ويطالبها بالاهتمام بالوحدات الصحية التى تخدم الفقراء.