مجددا عاد الإرهاب الأسود، ليحول حفل زفاف قبطى إلى مأتم بالوراق شمال محافظة الجيزة، فلم تكد تهدأ الأمور بعد حادث تفجير أمام مبنى المخابرات بالإسماعيلية أول أمس حتى عاد "ملثمون" ليفتحون النيران على حفل زفاف، أثناء خروجه من كنيسة العذراء بالوراق. وقال الدكتور أحمد الأنصارى رئيس الهيئة المصرية للإسعاف: "إن التقديرات الأولية لحادث كنيسة الوراق تشير إلى وجود 3 قتلى و12 مصابا". وأكد الأنصارى فى تصريحات خاصة مساء أمس الأحد، أن جثة أحد القتلى تم نقلها إلى مشرحة زينهم، فيما تم نقل الجثة الأخرى إلى مشرحة مستشفى إمبابة العام. وأوضح أن سيارات الإسعاف قامت بنقل وتوزيع المصابين على المستشفيات، فى الوقت الذى تتواجد فيه سيارتى إسعاف بموقع الحادث. وأشار إلى أنه يجرى حاليا حصر أعداد القتلى والمصابين للوقوف على العدد النهائى لها، مبينا أن الأهالى قاموا بنقل عدد من المصابين إلى المستشفيات. وأضاف مصدر، أنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقى الإسعافات، وجار إغلاق كل مداخل ومخارج الوراق لضبط الجناة. فيما قال مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة: "إن المسلحين اللذين أطلقا النار على حفل زفاف أمام كنيسة العذراء بالوراق، كانا ملثمين واستخدما سلاحا آليا فى إطلاق الرصاص". وأضاف المصدر أن الأهالى، لم يتمكنوا من مطاردة الملثمين خوفا من تعرضهم للقتل، نتيجة إطلاق النار العشوائى، وأن المسلحين تمكنا من الهرب بالرغم من الإزدحام المرورى. فيما قال سمير ذكرى أحد سكان الوراق، والمتواجد بمستشفى الساحل، ل"اليوم السابع": "إن السيدة المسنة التى لقيت مصرعها إثر إطلاق نار من اثنين ملثمين بدراجات نارية على الأقباط بكنيسة السيدة العذراء بالوراق، تدعى كاميليا عطية، مسيحية، وقد توفيت إثر طلق نافذ فى القلب". وأكد اللواء هانى عبد اللطيف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية، أن حادث الاعتداء على حفل زفاف بكنيسة بالواراق، أسفر عن مقتل سيدة وطفلة تدعى "مريم" ورجل و9 مصابين. من جانبه قال رامى كامل، الناشط القبطى وأحد سكان منطقة الوراق "إن الحالات المصابة فى مستشفى الساحل 6 حالات، بينهم اثنان فى حالة خطرة، وهم نبيل فهمى مصاب برصاصة كسرت ساقه ويحتاج إلى عملية فورية، وراضى حنا أبادير مصاب بعدة طلقات فى المعدة، ورامى سمير بطلقة بالقدم، وهويدا مصابة بطلقة بالقدم". وبدوره أمر المستشار ياسر عبد اللطيف، رئيس نيابة الوراق بدفن وتشريح جثة ربة منزل، لقيت مصرعها إثر الأحداث التى شهدتها منطقة الوراق، بعد قيام مجهولين بإطلاق الأعيرة النارية على كنيسة العذراء. ،وأمر"عبد اللطيف" بسرعة عمل تحريات الأمن الوطنى حول واقعة مقتل ربة منزل وإصابة 7 آخرين فى الأحداث التى شهدتها منطقة الوراق عقب إطلاق مجهولين النيران على أحد الأفراح بكنيسة العذراء بالوراق. وأكد مصدر أمنى، أن ضباط قطاع الأمن الوطنى، انتقلوا إلى كنيسة العذراء بالوراق للمشاركة، فى إجراء التحريات حول حادث إطلاق النار من جانب مجهولين على رواد الكنيسة، ما أسفر عن مقتل وإصابة 8 أشخاص. فيما قطع أهالى الوراق طريق كورنيش النيل أمام كنيسة العذراء بالمنطقة، احتجاجا على حادثة إطلاق النيران من مجهولين يستقلون دراجات نارية على عرس كان مقامًا بالكنيسة. وتحاول قوات الأمن