سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيران تسعى لفتح صفحة جديدة مع دول الخليج بعد ترحيبهم باتفاق جنيف.. زيارات مرتقبة لجواد ظريف إلى الرياض والكويت ومسقط لإعادة تنشيط العلاقات.. وجهود للتقارب مع أبو ظبى لإصلاح السياسات السابقة
بعد أعوام شهدت توترات فى علاقات إيران وبعض دول الخليج فى السنوات الماضية، أخذت فى الصعود والهبوط، وبعد أن هدأ بال زعماء إيران بالتوصل لاتفاق مبدئى فى جنيف مع القوى الغربية فى 24 نوفمبر الماضى، لاقى تأييدا شرق أوسطى، تواصل إيران انفتاحها على المجتمع الدولى، أو ما يطلق عليه الرئيس الإيرانى حسن روحانى، "التعامل البناء" مع العالم وهو أحد الأسس التى كان قد وضعها نصب عينيه، منذ أن انتخب رئيسا للبلاد قبل 6 أشهر. يسعى روحانى لترميم علاقات بلاده بالدول العربية على رأسها دول الجوار الإيرانى الخليجية، وهو إرث تركه له سلفه نجاد الذى شهدت العلاقات فى عهده توتراً ملحوظاً، فالبيان الذى أصدرته دول أعضاء مجلس التعاون الخليجى، التى اجتمعت مؤخرا فى الكويت الذى رحب باتفاق جنيف النووى، جعل إيران تزداد ثقة بأنها ستشهد ربيعا دافئا بينها وبين دول الخليج التى مرت بأكثر فصولها سوءا فى الأعوام الماضية. وتزامن بيان مجلس التعاون مع زيارة لوزير الخارجية الإماراتى عبد الله بن زايد آل نهيان، أواخر الأسبوع الماضى، بعد أن أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة سراح 25 سجينا إيرانيا بمناسبة عيد الأضحى، ورغم القضايا العالقة بين البلدين على رأسها الجزر الثلاثة المتنازع عليها (طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى)، إلا أن الوزير الإماراتى اتفق مع نظيره الإيرانى جواد ظريف على فتح "صفحة جديدة" فى العلاقات بين البلدين ولم يشر إلى تلك القضية. كذلك استضافت إيران وزير الخارجية التركى أحمد داوود أغلو، فى مؤشر على تحسن العلاقات مع إيران، بعد أن تدهورت على خلفية الصراع السورى، ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان إيران يناير المقبل، وسيزور روحانى تركيا فى الشهر نفسه. وكانت تركيا من بين الدول التى رحبت بالاتفاق النووى بين إيران ومجموعة (5+1)، والتى تعد شريكا اقتصاديا واستراتيجيا لإيران حيث كشفت أنقرة فى وقت لاحق لأجهزة الاستخبارات الإيرانية هويات عشرة إيرانيين ممن كانوا على اتصال بضباط الاستخبارات الإسرائيلية فى تركيا. كذلك تم الإعلان عن زيارات مرتقبة فى خلال أيام لوزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف إلى كل من الرياضوالكويتومسقط، لطى صفحة التوترات، وكشف خبراء عن لعب الكويت دورا للتوفيق بين إيران والسعودية، ومن المتوقع أن يكون على جدول أعمال الوزير الملف النووى الإيرانى والعلاقات الإيرانية - العربية. ومن المتوقع أن يزور وزير الخارجية جواد ظريف، عمان، حيث تتمتع مسقط بعلاقات خاصة مع إيران، فقد لعبت دور الوسيط فى قضية إطلاق الجواسيس الأمريكيين الثلاثة والتى احتجزتهم طهران لديها، كذلك توسطت فى الإفراج عن عالم إيرانى متهم بنقل التكنولوجيا الأمريكية المحظورة إلى بلاده، وكان السلطان قابوس بن سعيد أول من زار إيران عقب انتخاب الرئيس حسن روحانى، فى زيارة لم تخل من الوساطة العمانية بين إيران وأمريكا. وتسعى طهران لبناء الثقة المفقودة منذ أعوام بينها وبين الرياض التى عبرت ترحيبها الحذر من اتفاق جنيف، ويحاول وزير خارجية إيران السعى لطمأنة الجانب السعودى وبناء الثقة بين البلدين. وربما يزور أكبر هاشمى رفسنجانى رئيس الإيرانى الأسبق ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام المملكة السعودية والذى أعلن مرارا أنه على استعداد لزيارتها حيث من المعروف أن العلاقات الحسنة بين طهرانوالرياض وصلت لأعلى مستوياتها فى عصر الرئيسين رفسنجانى وخاتمى. وأصبح الرهان كبيراً على جواد ظريف بعد الاتفاق النووى، حيث تقع أمامه مهمة دبلوماسية كبيرة فى استعادة إيران علاقاتها، بدول الجوار العربية وما سيزيده حماسا فى تحقيق هذا الأمر هو ترحيب أغلب تلك الدول باتفاق جنيف، أما الدول التى لديها ارتياب ستسعى طهران لتبديد مخاوفها وربما تنجح السياسة الخارجية الإيرانية بإصلاح السياسات السابقة.