بات الدعم الذى يصل لشركة صوت القاهرة، من وزارة الإعلام حلما بعيد المنال، بعد أن أسقطت الوزارة الشركة بمختلف أنشطتها الفنية من حساباتها، حيث بدأ هذا التجاهل الغريب فى عهد وزير الإعلام السابق صلاح عبد المقصود، والذى تعامل مع الدراما التليفزيونية كأنها وسيلة للترفيه، قد يستغنى عنها البعض لأنها غير ضرورية، ولم الآلاف بل الملايين من العاملين بها، من ممثلين أمام الكاميرا ورجال إخراج وإنتاج وفنيين خلف الكاميرا يعتمدون على أجورهم من هذه الصناعة فى إدارة شئون ومتطلبات الحياة، ووصل هذا التجاهل ذروته فى عهد وزيرة الإعلام الحالية درية شرف الدين، والتى منعت الدعم الذى يصل للشركة تماما، الأمر الذى وضع سعد عباس رئيس مجلس إدارة الشركة فى حرج كبير، فبعد أن بدأ تصوير 4 مسلسلات قد يتبقى من بعضها دقائق وأخرى يتبقى لها ساعات، وأعمال ثالثة تنتظر دوران الكاميرا، أدارت وزيرة الإعلام وجهها عن الشركة بأنشطتها الفنية، وتركت هذه الأعمال تواجه مصيرا شبه مجهول، بعد أن وعدت رئيس الشركة بإرسال السيولة المالية اللازمة التى تمكنه من استكمال الأعمال المتوقفة، وهو ما أعلنه سعد عباس حتى فوجئ بعدم وصول أى دعم مادى من الوزيرة، الأمر الذى وضعه فى خانة ضيقة وجعله يبحث عن مَخرج. أول هذه الأعمال المتوقفة والمتضررة من تجاهل وزيرة الإعلام لشركة صوت القاهرة، مسلسل "جداول"، للنجمة القديرة سهير رمزى، والتى انتهت من تصوير ما يقرب من 7 ساعات من أحداثه، حيث تم تصوير هذه المشاهد منذ شهر مايو الماضى فى الديكور الرئيسى، والمفترض أنه داخل منزلها الموجود بمنطقة باب الشعرية، وقد تم تصوير هذه المشاهد ببلاتوهات شركة صوت القاهرة بالعباسية، بالإضافة إلى بعض المشاهد بنادى إيرو سبورت بمطار القاهرة، وقال مخرج العمل عادل الأعصر ل"اليوم السابع"، أنه لم يطرأ أى جديد بشأن المسلسل، والمتوقف منذ شهر يونيه الماضى، موضحا أنه مازال ينتظر اتخاذ شركة صوت القاهرة المنتجة للعمل أى إجراء بشأن استئنافه، أو إيجاد مخرج للأزمة المالية التى تمر بها، مشيرا إلى أنه لا يجوز إهمال المسلسل أكثر من ذلك حتى لا يفقد بريقه، وحتى لا يخرج الممثلون من انغماسهم فى الشخصيات التى يجسدونها. أما مسلسل "كش ملك" لمجدى كامل وسوزان نجم الدين، فقد أكد مخرجه حسام عبد الرحمن، أنه أصبح لايعرف أى شيئا عن موعد استئناف العمل، فبعد أن أبلغه القائمون على قطاع الإنتاج فى شركة صوت القاهرة، عن تحديد موعد لاستكمال العمل، عادوا مرة أخرى لإلغاء هذا الموعد، ومن وقتها أصبح لا يعرف أى شىء عنه، وقال عبد الرحمن: انتهيت من تصوير 7 ساعات من العمل، وأتمنى استكماله فى أقرب وقت، خاصة فى ظل القضايا الهامة التى يتعرض لها والمادة الدرامية الدسمة التى تقدمها حلقات المسلسل. مسلسل "الحكر" لفتحى عبد الوهاب، وأحمد بدير وهنا شيحة يتبقى له ما يقرب من 120 دقيقة فقط، وينتهى تصويره تماما، فبعد أن حددت شركة صوت القاهرة أكثر من موعد لمخرجه أحمد صقر بشأن استئناف التصوير والانتهاء من مشاهده المتبقية، توقفت الأخبار عنه مرة أخرى، لتجلس أسرة العمل على أمل استكماله بعدما اختفت مؤشرات استئنافه. كما يُعد مسلسل "الضابط والجلاد"، صاحب الحظ الأكثر سوءا بعد أن دخل فى عامه الثالث على التوالى، ولم ينته مخرجه من تصويره، نظرا لكثرة توقفاته التى جاءت بسبب أزمات شركة صوت القاهرة المتتالية، ليكون هذا المسلسل أكثر أعمال الشركة تأثرا بتوتراتها المادية، حيث لم يتبق لمخرجه هانى إسماعيل سوى تصوير 3 ساعات، ويكون العمل جاهزا للعرض، ولكنه مثله مثل صناع باقى أعمال الشركة، ينتظر توفير السيولة المالية، وهو من بطولة طارق لطفى وبثينة رشوان وعفاف شعيب ومحمد كريم والمطربة شذى وعبد الرحمن أبو زهرة. كما يعتبر مسلسل "حسن الفللى"، للفنان فاروق الفيشاوى، هو خامس أعمال شركة صوت القاهرة التى تنتظر الدعم، من وزارة الإعلام، حيث انتهى مخرجه سامى محمد على من معاينة أماكن التصوير، وترشيح جميع الفنانين المشاركين، وهم خالد زكى ورانيا فريد شوقى وحنان مطاوع، وأحمد منير، وأحمد رفعت، وإيمان أيوب، ومحمد مرزبان وغيرهم، ويقول مؤلف العمل مجدى صابر ل"اليوم السابع"، الإنتاج الدرامى الحكومى وصل لأسوأ مراحله، حينما تولت جماعة الإخوان حكم البلاد، لأنهم يدركون أن الدراما التليفزيونية والفن بشكل عام ضد القوى الظلامية وضد أشياء كثيرة يريدونها هم، ولذلك لابد من عودة هذا الإنتاج الحكومى العريق، وشدد السيناريست على ضرورة معالجة مشاكل القطاعات الحكومية المتخصصة فى إنتاج الدراما التليفزيوينة، وعودة دعم وزارة الإعلام بقيادة درية شرف الدين لهذه القطاعات، موضحا أن الأعمال المصرية هى من علمت الشعوب العربية اللهجة المصرية والعادات والتقاليد الشرقية الأصيلة، بل هى سفير الإعلام المصرى فى العالم العربى بأكمله، ولابد أن تدرك وزيرة الإعلام الحالية ذلك.
