سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى ذكرى الإسراء والمعراج.. علماء الدين: الرحلة جاءت مكافأة ربانية لما لاقاه النبى الكريم من آلام وتعب.. وإمامة الرسول للأنبياء فى الصلاة دلالة روحية على تسلم الأمة الإسلامية القيادة
يحتفل المصريون بذكرى الإسراء والمعراج، تلك الرحلة العظيمة، التى كانت بمثابة تكريم للنبى صلى الله عليه وسلم وتفريج لكربه بعد شدة إيذاء الكفار له، وبعد وفاة زوجته وعمه أبو طالب، وتأتى هذه الذكرى فى هذه العام، متزامنة مع ذكرى احتلال القدس الشريف، مسرى النبى الكريم، وفى الوقت الذى يتعرض فيه إلى اعتداءات صهيونية متكررة. يقول الدكتور على جمعة، المفتى السابق للديار المصرية، متحدثا عن ذكرى الإسراء والمعراج، "جاءت رحلة الإسراء والمعراج مكافأة ومنحة ربانية، على ما لاقاه النبى صلى الله عليه وسلم، من آلام وأحزان، ونَصَب وتعب". وأكد جمعة فى معرض حديثه عن حادثة الإسراء والمعراج عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، "أن حادثة الإسراء معجزة رسالة إلى يوم الدين، لابد فيها من الإيمان والتذكير بشرف الزمان الذى وقعت فيه، وشرف المكان الذى بدأت منه والذى انتهت إليه". وتابع قائلا: "وصولا إلى شرف النبى الخاتم الذى به تشرفت مفردات الوجود فى هذه الحادثة وغيرها سواء الزمان والمكان والأحوال والأشخاص". ويقول الدكتور عصام العريان، القيادى بحزب الحرية والعدالة، متحدثا عن ذكرى الإسراء والمعراج، "نتوقف أمام اختيار الله للقدس والمسجد اﻷقصى كمحطة قبل المعراج إلى السماوات العلى وسدرة المنتهى، كان توقف النبى صلى الله عليه وسلم ليصلى باﻷنبياء جميعا بالمسجد الشريف، وهذا يعنى انتقال القيادة الروحية من (بنى إسرائيل) إلى أمة العرب برسالة خاتم اﻷنبياء والمرسلين صلوات الله عليه، وإقرارا من كافة اﻷنبياء بذلك قبل أن يلقونه، أو بعضهم، فى السماء ميثاق النبيين". ويضيف العريان قائلا: "لقد قادت أمة اﻹسلام العالم أكثر من ألف عام زاهرة فى معظمها، وكنا العالم اﻷول دون منازع، سطعت فيها شمس العرب واﻹسلام على الدنيا، ثم دالت دولنا وفق سنن الله التى ﻻ تحابى أحدا، فكانت جناية التحريف والضلال ثم المادية والعلمانية على البشرية وسفكت أنهار الدماء وزهقت ملايين اﻷرواح فى حروب دينية ومذهبية واقتصادية استعمارية ومادية حتى يومنا هذا. فما اطمأنت نفس وﻻ زالت أسباب الشقاق وﻻ انتهت الحروب، فماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين". ويشير العريان إلى أن معجزة اﻹسراء والمعراج كانت إيذانا بإطﻻق لقب "الصديق" على سيدنا (أبو بكر) رضى الله عنه وأرضاه، لافتا إلى أن حجة الصديق كانت بديهية وبسيطة، ولكن لم ينتبه لها أحد سواه، إذا كنت أصدقه فيما هو أكبر من ذلك؛ فى الخبر (الوحى) يأتيه من السماء أفلا أصدقه فيما هو أقل من ذلك، وقال قولته الصادمة ﻷبى جهل وشركائه الذين ظنوا أنهم نالوا من أقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كان قال فقد صدق". ويتابع العريان قائلا: "لم ينل الصديق مكانته وشرفه بكثير صلاة وﻻ عبادة عملية، ولكن بيقين وقر فى قلبه، وهذا اليقين هو أحوج ما نحتاجه". ويستكمل العريان: "المسجد اﻷقصى تقريبا المسجد الوحيد الذى ذكره القرآن مع المسجد الحرام تنبيها ﻷهميته وتنويها لما سيكون من صراع حوله وفى أكنافه، لذلك جاءت آيات سورة اﻹسراء فى أولها وفى آخرها لبيان تاريخ ومستقبل بنى إسرائيل". ويروى العريان قائلا: "لقد كان عجيبا أن تأتى الذكرى العطرة مواكبة لذكرى أخرى أليمة هى الهزيمة النكراء فى 5 يونيو 1967 بسبب اﻻستبداد والفساد وإسناد اﻷمر إلى غير أهله، وتغليب المحاصصة السياسية على الكفاءات العلمية وذوى الخبرة، ففى يونيو 1967 ضم العدو الصهيونى المدعوم دوليا القدسالشرقية للأراضى التى احتلها سنة 1948 بتواطؤ عربى ودولى، وضعف الشعوب، وخذﻻن الحكام لجهادها على أرض فلسطين المباركة، وأصبح المسجد اﻷقصى أسيرا. ويستطرد العريان حديثه: "فى تاريخنا الزاهر فى 27 رجب 583 من هجرة سيد المرسلين حرر القائد المسلم الكردى اﻷصل الذى وحد مصروالشام والعراق بعد إنهاء حكم دولة {العبيديين} الذين انتسبوا زورا للسيدة فاطمة الزهراء فى مصر وتوابعها بالشام، بعد أن تحالفوا مع ممالك الفرنجة على شاطئ المتوسط. واختتم قائلا: "غدا بإذن الله تعالى، وبنهضة شعوب اﻷمة وتحررها من كل مستبد وطاغية، وامتلاكها لقرارها الحر المستقل، وتحررها من التبعية المهينة المذلة، واستعادها باكتفائها من الغذاء والسلاح والدواء، وتعزيز قدراتها العسكرية، ووحدتها بأى صورة عصرية ستحرر المسجد اﻷقصى، وتسترد كرامتها التى أهدرها مبارك وأصدقاؤه وحلفاؤه فى العالم العربى". ويرى الحبيب بن على الجفرى "أن حادثة الإسراء والمعراج قد أقامت موازين، فى معاملة رب العالمين، فقد أنبأ الله فيها عن شئون نبيِّه الصادق الأمين، وأنه أكرمُ الأولين والآخرين عليه، وأحب جميع الخلق إليه، مستشهدا بالآية القرآنية الكريمة "ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى". ويشير الجفرى إلى تأخر جبريل وتقدم النبى الجليل، وقال رسول الله: "أفى مثل هذا الموطن يتركُ الخليل خليله!؟ فقال سيدنا جبريل: وما منا إلا وله مقام معلوم".