"برامج للضحك على الدقون" شعار رفعته العديد من البرامج التلفزيونية فى رمضان هذا العام، فجميعها أفكار متشابهة ومكررة فى الضيوف وفى الأسئلة، فالاختلاف فقط يكون فى المذيع أو الاستديو الذى يصور فيه البرنامج الأمثلة على ذلك كثيرة منها "مذيعة من جهة أمنية" والذى تقدمه المذيعة هبة الأباصيرى فرغم أن الفكرة تبدو مختلفة على المشاهد من حيث استضافة الضيف داخل سجن وإجراء تحقيق بوليسى معه والتى تتعرض فيها هبة لأهم القضايا الشائكة فى حياته إلا أن أداءها أفسد البرنامج فأثناء توجيهها الأسئلة للضيوف تحاول إثبات نفسها كممثلة فترفع نظرة عينيها إلى أعلى، وتخبط بيديها على المكتب ثم تتوقف قليلاً وتطرح السؤال. نفس الفكرة بأداء مختلف تقدمها الإعلامية رولا جبريل فى "باب الشمس" والتى كان أداؤها مثيرا لاستفزاز الكثيرين من حيث تحدثها باللغة العربية وكأن مصر خلت تماماً من المذيعات المصريات، وكذلك طونى خليفة فى برنامجه "لماذا" والذى بدا ضعيف المستوى عما قدمه طونى فى برامجه السابقة، فقد تم تركيز أسئلته للضيوف على الموضوعات الجنسية الجريئة كنوع من التجديد من ناحية، وعملاً بالشعار الذى رفعته قناة "القاهرة والناس" التى يعرض عليها "أجرأ قناة مصرية" لكن طونى نسى أو تناسى أنه كان من الأجدر أن يبث البرنامج فى أى وقت آخر من العام، وليس فى شهر يتفرغ فيه الناس للصوم والعبادة، وله طقوسه الخاصة لدى المصريين خاصة والعرب عامة. أما عن قائمة الضيوف فهم المكررين دائماً فى كل برنامج أشهرهم مرتضى منصور، فريد الديب، أحمد السقا، يسرا، طلعت السادات. د.محمد الباز أستاذ الصحافة بكلية إعلام علق على الأمر قائلاً: الإعلام بصفة عامة قائم على فكرة الضحك على الذقون خاصة فى مصر لأنه لا يهدف إلى تقديم شىء حقيقى فهم يعملون بطريقة لعبة الكراسى الموسيقية، والمعروف أن جميع برامج تستهلك بعضها فى شهر رمضان. وأضاف الباز مشيراً إلى أن هناك عدة أسباب تتعلق بهذا الأمر، أهمها تشديد الرقابة التلفزيونية والساسية والتى تحد من إبداع الأشخاص، فمثلاً وزير الإعلام رفض عرض برنامج "حكومة شو" فى رمضان رغم أن فكرته جديدة وجريئة على المشاهد كما أن افتقادنا إلى النخبة فى مجتمعنا أزمة تجعلنا نكرر ضيوفنا فى جميع البرامج، وجزء كبير من هؤلاء الضيوف يقومون بدفع أموال للظهور فى التلفزيون خلال هذا الشهر وهو الأمر الذى يمثل تغييب من المسئولين عن رقابة هذه البرامج.