شهد كأس الملك في نسخته الحالية إثارة مختلفة بعدما تم تغيير نظام المسابقة من بطولة مخصصة لثمانية فرق مرتبطة بمن ينهي موسمه في المراكز الأولى للدوري إلى بطولة تضم 32 نادياً وهي أندية دوري "جميل" ودوري "ركاء" إلى جانب فريقين من الدرجتين الثانية والثالثة ومثلهما ناديا السروات من الدرجة الثالثة والذي ودع المسابقة على يد الاتحاد مبكراً برباعية دون مقابل. فيما فجر سفير الدرجة الثانية الزلفي مفاجأة البطولة حينما أقصى الشعلة من منافسات البطولة وغادر بعد أن قدم مباراة مميزة أمام الهلال رغم خسارته بثلاثة أهداف مقابل هدف لكن هذه الخسارة لا تنسف المستوى الذي أظهره الزلفي في هذه البطولة وطموحه في الوصول لأبعد نقطة. ويكفيه نجاحاً في هذه البطولة أنه خاضها كفريق منافس وليس كزائر مثلما فعلت ذلك بعض الأندية في الدرجة الأولى بدوري ركاء وبررت هذه الخطوة لتجنب الإرهاق لفريقها دون أي مراعاة لمسمى البطولة الغالية على كل الرياضيين إلى جانب أنها مباراة رسمية ومن أبسط ما تستحقه أن تأخذ حقها من الاستعداد والاهتمام لا أن يدخلها أي نادٍ بدون طموح أو رغبة ويخوض مبارياته وكأنه بذلك متفضل بهذا الأمر على كل رياضي. فالنادي الطموح والناجح يخوض كل مباراة رسمية بشكلٍ جدي ويبحث عن مقارعة الفرق الكبيرة ذات الموارد المالية الضخمة والإمكانيات الفنية العالية والبحث عن الخروج بنتيجة إيجابية والمثال الحقيقي لكل هذا ما فعله نادي الزلفي أحد أندية الدرجة الثانية حيث استطاع أن يسقط الأندية المحترفة من طريقه بدءاً من أندية دوري ركاء مروراً بالشعلة وانتهاء بمقارعته للهلال. ومشاركة الزلفي تجاوزت حدود الإطار الفني فقد أظهرت جانباً متميزاً من العاملين في نادي الزلفي حينما عملوا بشكل جاد ونجحوا في زيادة استيعاب مدرجات الملعب إلى جانب الأمور التنظيمية المتميزة التي أثبتت نجاحها على أرض الواقع ، وفي كل النجاح الذي تحقق كان بشكلٍ كبير على يد الزلفي. وسيكون النجاح متاحا بشكل أفضل بهذه البطولة إن أقدم الاتحاد السعودي على خطوة توسيع منافسة البطولة إلى الدور ال64 بمشاركة جميع أندية دوري جميل ودوري ركاء إلى جانب 34 مقعدا لأندية الدرجة الثانية والثالثة يكون نتاجا لتصفية خاصة بالدرجة الثانية والثالثة على أن يكون نظام قرعة دور ال64 بشكل عشوائي بحيث يتاح فرصة أن يخوض الأندية الجماهيرية لقاءت مع أندية في الدرجة الثانية والثالثة وهذا الأمر مشابه بشكل كبير للنظام المعمول به كأس الاتحاد الإنجليزي (واحدة من أعرق البطولات في العالم). فكون أن يذهب ناد جماهيري لملاقاة ناد في الدرجة الثالثة متنفس لأهالي المنطقة لرؤية الأندية الجماهيرية وإنعاشها من الناحية الاقتصادية إلى جانب أنه سيكون بمثابة اختبار للعاملين في هذه الأندية من حيث الاستعدادات والتجهيزات لاسيما وأن غالبية أندية الدرجة الثالثة لا تؤدي أي تمارين منتظمة وطريقة تجهيز الفريق لبطولات المناطق أشبه ما يكون بخوض لقاءات الحواري على طريقة التجمع والدخول للمباراة وإلى جانب ذلك سيكون ذلك فرصة ليرى المسؤولونن على الرياضة السعودية ملاعب الأندية ومعاناة بعض الأندية معها وكذا منشآتها . التعذر في عدم تطبيق هذا الأمر بحجة الإرهاق لن يكون عذراً منطقياً فالأندية وضعت للمنافسات الرياضية فالأندية المحترفة تمتلك من الإمكانيات المادية والفنية والتي تجهزها لخوض أكثر من بطولة في ذات التوقيت فيما لن يكون الأمر مستحيلاً للأندية الهاوية في الدرجتين الثالثة والثانية كونها لن تخوض إلا دوري الدرجة الثانية أو تصفيات الصعود وسيكون الأمر محفزاً إن امتلك النادي الهاوي طموح الوصول بعيداً في البطولة. ففي كأس الاتحاد الإنجليزي تنجح الأندية القابعة في درجات أدنى من تحقيق مفاجآت كان آخرها ناديا ويغان أحد أندية الدرجة الثانية الإنجليزي والذي أقصى مانشستر سيتي من البطولة إلى جانب نادي شيفيلد أحد أندية الدرجة الرابعة والذي أقصى ناديي فولهام واستون فيلا ووصل رفقة ويغان إلى نصف نهائي البطولة وقد يكون أحدهما في النهائي الحلم والذي يقام سنوياً في ملعب ويمبلي. وأخيراً إن عزم الاتحاد السعودي العقد على تطبيق هذا الأمر فإن الواجب عليه ألا يغفل حقوق الأندية بعد أن يحصل على راع للمسابقة بحيث يمنح جميع الأندية المشاركة مبالغ بخلاف الإعانات السنوية بحيث تكون سنداً لهما في مشوار البطولة إلى جانب وضع حوافز بحيث تكون دافعاً قوياً لجميع الأندية في تقديم مستواها المعروف والبحث عن تحقيق اللقب.