في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. هل تسمع عن الover rated ؟ المصطلح السابق يطلق عندما تكون بصدد الحديث عن لاعب تم تقييمه بدرجة اعلي مما يستحقها ..هل نتحدث هنا عن نفس المصطلح لزيدان ؟ بالتأكيد لا فزيدان إستطاع الفوز بالكلاسيكو الأول له وفي الكامب نو وبعشرة لاعبين ولكن هل معني ذلك أن زيزو عبقريا أو أضاف الجديد بالتأكيد أيضا لا من أصعب الأشياء التي يمكن الحديث عنها في كرة القدم ( أسباب التفوق ) ورغم أن الجميع لديه آرائه ولكن كثرة الآراء دون دليل مادي علي تفوق مدرب أو لاعب علي أخر تجعل البعض ( يتواري ) عند الهزيمة ولا يجد سببا لهزيمة من كان فائزا بالأمس وتفسير فوز من كان خاسرا من قبل. لماذا كل تلك الأسئلة ؟ لإننا بصدد تحليل الكلاسيكو من جهة أخري تماما . وقبل أن تكمل قراءة باقي السطور هناك عوامل إيجابية تحققت من خلال نتيجة الفوز للريال ولكن إن كنت مشجعا للميرنجي وتنتظر أن نسهب في تفوق الفريق وعبقرية زيدان التكتيكية فلا تكمل أما إن كنت من مشجعي برشلونة وتري أن الإرهاق والتحكيم قد حرما الفريق من طرد في بداية المباراة فلا تكمل أيضا. زيدان لعب الكلاسيكو ولديه فكرتين ثابتتين نابعتان من الصيد وال screen الخاص بلعبة كرة السلة ..التوضيح في السطور المقبلة. دائما ما نبدأ بتشكيل الفريقين ولكن مع الكلاسيكو يبدو الامر ( مكررا ) لذلك ولإن الجميع يعرف التشكيل فسندخل مباشرة في تكتيك اللعب .والبداية مع كاسميرو سؤال واضح ..هل لعب أي فريق بما فيهم ريال مدريد بإرتكاز متأخر مثل ( كاسميرو ) يضمن التفوق علي برشلونة ؟ ربما تصمت طويلا وستفكر وستجد أن هذا الأمر عبثي للغاية ..نعم لو كان الأمر كذلك لإنتهي برشلونة منذ زمن. دخول كاسميرو للعمق أو بمعني أدق عندما يلعب الريال أو أي فريق أمام برشلونة ب 4-5-1 .. يجد إنريكي حلا سريعا تم التدريب عليه منذ يناير من العام الماضي ( دخول ميسي للعمق ) واللعب ك play maker 10. الأمر السابق يجعل ثلاثي برشلونة ( بوسكتس وإنيستا وراكتيش ) مدعومين بتحرك أمامي من ميسي خلف الإرتكاز ( مباشرة ) ( كاسميرو ) وبذلك تظل الكثرة العددية للفريق علي ثنائي الوسط المقابل ( لوكا مودريتش وتوني كروس ) فيما يتكفل ثنائي الأجنحة ( بيل ورونالدو ) بالوقوف متأخرين بجوار ألفيس وألبا. إذن الأمر لا يتعلق بكاسيمرو ( كفكرة ) ..صحيح أنه يعطي ( إتزانا ) أعلي مقارنة بتواجد ( إيسكو ) أو رودريجيز .. ولكنه في نفس الوقت لا يمنع خطورة برشلونة في التحرك ولا في صناعة الخطورة. هل قمت بتجربة الصيد ؟ هل حاولت أن تقوم بالصيد دون أن يكون لديك مخزونا من الطعام ؟ السؤالين يجيبا ببساطة عن الفكرة الأولي لدي زيدان. وأنت تقوم بالصيد لا تحتاج لمهارة أو تكتيك معين كل ما عليك أن تلقي بالطعم ( هكذا نسميه ) ولكنه في النهاية ( طعاما ) للأسماك وتنتظر حتي تفتح السمكة فمها فتقوم بسرعة بشد السنارة وإن لم تلحق بها ستظل تنتظر كثيرا. هذا ما فعله زيزو حرفيا ..قام بالتنظيم الذي يواجه ( برشلونة ) شكليا وإنتظر حتي يخطىء الفريق ثم يقوم بشن هجوما مرتدا يمكنه من تسجيل الهدف ..هل هذا عيبا في كرة القدم ؟ بالتأكيد لا. ريال مدريد رغم وجود كاسميرو إلا أن برشلونة قام بإختراق العمق المدريدي أكثر من مرة وهذا ينفي تماما فكرة أن الإرتكاز المتأخر فقط هو من يمنح الفريق أمانا دفاعيا بالعكس كاسميرو في أوقات كثيرة كان يصعد خلف ثنائي الإرتكاز ويترك ميسي يتحرك وحده. هل تعلم من هو مساعد لويس إنريكي الذي يستخدم خطط كرة السلة في الكراث الثابتة ؟ خوان كارلوس إنزوي .. الأمر لا يتعلق فقط بالكرات الثابتة فالأمر يبدو جليا في كيفية الهروب من الرقابة أيضا أثناء اللعب العادي. الأمر كله يدور حول بوسكتس ..فمثلما يلعب الإرتكاز العملاق دورا في ال screen حتي يدور صانع الألعاب والأطراف الهجومية من حوله ثم يتم التسجيل من خارج الدائرة أو حتي بالدخول مباشرة تحت السلة يحدث نفس الأمر في برشلونة. إن أردت أن تحاول إجهض هجمات برشلونة في المهد عليك بأن تفرض شكلا تكتيكيا معينا ..كما فعل زيزو ولكن الأهم أن تكون حذرا في نقطتين ألا يتحرك ميسي خلفك وألا يدور اللاعبين من حول بوسكتس . إذا كان كاربخال ( متوقفا هجوميا ) بفعل لعب نيمار مباشرة عليه فإن مارسيللو هو اللاعب الوحيد في الملعب الذي لم يكن لديه دورا دفاعيا بشكل كبير ..تذكر أن ميسي دخل في العمق وهنا كان علي مارسيللو عندما يمتلك الكرة أن يتقدم لوسط الملعب دون مشكلة. في الجزء الأخير من الفيديو ظهر أثر ال screen علي برشلونة ..فعندما تكون في وضع الهجوم المرتد كان يجب علي الريال أن يخرج بوسكتس من اللعبة تماما ..ستارة من كروس جعلت الهجمة تمتد من أقصي اليمين لأقصي اليسار. هنا نال مارسيلو الحرية في التقدم مع مساحة هائلة جعلته يتحول إلي صانع ألعاب ويهدي كروس المنطلق ثانية فرصة صناعة الهدف الأول لبنزيمة. تغيير راكتيش كان الأسوأ ( دفاعيا ) فتوران لعب نفس دور راكتيش في وسط الملعب رغم أنه أقل ( مرونة ) في التحرك ورغم أن الفريق هجوميا سيعاني لو لعب توران بنفس طريقة راكتيش. في خطة إنريكي عندما يقتحم ميسي منطقة وسط الملعب تدور الكرة بين الثلاثي الهجومي وينطلق راكتيش بشكل مباشر أمام الظهير الأيسر ..راكي لم يفعل ذلك مطلقا ..وبالتأكيد ليس هذا سهلا علي أردا توران. كان علي إنريكي أن يجعل أردا يلعب علي مارسيللو كجناح أيمن كما إعتاد مع أتليتكو وقتها سيضطر مارسيللو للذهاب لأقصي طرف الملعب ومن ثم تتواجد مساحة هائلة لسواريز ولو قام كاسميرو بتغطية العمق بين راموس وبيبي ..سيجد ميسي وإنيستا متنفسا كبيرا أمام لوكا وكروس .. هل باتت الفكرة أوضح. نهائي مونديال 2006 خمس دقائق والحكم يحتسب ضربة جزاء لفرنسا يسددها زيدان علي طريقة بانينكا أمام ( بوفون ) وما أدراك ما بوفون ..تصطدم بالعارضة وتدخل المرمي ..هل هناك موقفا يثبت قوة أعصاب زيزو أكثر من هذا ؟ نعم ..طرد راموس. قبل طرد راموس ومع تسجيل هدف التعادل دخل خيسي بديلا لبنزيمة ..الأمر بات متعلق بسرعة الإنطلاق خاصة وأن برشلونة وإنريكي يرفضان التعادل في الكامب نو ..لذلك بات الأمر أسهل في شن هجوما مرتدا. طرد راموس ..كاسميرو يلعب كقلب دفاع .. دون أن تخرج لاعبا من هجوم الريال وتشرك قلب دفاع أخر يدخل فاسكويز في الوقت بدل الضائع بديلا لجاريث بيل ..زيزو أثبت ثباتا هائلا بعدما إبتلع برشلونة ( طعم الرغبة في الفوز ). أخيرا .. لا أعرف هل الدعاء علي لاعب معين يجعله سيئا أم لا ولكن بالتأكيد نظرية حساسين لا تصلح مطلقا في كرة القدم. للتواصل مع الكاتب على فيسبوك.. اضغط هنا