في الأول من رمضان عام 1414 هجرية، أخطر النادي الأهلي بشكل رسمي، اتحاد الكرة، بالانسحاب من البطولات الإفريقية، لأجل غير مسمى. وكان مجلس إدارة النادي الأهلي عقد اجتماعا برئاسة صالح سليم، يوم الجمعة، التاسع والعشرين من شعبان الموافق 10 فبراير 1994، قبل أن يقرر إرسال خطاب الى اتحاد الكرة، لإعلان انسحابه من البطولات الإفريقية. الاجتماع، بحسب التقارير الصحفية التي نشرت حينها، استمر 3 ساعات، بحضور جميع أعضاء مجلس الإدارة، باستثناء المستشار عبد المجيد محمود، واللواء محرم الراغب، فيما كان من بين الحضور، مصطفى فهمي عضو الأهلي المعين وسكرتير عام الاتحاد الإفريقي. وأعلن الأهلي عدم المشاركة في البطولات الإفريقية للأندية لأجل غير مسمى، وإخطار اتحاد الكرة بضرورة مراسلة الكاف بقرار الأهلي، لإخطار بطل إثيوبيا رسميا بعدم إقامة مباراتي دور ل32 لبطولة دوري أبطال أفريقيا. قرار الأهلي جاء على خلفية العقوبات التي اتخذها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" بإيقاف لاعبه إبراهيم حسن. كان الأهلي بطل كأس الكؤوس الإفريقية، واجه الزمالك بطل أبطال الدوري، في 16 بناير بالعاصمة الجنوب إفريقية جوهانسبرج، في مباراة كأس السوبر الإفريقي، وهي المباراة التي حضرها نحو 25 الف متفرج، وحسمها الأبيض بهدف أيمن منصور في الدقيقة 87. المباراة شهدت احتكاكا بين إداريي الأهلي ومراقب المباراة البتسواني إسماعيل بانجي، فيما حاول إبراهيم حسن التعدي على حكم اللقاء الجنوب إفريقي تيروس موتابيلا. وقرر "الكاف" إيقاف إبراهيم حسن منذ الأول من فبراير ولمدة عام كامل من المشاركة في كافة المسابقات الإفريقية والفرق القومية لاعتدائه على حكم المباراة، مع الإيقاف مباراتين في بطولات افريقيا للأندية والمنتخبات ضد محمد يوسف لطرده في المباراة بسبب العنف المتعمد مع أحد لاعبي الزمالك. وقرر الكاف أيضا توجيه انذار نهائي لطارق سليم مدير الكرة بالأهلي وآلان هاريس المدير الفني، لما بدر من الأول تجاه مراقب المباراة وتهديده له، وبسبب ألفاظ الثاني غير المقبولة تجاه القارة الإفريقية والكاف، على أنه سيتخذ الاتحاد الإفريقي عقوبات مشددة ضدهما في حال تكرار مثل هذا السلوك. وكان حسام حسن، نجم الأهلي حينها، هدد بعدم خوض أية مباريات إفريقية رفقة الأهلي أو منتخب مصر، حال عدم اتخاذ قرار قوي ضد قرار إيقاف شقيقه لمدة عام. وقال عدلي القيعي مدير عام النادي في ذلك التوقيت إن الأهلي يتوقع توقيع عقوبات عليه بسبب الانسحاب، مضيفا "الأهلي على استعداد لمواجهة أي شيء لأمما جميعا نعمل من أجل مصلحة النادي الأهلي في مواجهة القرارات غير العادلة من قبل الكاف، وأي قرار يتخذه مجلس الإدارة يكون بعد دراسة متأنية للغاية، وبأغلبية أعضاء المجلس، لأننا أولا وأخيرا نعمل من أجل مصلحة النادي وجماهيره العريضة". الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مع تصعيد الأهيل بانسحابه، أبلغ عقوباته إلى الاتحاد الدولي، الذي أعلن تنفيذ العقوبات محليا وقاريا ودوليا، ليتقدم اتحاد الكرة بالتماس للفيفا لتخفيف عقوبة إبراهيم حسن والسماح له باللعب محليا مع ناديه، والاكتفاء بالإيقاف الدولي. جدير بالذكر أن الإنجليزي آلان هاريس كان مدربا للأهلي في مباراة السوبر الإفريقي، بينما قاد محمود الجوهري فريق الزمالك لتحقيق اللقب. ولم يشارك الأهلي في البطولات الافريقية في الفترة من 1995 حتى 1998. جدير بالذكر، أن الناقد الرياضي عصام عبد المنعم، لاعب الأهلي السابق، ورئيس اتحاد الكرة الأسبق، ومراسل صحيفة الأهرام في رحلة جوهانسبرج، انتقد قرار الأهلي بالانسحاب، مؤكدا اعتداء إبراهيم حسن على حكم المباراة، ومشيراً إلى أن قرار الكاف كان رحيما بعدم إيقاف آلان هاريس وطارق سليم، اللذان اعتديا على مراقب المباراة.
