لندن، (إفي): يبدو أن المهاجم الفرنسي المخضرم تييري هنري، الذي أعلن اليوم الثلاثاء اعتزاله لعب كرة القدم، كان قريبا من الانضمام لريال مدريد في 2007 لكنه استمر في موناكو الفرنسي قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس الإيطالي ومنه إلى أرسنال الإنجليزي حيث لمع نجمه كأحد أفضل اللاعبين على مستوى العالم. ففي يوليو/تموز منذ سبعة أعوام مضت، وقع النادي الملكي برئاسة لورنزو سانز في ذلك الوقت تعاقدا مع هنري الذي كان قد توصل لاتفاق في الوقت نفسه لتجديد عقده مع فريق الإمارة الفرنسية. لكن الفرنسي نفى توصله لاتفاق مع الريال قائلا إن توقيعه مزور، وهو الأمر الذي نفاه بدوره ريال مدريد مرارا بل وأبدى استعداده للاستعانة بخبير خطوط للفصل في هذا الشأن. ورغم اعتراضات سانز، إلا أن هنري لم يتحرك من موناكو حيث لمع خلال موسم ونصف قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس الذي دفع 13.2 مليون يورو كي يحصل على خدماته في يناير 1999. وبعد ستة أشهر لم يحقق هنري النجاح المنشود، غادر المهاجم الفرنسي الأراضي الإيطالية متجها إلى الجزر البريطانية وتحديدا إلى العاصمة لندن حيث التقى مجددا مع مدربه السابق في موناكو، أرسين فينجر، ولكن هذه المرة مع أرسنال. وأصبحت العاصمة البريطانية هي بيت هنري لمدة ثمانية أعوام متتالية وأضحى ال(بريميرليج) هي البطولة التي رسم اللاعب الفرنسي لنفسه فيها صورة الأسطورة. لكن الأسطورة بدأ مسيرته في بريطانيا بإثارة الشكوك لا سيما بعد أن عجز عن التسجيل طيلة المباريات الثماني الأولى، لكنه كشف عن موهبته الاستثنائية في الموسم الثاني بإحراز 26 هدفا قادت أرسنال إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا)، ووصيف بطل الدوري الإنجليزي. ارتدى هنري قميص (المدفعجية) طيلة 377 مباراة أحرز خلالها 228 هدفا ليصبح "أفضل لاعب في تاريخ أرسنال" بحسب موقع النادي، متفوقا على عظماء مثل دنيس بيركامب وتوني آدامز وإيان رايت وباتريك فييرا وديفيد سيمان وليام برادي. ورغم قيادته المدفعجية لتحقيق الثنائية، الدوري والكأس في إنجلترا، في موسمين وحصول هنري على لقب الهداف التاريخي للنادي اللندني، إلا أن الجمهور يتذكر على وجه الخصوص موسم 2003-2004 الذي كان فيه الأرسنال "لا يقهر". فبرفقة لاعبين بحجم وثقل بيركامب وفييرا وبيريس وليونبرج وجلبرتو وكامبل ولورين وليمان، نجح أبناء فينجر في معادلة الرقم القياسي الذي حققه فريق بريستون نورث إند موسم 1888-1889 حينما فاز بالدوري بدون هزيمة واحدة حيث فاز في 26 مباراة وتعادل في 12 أخرى على مدار جولات الدوري ال38. وفي 2006 وطأ هنري أخيرا أرضية ملعب سانتياجو برنابيو، المكان الذي كان من الممكن أن يصبح بيته، خلال مباراة في دور ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا. ومنح الفرنسي فريقه الإنجليزي الفوز على أرض الريال بهدف أحرزه من تسديدة صاروخية من منتصف الملعب، ليصبح "المدفعجية" أول فريق إنجليزي يفوز على ريال مدريد بمعقله. وبعدها بموسم ونصف، وانتهاء قصته مع أرسنال، توجه هنري إلى الغريم الأزلي للريال، البرسا، والذي فاز معه هنري بالدوري الإسباني مرتين وكأس الملك مرة وحيدة، وكذلك دوري الأبطال مرة، وكأس السوبر الإسباني مرة، ومونديال الأندية مرة، وكأس السوبر الأوروبي مرة.
