احتفل بيت الوادى بتوقيع الأديبة عزة رشاد، لمجموعتها القصصية الجديدة "بنات أحلامى" وقدمت الناقدة ثناء أنس الوجود أستاذة الأدب العربى قراءة فى المجموعة، أكدت فيها على أن من يقرأ المجموعة سيكتشف أن أحلام بنات عزة رشاد يمكن اعتبارها كوابيس، وأن جميع فتيات المجموعة جميلات على عكس الغلاف الذى رسمه مصطفى حسين للمجموعة، وأن المجموعة تمثل مجموعة من العلاقات المؤسسية الضاغطة بشدة على الفتيات العشر بطلات المجموعة، وأن هذه المؤسسات سببت شكل من أشكال الانهيار الكابوسى وأدى فى النهاية إلى ثورة يناير . وأوضحت أنس الوجود، أنه تشابهت الظروف العامة التى توجد فيها بنات الأحلام التى ربما تكون أحلام ضمنية للكاتبة أو شكل من أشكال فانتازيا الكوابيس، لكن سيلاحظ القارئ أنه عند القصة الأخيرة سيتدفق شكل من أشكال الضوء ولون من ألوان الأمل. وأضافت أنس الوجود، أن المجموعة يمكن اعتبارها رواية من عشرة فصول فهناك رابط بين القصص يجعل القارئ يتقبل كل قصة على أنها فصل فى رواية واحدة، وهذا يؤكد براعة الكاتبة لأنها نقلت آلية سرد رواية إلى قصة قصيرة وبتركيز يشبه قوانين الهندسة الفراغية . كما أن المجموعة عبارة عن مجموعة رواة تتدفق الأحداث وفق رؤية كل راوى فيبدأ الحدث من الواقع، وبالتدريج إلى أن يغيب الكاتب عن الأحداث، فرؤية الراوى تزيح العقل والوعى والمنطق، لتؤكد أن المجموعة كلها أحلام أكثر مما هى أشياء فى الواقع . وأكدت أنس الوجود أن الزمان يمر عبر مصفاة الراوى فيتحول إلى زمن فنتازى ويتحول إلى شظايا، وتميزت المجموعة بأنها طرحت الأمور بحياد واختفت النزعة الإيديولوجية الصارخة، وبذكاء شديد استخدمت الكاتبة مشرط طبيبة الأطفال بطريقة تشبه رفيف الملائكة للإشارة إلى عالم ملئ باليأس والإحباط والتسلط وسرقة الفرح وجعلت القارئ يشعر بكل ذلك بنعومة فائقة ودون زعيق . وأشارت أنس الوجود، إلى أن العناوين جاءت كعتبة تترك عندها الكاتبة بصمتها ولونها فبنات الأحلام تناص معكوس مع بنات الأفكار لتضع الأحلام فى مقابل الأفكار، لتزيح العقل وتحل محله الغيبوبة، فالحلم هو الوجه الأخر للعقل، والمجموعة كلها تدور فى إطار من النوم والغيبوبة وهذا لا يستدعى تسلسلا منطقيا للأشياء. وجاءت القصة الأولى " الياسمين الشائك " والأخيرة " قطوف نائية " كالأقواس التى تضم الثمانى قصص الأخرى فى المجموعة وتطرح الأسئلة فنحن لا نعرف ياسمينا شائكا، وما نعرفه أن الياسمين هش وسريع الذبول لماذا يتحول هذا الياسمين الجميل الأبيض إلى كائن شائك ومخيف. وتتناول المجموعة ترميم الأحلام وتسبح عكس التيار وتنتقد المؤسسات برهافة طبيبة أطفال وبقلب رءوم يستطيع التعامل مع كائنات رقيقة بإخراجها من شرنقتها الطينية . وعن المجموعة قال الكاتب أحمد الخميسى، أن عزة رشاد ومجموعة أخرى قليلة من الأدباء المصريين يحفرون ويشقون طريق جديد فى الكتابة ورغم تعدد مؤسسات القهر ووقوع المرأة تحت قهر مزدوج لم يجعل هذا أبطال عزة رشاد يكرهون العالم ، فالكاتب الذى يبدأ بكراهية العالم ينتهى قبل أن يبدأ فهى هنا تحب البشر ولا تحب المؤسسات وهى واحدة من القلائل اللاتى لم يقعن فى فخ الكتابة النسوية التى تعزلها عن المجتمع ، فالعامل الحاسم فيما تكتبه المرأة هو القيمة الأدبية وعزة رشاد استطاعت بما لديها من حساسية خاصة كامرأة أن تصف لحظات لا يعرفها الرجال كلحظات الولادة، لكن هذا لم يدخلها فى الكتابة النسوية. وأضاف الخميسى، أن الكاتبة لم تقع فى الشكلانية التى هى فخ ابتلع الأدب المصرى وجاءت قصصها مشبعة بروح الرواية أى لم تتخلص من طبيعتها كروائية لها نفس طويل يمكنها من القدرة على السباحة لمسافات طويلة وأعماق بعيدة .