في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. فاز برشلونة كما كان متوقعا وقدم يوفنتوس أداء ممتازا كما كان متوقعا أيضا ..هل ترتبط متعة كرة القدم دائما بالنتائج أم أنك تستطيع أن تشيد بالفائز والمهزوم في آن واحد طالما قدما الإثنان كل ما لديهما ..إن كنت من هؤلاء الذين يحبون الجبهات فالأفضل ألا تقدم علي قراءة باقي السطور وإن كنت من هؤلاء المنتشين بالتعليم علي المنافس فتذكر أن الإستعداد لنسخة دوري الأبطال القادمة قد بدأ بالفعل وإنك خاسر الموسم القادم لإنه حتي اللحظة لم يحتفظ فريق بنسخة دوري الأبطال عامين متتالين . بعيدا عن النواحي التكتيكية هل تعرف أن لعبة واحدة قام بإدخالها إنريكي إختصرت إرهاق كثير من اللاعبين وأجهدت في المقابل المنافسين في كل المسابقات ! المزيد قادم . سيناريو المباراة لعب إنريكي ولعب إيلجري ..بالطبع الجميع يعرف تشكيلة الفريقان وطريقة لعبهما والتي يمكن توضيحها في الصورة المقبلة
هل يتراجع اليوفنتوس للخلف وينتظر برشلونة ؟ المفاجئة أن السيدة العجوز قررت مباغتة برشلونة في الدقيقة الأول بالضغط عال جدا لدرجة أربكت الدفاع ..لعبة ذهنية حاول من خلالها إيليجري إمتلاك زمام الأمور. سيرجيو بوسكتس ..دائما ما يتم نسيان مثل هؤلاء اللاعبين أثناء الحديث عن الكرة الممتعة خاصة لو كان من يجاوره نجوما بحجم إنيستا وميسي وتشافي ونيمار ولكن وجود بوسكتس هجوميا في مباراة الأمس كان لا يقل قوة عن تواجده دفاعيا. عندما تضغط علي البنزين للدرجة القصوي ثم تتراجع رويدا من أجل تفادي عقبة تزيد قيمة سيارتك عندما تصبح نقلة الغيار أكثر سلاسة حتي تعود لسرعتك مرة أخري .بالتأكيد تلك ليست إحدي نظريات أسطي التحليل الفني في مصر ولكنها مجرد تشبيه لبوسكي. بوسكتس يتواجد في مكان دائما يسمح للهجمة بالإستمرار ورغم أن سيرجيو لا يقف علي الكرة كثيرا أو يرسل تمريرات طويلة إلا أن تفكيره في نقل الكرة مباشرة وبدقة يتيح لبرشلونة إقتحام الجانب الأخر من الملعب دائما . مشكلة يوفنتوس الحقيقية في وجهة نظري لم تكن تحويل طريقة 4-4-2 من Diamond بتقدم فيدال أمام بيرلو إلي Flat بتجاور الإثنين ففي الحالتين كانت هناك مشكلة في عدم الضغط علي بوسكتس مطلقا وكان واجبا علي تيفيز أو موراتا القيام بهذا الدور ولكن الفريق كان دائما يصل إلي من يمتلك الكرة وهو يقوم بتحويل الكرة للاعب أخر . اللعبة التي جعلت الصعب سهلا وهو ما كان يفتقده برشلونة في مواسم ماضية ( تحويل إتجاه اللعب ) فرغم أن فلسفة برشلونة تعتمد علي التمريرات القصيرة إلا أن إستخدام تحويل إتجاه الهجمة بات جزءا أساسيا عند إنريكي ليس فقط في الهجوم مثلما إعتاد ميسي في أن يرسل كرات بينية هوائية مقوسة إلي نيمار ثم تعود إلي سواريز أو في الهجمة المتكررة بدخول نيمار للعمق وظهور راكتيش وهو ما حدث مرارا هذا الموسم . ما كان يحدث من لاعبي الهجوم كان يحدث من لاعبي الدفاع وتحديدا ماسكيرانو الذي كان يقوم بنفس الدور لكسر أي ضغط عال من المنافسين بتحويل جهة اللعب إلي الأطراف دائما وذلك من خلال كرات طويلة هوائية وبلغت 58 كرة مقابل 49 لليوفي !! أمر لا يصدق أليس كذلك؟ رغم أن العدد متقارب كان هناك عامل أخر يعطي لبرشلونة التفوق وهو الفوز بتلك الكرات فميسي ونيمار كانا أفضل من تيفيز وموراتا اللذان لم يستطعا تسجيل نفس نسبة النجاح في الفوز بتلك الكرات ..هل في ذلك عيب ما ؟ بالطبع لا . لو تساوت قدرات كل اللاعبين لبات الأمر مملا ففي كرة القدم أن تقدم أقصي ما لديك كي تستطيع أن تفوز وعلي قدر الجهد المبذول وقدر الأخطاء المرتكبة لك وعليك تكون النتيجة المهم أن تقدم أقصي ما لديك وأحيانا تقدم علي مغامرة . قدرة إنيستا وراكتيش الدائمة علي التواجد ك inside forward خلف سواريز أثناء تراجع ميسي لصناعة اللعب من العمق لنيمار في الطرف شىئا ليس سهلا علي الإطلاق ..المثير للدهشة هو تحرك ألبا وألفيس لعمق الملعب لملء تلك المنقطة عند صعود ثنائي الوسط ..إنها ديناميكية الحركة عزيزي القارىء . هل تعرف أن هدف يوفنتوس في المباراة كان خطأ كارثي من وسط يوفنتوس ووسط برشلونة ..بيرلو تقدم مع فيدال وبوجبا لمنع لاعبي برشلونة من تنفيذ رمية تماس ! ولكن مع تشتيت ألفيس للكرة كان وسط الملعب كارثيا من الفريقين . في هدف موراتا كان يمكن أن يكون هدفا لبرشلونة فقط لو إستطاع نيمار السيطرة علي الكرة ولكن لحسن حظ اليوفي كان ليشتشتاينر أنجح في الوصول للكرة .. خطأ الفيس الأول في التشتيت إستمر حتي التغطية فبإحساسه أنه مسئول عن تلك الكرة ( الطائشة ) إستمر حتي محاولة تغطية بيكي ومنع تيفيز من التسديد وهو ما لم ينجح فيه ونتج عن القرار الثاني الخاطىء لداني عن ترك موراتا وحيدا فجاء الهدف. final from AYMAN MOHAMED on Vimeo. خطأ إليجيري في نسيان أن بيرلو لن يمكنه الصمود أكثر من ساعة في هذا الركض المستمر وكان لزاما تحويل ماركيزيو للعب في عمق الملعب ودخول بيريرا مبكرا من أجل مواصلة ضغط اليوفي .ولكن بيرلو كان الوحيد القادر علي تحويل دفات اللعب والوحيد الذي سيجعل من الضربات الحرة المواجهة لتير شتيجن ضربات جزاء ..بالتأكيد كان إليجيري يفكر في ذلك . نيمار .. فضل نيمار في الهدف الثاني فضلا عن صناعته للهدف الأول بتمريرة لإنيستا ثم راكتيش مذهل .. نيمار دخل للعمق وأدخل معه ليشتشتاينر أثناء تقدم ميسي بالكرة وفي لحظة مراوغة ميسي لبونوشي كان نيمار يخرج للجناح مرة أخري ومعه توقف تفكير ليشتشتاينر وهنا كانت تسديدة ليونيل . هل توقف الامر عند كذلك ..لا فالهدف الثاني كان يحمل الجزء الثاني من المتعة الكروية فعندما دخل نيمار للعمق قام سواريز بالخروج للجناح الأيمن وفي نفس اللحظة التي قام نيمار بالخروج للجناح عاد سواريز للعمق ومعها كان إيفرا بعيدا عنه رغم أنه كان يسبقه بعدة خطوات .. يمكنك مشاهدة الهدف الثاني عدة مرات وستجد أن نيمار وسواريز تحركا معا بشكل يكاد تجعلك تسأل هل كنت تشاهد مباراة كرة قدم أم أنك تلعب بأحد الألعاب الإلكترونية. أخيرا .. كرة القدم أكثر جمالا عندما تري الأمور الجيدة في كل الفرق وتصبح قبيحة عندما يتصدر مشهدها من يعملون علي التعصب والسخرية والتنابز بالألقاب و( الإستظراف ) . للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك.. أضغط هنا