في الوقت الذي يتعرف المشاهد المصري بالكاد على رقم قميص لاعب بفريقه الذي يراه مجرد شبح على الشاشة، في إحدى المباريات المحلية، كان على الجانب الآخر مخرج إسباني في الثلاثينيات من عمره، يدعى دانييل لوزانو يستخدم أحدث ما وصلت إليه تقنيات التصوير لإخراج مباراة كلاسيكو الأرض بين برشلونة والريال. الكلاسيكو الذي أقيم الأسبوع الماضي استخدم لتصويره تقنية تكنولوجيا ال3D للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم في العالم، كما تم الاستعانة بكاميرات فائقة النقاء بمنظومة تكنولوجية من انتاج شركة انتل، وذلك بحسب ما قيل في المؤتمر الصحفي قبل اللقاء، والذي حضره كل من، ميسيور سولير مدير قسم المواد السمعية والبصرية بالليجا الإسبانية، وجيمس كورونا مسئول شركة انتل للألعاب الرياضية (راعية برشلونة)، وأوسكار لاجو مدير الانتاج في شركة ميديا برو، الشركة الرسمية لإنتاج مباريات الليجا. لكن متى يتم تصوير مباريات الدوري المصري بتقنية ال360؟، يلا كورة حاول التوصل إلى الإجابة المناسبة من خلال بعض الخبراء. "سنوات ضوئية" بهذه العبارة وصف مصطفى بدران أحد مخرجي المباريات في الدوري المصري، الفارق بين التصوير التلفزيوني للمباريات في مصر وفي أسبانيا أو حتى الدول العربية المحيطة، مشيراً إلى أنه "لا أمل في جودة الصورة أو التصوير بالتقنيات الحديثة دون تخصيص الرياضة وابتعادها عن الدولة وتحرير المنتج". وقال بدران إن الأمر لا يتعلق بالخبرات بقدر الإمكانيات، مضيفا "الخبرات المصرية موجودة، ويكفي القول أن مخرجا مصريا اسمه اسامة الهواري يعد الأفضل في الشركة البرتغالية التي تقوم بإخراج مباريات الدوري الإماراتي". ويتفق المخرج الشهير محمد نصر، مع بدران، مشيراً إلى أن التصوير التلفزيوني للمباريات يمر بحالة تطور كبيرة، حيث هناك جديدا كل يوم في ظل تخلف المنظومة المصرية، مدللا "في الوقت الذي يتم تصوير الكلاسيكو بنحو 16 كاميرا سلوموشن، و4 كاميرات هايبر سلوموشن، و كاميرا 360، لا يوجد في مصر سوى كاميراتين سوبر سلوموشن". وتابع "لأول مرة في حياتي يكون الأمر بمثابة عقدة لي، تركت مباراة الكلاسيكو وشاهدت الإخراج، وقلت لن أعمل في الإخراج مرة أخرى، اقوم بإخراج مباريات الدوري بثمان كاميرات فقط". عوائق.. وقال نصر إن الكلاسيكو استخدم كاميرات "لا يستطيع تصنيفها"، مضيفاً "كاميرا إعادة هدف البارسا فشلت في التعرف عليها، ظللت ليلة كاملة أبحث عبر موقع جوجل بلا فائدة". وواصل "عندما أقوم بتحويل لقطة إلى 3D (ثلاثية الأبعاد)، تصبح (ماكيت) وكأنها فيلما كارتونيا أو لاعبين في لعبة (بلاي ستيشن)، فكيف قدموا تقنية ال3D بهذه الجودة". المخرج مصطفى بدران قال إن منظومة بث المباريات في مصر تعتمد على نظام SD وهو النظام الذي لم يعد موجودا في أي مكان في العالم، مضيفاً "لا نمتلك سوى وحدتين فقط للبث بتقنية الHD، وحتى لو تم البث