زلوع، جينسينج، حلبة، عرعر، بردقوش، أخليا، وقائمة لا تنتهى من الأسماء العجيبة الغريبة على كثيرين، لكنها مؤلوفة للعطارين والمؤمنين بكرامات الوصفات السحرية، سواء تلك الواردة فى "تذكرة داوود" وغيره من كتب الأعشاب القديمة، أو التى يصنعها العطارون بتوليفاتهم الخاصة "المُجربة" كما يؤكدون دوما. ليس هناك ما لا تستطيع فعله هذه الوصفات، بحسب زعمهم، فهى تعيد للعجوز الحيوية، وتنافس عمليات التجميل فى قدرتها على التخسيس والتكبير والشد والجذب، بما تمتلكه من قدرات سحرية لتجميل الوجه وإطالة الشعر وغيرها من "الأعجايب"، مثلما يصفها كتاب "داوود الأنطاكى" خبير الأعشاب الضرير، وصاحب الكتاب الأشهر فى طب الأعشاب "تذكرة أولى الألباب والجامع لعجب العجاب"، واسمه الحركى "تذكرة داوود". إلا أن "أشرف شعبان" صاحب محل إحدى محلات العطارة التى يفيض بها الحسين، أكد ل"اليوم السابع"، أن أغلب العطارين لم يعودوا يستعينون بتذكرة داوود وغيرها من كتب الأعشاب القديمة، "أنواع الأعشاب اللى موجودة فيها انقرضت خلاص، وبنعتمد فى وصفاتنا للزبائن على خبرتنا فى مجال العطارة". مؤكدا:"لكل داء فيه عشب بيداويه يعنى مثلا "الحلبة" بتعالج فيروس سي،و"الراوند" مفيد للكبد وملين وبيستخدم كمان فى التخسيس، و"ذنب الخيل" للسعال الديكى والكحة والبرد، و"الزعرو" كمان مفيد لعلاج البرد وللتخسيس، وال"مر بطارخ" مضاد حيوى طبيعى مطهر للمعدة ولعلاج الإسهال، و"العرعر" لعلاج الكبد والتعنية، "الأخليا" بنستخدمها فى علاج الربو، ولتجنب عين الحسود بننصح ب"الحرمن"، أما الطفش المغربى فهو نوع من بخور المشعوذين. ومن المنشطات الجنسية لا تخلو وصفات العطارين من " الزلوع" وزيت الجينسينج وزيت الحبهان ولب القرع. بينما يقول العطار"صلاح الفضل" أحد العاملين فى محلات رجب العطار، أن الزيوت أيضا لديها قدرات سحرية، ويزيد الإقبال عليها من السيدات مستعرضا فوائد كل نوع "زيت الخردل بيخفف آلام المفاصل والروماتيزم، وزيت الكمون مفيد فى حالة الانتفاخ، وزيت الفجل فاتح للشهية، وزيت البصل بينشط الذاكرة، ده غير فائدتها للشعر وتنقية البشرة ونعومتها، وفيه منها بيدخل فى الحنة زى "دف العفريت" اللى بيدى الريحة المميزة للحنة السودانية. أما زيت الحلبة فيؤكد العطار أنه يزيد الهرمونات الأنثوية بما يؤدى لتكبير الثدى، وزيادة إدرار اللبن بالنسبة للحوامل. وللتخسيس وزيادة الوزن عدة وصفات يذكر فضل منها، "لزيادة الوزن هناك وصفة من مجموعة أعشاب يخلط فيها حب العزيز والمحلب وخرز البقر، وللتخسيس ننصح بالسلميكا والبردقوش وزهرة البابونج". الدكتور عبد الله زين العابدين، الأمين العام لنقابة الصيادلة، قال ل"اليوم السابع"، أن "تذكرة داوود" وأمثاله من الكتب تصنف الآن بأنها تاريخ فى طب الأعشاب، أو الطب البديل، أصبح علم له أستاذة وأبحاث، محذرا بأن الاعتماد على وصفات العطارين يمكن أن يتم فى علاج الأمور البسيطة كالبرد والمغص، أما الأمراض المزمنة كالسكر والكبد والقلب فمن الخطورة أن نلجأ إلى العطارين لعلاجها، مبررا ذلك "فى علم العقاقير ممكن نستخلص من العشب الواحد أكثر من 50 مادة فعالة ونفصلهم، ونستخدم كل مادة بطريقة مركزة بحيث نتجنب الآثار الجانبية للعشب، لكن خلطات العطارين مش مستندة لأصول علمية ووصفات علاج الكبد والسكر وغيرها من الأمراض المزمنة كلها "نصب"!
