في محيط جدرانهم الضيقة يجلسون لانتظار الزيارة السنوية ممن يتذكرهم في يوم حفظت موعده عقولهم الصغيرة، تعلقت أعينهم علي نتيجة الحائط التي تعلن عن أول جمعة من شهر إبريل لتدخل عليهم بهجة قلما تزور غرفهم البسيطة الخالية من تفاصيل تذكر، في انتظار ابتسامات اعتادوا مصاحبتها للفرش والألوان واللوحات البيضاء التي اعتادوا رسم أحلامهم فوقها في الزيارات المتتالية لشباب "فنية مصرية" الذين دخلوا إلي عالمهم للإشارة إلي بهجة محتملة مع كل زيارة مصحوبة بالرسم والتلوين من شباب اعتادوا التردد عليهم لاسيما في يومهم الخاص، وهي الزيارة السادسة التي قررت فنية مصرية تزامنها مع يوم اليتيم الذي حولته إلي معرض فني وورشة عمل للأطفال لعرض أحلامهم التي كسرت حاجز اللون الأبيض علي اللوحات التي غطاها الأطفال بألوان أحلامهم. الجمعة الأولي من شهر إبريل هي تاريخ موعد "فنية مصرية" لمشاركة الأطفال يومهم، وهي الورشة التي تنتهي بمعرض للوحات الأطفال يوم السبت المقبل بقاعة توت عنخ آمون، يشارك فيه الأطفال بلوحاتهم التي يستعد شباب "فنية مصرية" لتعليقها علي جدران المعرض، إلي جانب مجموعة من الجوائز وشهادات التقدير التي تنتظر أبطال المعرض السادس من نوعه. وعن المعرض يقول الفنان التشكيلي "أحمد بيرو"، رئيس جماعة "فنية مصرية" إن المعرض هو السادس من نوعه الذي تشارك به الجمعية مع الأيتام، والهدف منه هو التأكيد علي الخروج بهم من الجدران الصامتة لعالمهم المنعزل، والسماح لهم برسم أحلامهم علي لوحات تحمل إمضاءهم، ويكفينا رؤية الفرحة في أعينهم الصغيرة وحماسهم عند تسلم شهادات التقدير والجوائز التي تزيد من شعورهم بالثقة في أنفسهم، وهو هدفنا من الزيارات المتتالية لدور الأيتام المختلفة والاحتفال بيومهم بطريقة جديدة تتخطي توزيع الهدايا من خلال المشاركة الحقيقية في عمل فني يحتفظون في نهايته بأعمال فنية تفتح لهم باباً جديداً علي الحياة.
