شهدت الجولة قبل الأخيرة من بطولة الدوري الألماني لكرة القدم توديع اثنين من نجوم البوندسليجا لفريقيهما بعد أن قررا خوض تجربة احتراف داخل وخارج البطولة، وهما البولندي روبرت ليفاندوفسكي هداف بروسيا دورتموند، وتير شتيجن حارس بروسيا مونشنجلادباخ. وكان المشهد الوداعي مؤثرا حين التقى كل لاعب بجمهور ملعب فريقه للمرة الأخيرة، ولم يقو كلاهما على كتم الدموع. فعلى ملعب سيجنال إيدونا بارك، وعقب الفوز على هوفنهايم 3-2 ، توجه ليفاندوفسكي (25 عاما) الى جمهور أسود فستفاليا لتحيتهم لآخر مرة، خاصة نحو المدرج الجنوبي أو "مدرج الجحيم"، وسط تصفيق حار وهتافات مؤازرة للنجم البولندي المصنف ضمن أفضل المهاجمين في أوروبا والعالم. وكان اللاعب يأمل في تسجيل هدف ختامي على هذا الملعب، لكن لم يتحقق مبتغاه اليوم. ونسي جمهور دورتموند صدمة انتقال "ليفا" الى الغريم اللدود بايرن ميونخ التي أعلن عنها رسميا منتصف الموسم الجاري، فرغم أن قطاع كبير من جمهور الفريق الأصفر أظهر غضبه تجاه اللاعب رغم عطائه الكبير، الا أنه ارتضى في النهاية للأمر الواقع وقسوة عالم الاحتراف. وللحق لم يتأثر مستوى ليفاندوفسكي بعد التوقيع لبايرن والاتفاق على الانضمام اليه في الموسم المقبل، حيث واصل تقديم العروض المميزة وتسجيل الأهداف، وحاليا يتصدر قائمة هدافي البوندسليجا ب18 هدفا بالتساوي مع الكرواتي ماريو ماندزوكيتش الذي سينتزع مكانه مستقبلا في كتيبة المدرب الإسباني بيب جوارديولا. كما بلغ مع الفريق هذا الموسم ربع نهائي دوري أبطال أوروبا قبل الخروج امام ريال مدريد الإسباني. وانضم ليفا من ليخ بوزنان البولندي الى دورتموند موسم 2010-2011 ، ورغم البداية الصعبة في الموسم الأول، حيث سجل 9 أهداف في 43 مباراة، الا أنه سرعان ما أصبح معشوق جماهير دورتموند وهداف الفريق الأول، حيث سجل في المواسم الثلاثة اللاحقة 30 ثم 36 ثم 26 هدفا على التوالي، وإجمالا هز الشباك 101 مرة في 182 مباراة. ولروبرت فضل كبير في التتويج مع دورتموند بالدوري الألماني موسمين متتاليين (2010-2011 و2011-2012) وكأس ألمانيا 2011-2012 والسوبر المحلي 2013 ، فضلا عن بلوغ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا 2012-2013 والخسارة أمام فريقه الجديد بايرن. ولعل أبرز بصمة تركها ليفا هي تسجيل "سوبر هاتريك" في شباك ريال مدريد في ذهاب نصف نهائي التشامبيونز الموسم الماضي. وقد يلعب ليفاندوفسكي مباراتين أخيرتين بقميص دورتموند، الأولى في الجولة الختامية للدوري أمام هيرتا برلين، والثانية الأكثر أهمية في نهائي كأس المانيا أمام بايرن ميونخ، وكلاهما على الملعب الأوليمبي ببرلين. وقد يختتم الهداف البولندي مسيرته مع دورتموند بإهدائه لقب الكأس من أنياب فريقه المستقبلي. في المقابل ودع أيضا تير شتيجن جماهير مونشنجلادباخ على ملعب بروسيا بارك بالدموع على هامش مباراة ماينز (3-1)، خاصة لحظه تكريمه من قبل مسئولي النادي وإهدائه قفازا شرفيا، إلا أنه حزم حقائبه لمغادرة ألمانيا وخوض تجربة خارجية في الليجا. وسيخوض الحارس الشاب مباراته الأخيرة مع الفريق خارج ملعبه أمام فولفسبورج في ختام الدوري. وعلى خلاف ليفاندوفسكي لم يتم الإعلان عن وجهة شتيجن المستقبلية بشكل رسمي، لكن العالم كله يترقب انتقاله المؤكد إلى برشلونة الإسباني لخلافة فيكتور فالديس. وكان انتقال شتيجن (22 عاما) الى البرسا مهددا بعد قرار الفيفا بمنع النادي الكتالوني من إجراء صفقات حتى صيف 2015 بسبب مخالفات في التعاقدات مع لاعبين قصر، قبل أن يتم قبول الاستئناف، ويحقق الحارس الشاب حلمه. ونشأ تير شتيجن في مونشنجلادباخ والتحق بالفريق الأول في 2010 ونجح في تقديم أداء مميز لفت اليه الانظار حتى أوجد مكانا له في منتخب ألمانيا ليكون بديلا للعملاق مانويل نوير حارس بايرن.