بهما فلن يجد المشاهد الفارق الكبير سوى على القنوات التي تبث بنظام الHD مثل أون سبورت". وعن أنظمة البث، قال "هناك SD ثم HD وهو الذي نأمل في أن تتحول إليه المنظومة كلها، ثم نظام 2K وهو النظام التي تبث به مباريات الدوريات العربية وهو من 3 إلى 6 أضعاف جودة الHD، ثم نظام ال4K ويتم تصوير الدوريات الأوروبية به، وأخيرا ال5K الذي تم تصوير الكلاسيكو به، والذي يتحول إلى 3D من خلال منظومة كاميرات عديدة وصلت إلى 38 كاميرا(الكاميرا المحيطة 360)". ويرى بدران أن تكلفة استئجار المعدات واستقدام أطقم من الخارج لتصوير الدوري المصري، قد تتكلف نحو 5 ملايين دولار في الموسم الواحد، مشيرا الى أن نفس المبلغ قد يعزز الإمكانات المتاحة حاليا باستقدام سيارتي بث وفق أحدث الأنظمة. وأجمل محمد نصر معوقات استخدام الكاميرات الحديثة في الدوري المصري إلى غلو أسعار تلك النوعية من الكاميرات التي قد تصل الوحدة منها إلى 100 ألف دولار، فضلا عن نقص الخبرات وعدم وجود حرص على التطوير، متما "ليس هناك أمل سوى في أن يخرج شخص ويحطم القواعد ويقرر التضحية ماليا بجلب الكاميرات والمعدات". انتقادات.. ونالت شركة بريزنتيشن الحاصلة على حقوق بث معظم أندية الدوري نصيبها من الانتقادات، حيث قال أكثر من مصدر إنها قامت بتقديم خطة للتصوير التلفزيوني باعتبارها من تقوم بإنتاج المباريات، حيث طالبت بأن يكون أقصى عدد للكاميرات في مباراة واحدة 8 كاميرات، وذلك في مباريات الأهلي والزمالك، فيما يتم الاكتفاء بعدد 2 كاميرا أو 3 في المباريات الصغيرة، وهو الأمر الذي يؤثر على جودة التصوير. لكن مصدر بالشركة قال إن تصوير لقاء مصر وغانا بالجودة والإمكانات التي أشاد بها الجميع، عادلت تكاليف تصوير الدوري المصري بالكامل خلال موسم، مضيفاً "تم حجز قمر صناعي بجودة HD بسعة 12 جيجا، فضلا عن 3 وحدات خارجية HD وطاقم إخراج تكلف استقدامه نحو 25 ألف دولار". وتابع المصدر ليلا كورة "في مصر يتم البث عبر القمر الصناعي نايل سات والتي يتسع لنحو 4 جيجا فقط، ويصعب معه البث بنظام الHD"، مضيفاً "بعض الدراسات أكدت أن تصوير الدوري بنظام الHD لن يقل عن 30 مليون جينه، حيث أن معظم الإمكانيات لا تتواجد الوقت الحالي". من جهته قال عمرو وهبي المدير التنفيذي لشركة بريزنتيشن ليلا كورة "متى يتم التصوير بجودة ال360؟، سأستعير مقولة الفناة محمد شرف في فيلم عسكر في المعسكر (لما نفك الموتور الأول)". وشرح "هناك أساسيات كثيرة نسعى إليها ثم نذهب للفرعيات، نحتاج وحدات لنقل المباريات، وكاميرات HD على الأقل وليس 4K، وخط فايبر للنقل بسرعة فائقة، وقمر صناعي 12 جيجا للبث بجودة HD، وأقول 12 جيجا وليس 18 أو 24". وتابع "هناك أمور تقع على عاتق الدولة وأمور تقوم بها الشركة الراعية لتطوير المنتج". وحول الوقت المحدد لتحديث المنظومة قال عمرو وهبي "إن شاء الله ربما الموسم المقبل".
