حكايات الكرة في المونديال، هي سلسلة جديدة تتناول أبرز حكايات وأسرار بطولات كأس العالم عبر تاريخه، المونديال الذي يترقبه العالم كل 4 سنوات ليس مجرد بطل ونتائج ومنتخبات مشاركة، هناك أيضاً الكثير من الطرائف والدراما والغرائب، الحلقة السابعة عشر عندما خرج الألمان من الدور الأول. المنتخب الألماني بالخسارة المفاجئه أمس من المنتخب المكسيكي أصبح الكل يتخوف من الصدمة الأكبر وهي الخروج من الدور الأول الذي لم يحدث في تاريخ ثمانية عشر مشاركة من قبل إلا مرة واحدة فمنذ مونديال 1954 في سويسرا والألمان يصلون على الأقل إلى دور الثمانية فما هي حكاية الخروج الأوحد من الدور الأول، أخر مرة خسر المنتخب الألماني جولته الأولى كانت في مونديال 1982 أمام المنتخب الجزائري بنتيجة هدفين لهدف ولكن الألمان وصلوا للمباراة النهائية قبل أن يخسروا أمام منتخب إيطاليا بثلاثة أهداف لهدف. دمج منتخبين بحلول مونديال 1938 في فرنسا كان الجيش الألماني النازي قد أحتل النمسا التي بدورها بعد الوصول للمونديال قررت عدم المشاركة وتقرر ضم خيرة لاعبي المنتخب النمساوي العظيم وقتها إلى المنتخب الألماني وفي البطولة السابقة في كأس العالم 1934 في إيطاليا تواجه الفريقين في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع وفاز الألمان بالمركز الثالث بعد الفوز بثلاثة أهداف لهدفين ولكن بعض من نجوم المنتخب النمساوي مثل ماتياس زينديلار وفالتر ناوش رفضوا الإنضمام للألمان لأسباب مختلفة فهرب فالتر إلى سويسرا لأن النظام النازي أراد إجباره على الطلاق من زوجته اليهودية أما زينديلار فدفع ثمن عدم إنضمامه بالموت في ظروف غامضة في الثاني والعشرين من يناير 1939 مع عشيقتة الإيطالية كاميلا كاستايولا ويقال أن قوات الإس الإس الألمانية من قتلتهما وحضر جنازته عشرين ألف شخص نظرا لنجوميته الكبيرة. تعادل وإعادة المنتخب الألماني تحت قيادة المدير الفني سيب هيربرجر سيواجه المنتخب السويسري الذي كان يقودة فنيا كارل ربان مخترع طريقة الكاتياناتشو الدفاعية التي كانت تلعب بطريقة 1-3-3-3 في المباراة الإفتتاحية التي تلعب على ملعب حديقة الأمراء ويقودها تحكيميا الحكم البلجيكي جون لانغينوس، نظام البطولة كان يقتضي بخروج المغلوب التي كانت تلعب بداية من الدور السادس عشر. الكل كان يتوقع فوز مريح للألمان خاصة بعد جلب خيرة نجوم المنتخب النمساوي فأصبح المنتخب أقوى ولكن المنتخب السويسري يفاجئ العالم بتعادل إيجابي 1-1 لتتقرر إعادة المباراة بعد خمسة أيام على نفس الملعب لتصبح مباراة الإفتتاح الوحيدة التي تتم أعادتها نظرا لأن في هذا الوقت لم يكن يتم الإحتكام إلى ركلات الترجيح. في هذة المباراة تم طرد اللاعب النمساوي يوهان بيسير الذي كان يلعب في صفوف ألمانيا بعد أن ركل بعنف اللاعب السويسري سيفيرينو مينيلي، قام الإتحاد الألماني بوقف اللاعب سته أشهر عن اللعب لناديه رابيد فيينا ولمدة عام عن اللعب لمنتخب ألمانيا. السر في الضمادة في مباراة الإعادة تقدم الألمان بهدفين في بداية الشوط الأول عن طريق اللاعب فيلهيلم هاهنيمان في الدقيقة الثامنة وسجل اللاعب أرنست لوريتشر في مرماه في الدقيقة الثانية والعشرين حتى قلص الفارق الفريق السويسري عن طريق اللاعب يوجين والاشيك في الدقيقة الثاني والأربعين وبعدها بدقيقتين لعب السويسريون منقوصين العدد لإصطدام المهاجم جورج ايبي بالقائم مما عرضه للأغماء وبذلك بدأت سويسرا الشوط الثاني بعشرة لاعبين لعدم وجود تغيير وقتها. في الدقيقة الثالثة عشر من الشوط الثاني عاد جورج ايبي للعب بضمادة حول رأسه والغريب أن في عودته بالضمادة إزداد تألقا حيث صنع ثلاثة أهداف لكل من فريدي بيكل وأندري أبيغلين لتنتهي المباراة بفوز سويسرا بأربعة أهداف لهدفين، وللمفارقة لم يشارك ايبي في المباراة التاليه ضد المجر بعد أربعة أيام بسبب الضمادة ليفوز الفريق المجري بسهولة بهدفين نظيفين. فهل يستعيد المنتخب الألماني عافيته أم سيكون الخروج المهين الذي لم يحدث من ثمانين عام.