إقناع المتظاهرين بفتح الطريق بعد أن تسبب فى شلل مرورى. فيما علم "اليوم السابع" أن تعليمات صدرت من الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة لكل الخدمات الشرطية المعينة، لتأمين الكنائس لتشديد الإجراءات الأمنية وإعلان حالة الاستنفار. وذكر مصدر أمنى أنه جارى إعداد الأكمنة للقبض على المسلحين من خلال نشر أوصاف الدراجة البخارية التى كان يستقلها الجناة. كما أمرت النيابة، برئاسة المستشار أحمد البقلى المحامى العام الأول للنيابات شمال الجيزة، بانتداب المعمل الجنائى لمعرفة وحصر التلفيات بالكنيسة ورفع آثار الحادث. وذكر المصدر، أنه تم تشكيل فريق بحث، أشرف عليه اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والعميد محمود خليل رئيس مباحث قطاع الشمال، والمقدم عمرو السعودى رئيس مباحث الوراق، لإجراء التحريات والتوصل لهوية الجناة من خلال الأوصاف التى أدلى بها شهود العيان، حيث تم نشر تلك الأوصاف على كل الأكمنة الثابتة بمداخل ومخارج محافظة الجيزة، وعلى الطرق الصحراوية للقبض عليهما ومنعهما من الهرب. من جانبه أكد القمص داوود إبراهيم، كاهن كنيسة العذراء بالوراق، أن حادث إطلاق النيران على الكنيسة "لا يوجد به أى شبهة ثأر ولا ناتج عن انتقام، وإنما حادث يستهدف الأقباط، حيث أن إطلاق النيران تم بطريقة عشوائية ولم يستهدف شخصا بعينه". وأكد عياد خلة سليمان مسئول الأمن بالكنيسة، أنه سمع دوى إطلاق نيران خارج الكنيسة فأسرع إلى الخارج وشاهد المشاركين فى حفل الزفاف الذى كان مقام، بعضهم ملقى على الأرض، مضيفا أن كنيسة العذراء بالوراق لا يوجد بها أى حراسة منذ ثورة 30 يونيو. فيما أكد "سند"، 45 سنة أحد شهود العيان بحفل الزفاف الذى شهد الحادث الإرهابى بالوراق، اليوم، أنه منذ حريق قسم الوراق ولا يوجد تواجد أمنى فى منطقة الوراق. وطالب "يوسف بشرى" من أهالى الوراق بنزول الجيش لحماية الكنائس، مؤكدا أن كنائس الأقباط بيوت عبادة وتستحق تشديد الرقابة عليها فهى أهم من المتحف المصرى والوزارات التى يتم تشديد الحراسات عليها. من جانبه، أمر النائب العام المستشار هشام بركات بفتح تحقيق عاجل فى الحادث، وكلف النيابة المختصة بالانتقال إلى موقع الحادث، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وإجراء المعاينة الأولية للكنيسة والاستماع لأقوال شهود العيان والمصابين، وبالفعل انتقل المستشار ياسر عبدالطيف، رئيس نيابة الوراق، منذ قليل إلى كنسية العذراء، لإجراء المعاينة التصويرية لمكان حادث إطلاق النار على حفل زفاف أمام كنيسة العذراء بالوراق، من جانب مجهولين يستقلان دراجة بخارية، والاستماع إلى أقوال شهود العيان على الواقعة، فيما أمر المستشار أحمد البقلى، المحامى العام الأول للنيابات شمال الجيزة، ببدء التحقيق فى الواقعة، وطلب تحريات المباحث العامة والأمن الوطنى لضبط الجناة. فيما رد أهالى الوراق من المسلمين والأقباط، على الحادث مساء أمس الأحد، بتظاهرة كبيرة رددوا خلالها هتافات "مسلم ومسيحى إيد واحدة"، و"الجيش والشعب إيد واحدة"، فى إشارة منهم لعدم تاثير الحادث على الوحدة الوطنية للمصريين، منددين بالحادث الإرهابى، ومطالبين بضرورة القبض على الجناة وتسليمهم إلى العدالة. كما شكل المتظاهرون لجان لتسيير العملية المرورية بشارع الكورنيش أمام الكنيسة.
