باتت مسألة تعاقد الأندية المصرية مع "لاعب سوبر" كما يتحدث الخبراء شيء في غاية الصعوبة، وعلى الأخص فيما يتعلق بلاعب لم يسبق له الظهور في الدوري الممتاز. اكتشاف المواهب الصاعدة، أو متابعة العناصر التي لم تبرز بعد في أندية خارجية أمر يحتاج نظام وأجهزة كاملة تتولى تلك الأمور وهو ما قد يكون غائبا عن أذهان الأندية المصرية. يبرز لدى الأندية الأوروبية "الكشاف" الذي يعتمد عليه النادي من أجل متابعة اللاعبين الشباب أو أي عنصر يرغب الفريق في ضمه، ولا يكن فردا واحدا بل فريق عمل كامل يتوجه لكل مكان. وترصد صحيفة "فور فور تو" الانجليزية أحاديث أبرز الكشافة في أندية انجلترا، وكيف تمكنوا من اكتشاف عناصر شابة في سن صغير وضمها. لماذا اعجب تشيلسي بتيري؟ يتحدث جوين ويليامز الكشاف السابق في تشيلسي عن جون تيري قائد الفريق الحالي، وكيف انضم لصفوف البلوز في سن 13 عاما كلاعب وسط، بعد التقاطه من دوري الأحد - بطولة تنظم يوم الأحد لصغار السن - مع نادي سينراب. ويوضح ويليامز كيف ينتقي اللاعبين قائلا :"الأمر يتعلق في المقام الأول بعنصرين في غاية الأهمية، وهما القدرة والسلوك." ثم استطرد في تفسير الأمر :"القدرة من وجهة نظري هي اتخاذ القرار داخل الملعب، هل يمكن أن يمرر الكرة للأمام؟ هل يمر من لاعب آخر؟ هل يتبادل الكرة مع زميله؟ وإذا كان مدافعا هل يقف ويقطع الكرة بدلا من استخلاصها؟" وتابع :"جون كان لاعبا جيدا في التمرير ويتقدم للأمام ويعود للخلف بشكل جيد، ولم يغب أبدا عن أي تدريب، وكان قائدا من اليوم الأول، وحتى في شدة الشتاء يرتدي ملابس اللعب كاملة." اختبار شخصية اللاعب يواصل ويليامز الحديث ويؤكد على أهمية شخصية اللاعب وسلوكه، قائلا :"في البداية عندما تولى مورينيو تدريب تشيلسي طلب من اللاعبين التوجه للملعب في تمام السابعة، وكان يرغب في اختبار إلتزامهم، فتوجه جميع اللاعبين عدا واحد فقط، كان الحارس ماكالامبي." وأضاف :"هذا الحارس لم يظهر مع تشيلسي بعد ذلك إطلاقا ورحل عن الفريق، فعملية الإلتزام من الأمور التي يجب أن يعمل النادي على اختبارها في اللاعب بشكل جيد." وواصل :"دائما ما اتحدث إلى الكشافة وأطالبهم عند متابعة لاعب بأن يتحدثوا إلى المدربين السابقين، والزملاء فيجب أن نعلم أسلوبه في الملعب، وإذا كان معتاد على تناول الخمور، أو له علاقات نسائية أو غير ملتزم." استخدام برامج "الكشافة" يعد من بين الأدوات التي تستخدمها الأندية الانجليزية أيضا "برامج الكشافة" على الحاسوب التي توفر بعض المعلومات عن اللاعبين. ويتحدث روبرت روان مدير العمليات في نادي بيرنتفورد :"قبل كل شيء نحاول أن نتأكد من أن اللاعب مناسب لروح الفريق وثقافته ويسير وفقا للمبادئ التي نسير عليها على مدار سنوات." ويتابع :"مهمة المدير الفني تتمثل في تحديد المراكز التي نكون بحاجة إلى دعمها، وتحديد خصائص اللاعب المطلوب في كل مركز ليكون ملائم لأسلوب لعب الفريق." وأضاف :"تلك الخصائص تترجم بشكل تقني إلى تقرير، يقوم برنامج الكشافة بتحليل الإجابات التي نوفرها له، في كل مركز حسب عملية الإدخال التي تتم من جانب رئيس الكشافة، ثم يقوم البرنامج بإجراج النتائج المناسبة حسب المعطيات المقدمة." توتنهام وجاريث بيل يتحدث مدير توتنهام السابق دامين كومولي كيف اكتشفوا جاريث بيل حين كان عمره 17 عاما ويلعب في صفوف ساوثهامبتون الانجليزي. ويوضح :"الكشاف ميل جونسون، رشح جاريث بيل للنادي، وقال أن لاعب ساوثهامبتون استثنائي وعليكم أن تأتوا من أجل مشاهدته في الملعب." وأضاف :"لقد ذكرني بباولو مالديني، بسبب قدمه اليسرى وسرعته، لقد إلتقينا به وبأسرته عدة مرات، وشاهدنا شخصيته الجيدة، فقد كان متواضعا ولديه ثقة في نفسه أيضا، بدون غرور." هل برامج "الكشافة" تكفي وحدها؟ يواصل كومولي الحديث ويتطرق إلى إمكانية استخدام تلك برامج الكشافة قائلا :"التكنولوجيا لم تتقدم بعد بالشكل الكافي لتقدم لها المعطيات التي تنتج لاعب مثل لوكا مودريتش، فهو لاعب وسط لا يقوم بتسجيل أهداف ولا يستخلص الكرة، فإذا ما الذي يجعله لاعبا جيدا؟" ويستطرد :"الكشافة في توتنهام شاهدوه يلعب في فريق دينامو زغرب، ولاحظوا قدرته على اجبار المنافس ليقوم بتمرير الكرة في الأطراف أو للخلف، لأن تمركزه داخل الملعب جيد للغاية، وأيضا لمسته الأولى دائما من تكون في مساحة، وهو ما يعني أنه يمرر الكرة للأمام كثيرا، فقررنا التعاقد معه."