الإسباني خوان ماكيدا حضر إلى السعودية لتدريب الشعلة خلفاً للتونسي احمد العجلاني بعد ست خسائر متتالية، واستطاع انتشال الفريق من قاع الترتيب إلى مكان آمن ومازال يحتاج إلى الكثير من العمل لبقاء الفريق. ماكيدا شدد على قوة الدوري السعودي ووجود عناصر مميزة في الدوري تستحق الاحتراف خارجياً، كما أشاد بدخول السعودي سامي الجابر مجال التدريب وتوقع له مستوى باهراً، مبدياً استغرابه من انتقاد البعض له وعدم دعمه فهو السعودي الوحيد في "دوري عبدالطيف جميل" وحقق مستوى جيدا في اول عام. * بداية نرحب بك ونهنئك على النتائج الايجابية التي حققتها مع الشعلة ولكن الكثير يتساءل كيف حضر ماكيدا إلى السعودية وماهي معلوماتك عن الشعلة قبل الحضور؟ - حضوري كان بعد اتصال وكيل أعمالي في اسبانيا بأن هناك عرضاً من أحد أندية السعودية، فوجدتها فرصة لخوض تجربة جديدة في المنطقة العربية بعد الاتحاد الاسكندري المصري وقبل ذلك سألت أكثر من شخص منهم مدرب الشعلة السابق المصري محمد صلاح الذي وضح لي بعض الأمور الغامضة عن الفريق فوافقت على الحضور وتدريب الشعلة. * بعد حضورك للشعلة كان الفريق في المركز قبل الأخير وبخسائر في آخر ست مباريات كيف كان التصور بالنسبة لك؟ - كنت اعلم عن نتائج الفريق السيئة وان استلامي المهمة في مثل هذه الظروف يعتبر تحدياً خاصاً ولكن بعد حضوري اتضح لي أن هناك أسباباً عدة في تدني المستوى كان أهمها هبوط في الحالة المعنوية والانهزامية في الأداء لدى اللاعب وكان هاجس اللاعبين ألا يخسروا بنتيجة كبيرة فقط، بمعنى أنهم سلموا أنفسهم للخصم من دون مقاومة وهذا أمر خاطئ وكان الوضع يتعدى خارج الملعب حسب ما يبدو لي ولكن بعد النظرة الأولى وجدت انه بالإمكان تعديل ذلك مع مرور المباريات فالفريق يمتلك مجموعة من اللاعبين المميزين داخل الملعب وبالعمل الجاد سنتخطى المرحلة الحرجة. * الكثير يتحدث عن النقلة الكبيرة التي قدمتها للفريق في المستوى الفني وسلم الترتيب ماذا فعل ماكيدا، وماهو طموحك مع الفريق؟ - وجدت انه بالإمكان عودة اللاعبين إلى تقديم الأفضل ومما قمت به هو إيصال أهمية كل لاعب في خارطة الفريق فقد كان بعض اللاعبين مترددين وقلقين في أدائهم ودورهم في الملعب والبعض لايثق بقدراته وهذا بسبب تعودهم على الخسائر المتتالية ووضع نفسي سلبي ولأول مرة في حياتي الكروية أواجه هذا الوضع السيء للاعبين بهذا الشكل وكانت أهم خطوة هو إعادة الثقة أولًا وبث روح الحماس بين اللاعبين قبل الحصص الفنية ومنها تغيير الفكر السلبي، بالإضافة إلى توضيح أهمية اللاعب في الفريق وأني أرى فيهم نجوماً قادرين على مواجهة أي فريق ومع استمرار المباريات تحقق الهدف الذي رسمته، وعن طموحي فأنا تعودت في ريال مدريد على الفوز دائماً والنظر للأعلى فقط وتحقيق الأمجاد والبطولات ومع الشعلة وبما أني حضرت في منتصف الموسم ومتى ماكان لدي البديل الجاهز والاستعداد السليم سأكون في وضع مميز في الدوري ومازلت اطمح لكسر عناد أي فريق يواجهنا. * مضى على تواجدك أكثر من شهرين كيف رأيت الدوري السعودي من الناحية الفنية؟ - سأتكلم بخطوط عريضة لأن الحديث يطول عن هذه النقطة، فالدوري قوي هنا وشرس ولديكم فرق على مستوى عال من الإمكانات وأخرى اقل بكثير ولكن ما استغربه هو أن بعض الفرق الصغيرة تستطيع أن تهزم الكبيرة وهي اقل منها فنياً وماليا وهذا ليس عيباً ولكن لم أشاهد مثل هذا الوضع في الدوري الاسباني فريال مدريد وبرشلونة دائماً في كفه وبقية الأندية في كفه أخرى، ومن المستحيل هزيمة الناديين ولكن ما يحدث في الدوري السعودي يعتبر ايجابياً لتنوع المنافسة وقوتها فالعام الماضي هبط الوحدة وهجر بفارق بسيط من النقاط وهو مايدل على الإثارة والحماس والقوة التي تتمتع بها بعض الفرق بالإضافة إلى احترام الأندية لبعضها ومباريات هذا الموسم خير دليل. * المتابع للشعلة يلحظ أداء مميزاً من الفريق الشعلاوي أمام الفرق الكبيرة في المستوى الفني على النقيض مع الأندية في نفس مستوى فريقه التي عادة ما يتعادل أو يخسر ماسبب ذلك؟ - اعتقد أنه لا توجد علاقة معينة ولا أرى ذلك ولكن عندما يكون الفريق كبيراً فنياً فاللاعبون لدي يكونون أكثر استعداداً نفسيا وهذا يكون في اغلب فرق العالم فالحافز يكون أعلى للرغبة في تقديم مستوى اكبر وأفضل، وبالمناسبة عندما كنت في ريال مدريد تعلمت ثقافة الفوز ولا أفكر بالخسارة إطلاقا أو انظر للأسفل دائماً أتطلع إلى كسب الكبير قبل الصغير مع الاحترام للجميع ولكن في العرف متى ما أسقطت الكبير ازدادت هيبتك وبالنسبة لي اطمح لكسر عناد الكبير قبل الصغير. * كيف ترى مشاركة الشعلة في بطولة الخليج، وهل ستؤثر على أدائه في المسابقات المحلية؟ - المشاركة جيدة في هذه البطولة والطموح أن نصل إلى مراحل متقدمة ولكن تنقلات الفريق قد تربك توازنه وأداءه، فالمسابقات لديكم كثيرة "قالها ضاحكاً". * ما الفرق بين تجربتك التدريبية السابقة في مصر والحالية في الدوري السعودي؟ - أولًا: دعني أبين لك أن فكر اللاعب العربي متقارب جداً وما عايشته يختلف كلياً عن فكر اللاعب الأوروبي ولكن في مصر وجدت أن اللاعب المصري يبذل مجهوداً وعطاء أكثر من السعودي، فالوضع الاجتماعي يختلف عما لدى اللاعب السعودي وهناك تكون حاجتهم للعب والعمل أكثر من هنا والفكر الاحترافي أوسع من هنا ولديهم لاعبون محترفون في الأندية الأوروبية أمثال محمد صلاح في تشلسي وغيره، لكن هذا لايلغي احترافية اللاعب السعودي ومهارته وحاجته لإثبات وجوده ولكن جانب الترفيه أكثر في السعودية والتزامه بالعادات والتقاليد أمر يؤثر على مستوى اللاعب ولكن هناك نقطة هامة في السعودية من ناحية أفضلية المنشآت واللاعبين الأجانب، فهم أفضل بمراحل عن مصر وهنا يجب على اللاعب السعودي الاستفادة من خبرات المدربين واللاعبين الأجانب المميزين لتطوير مستوياتهم والبعد عن البروتوكولات المتعبة. * في حال الوصول إلى نتائج مميزة مع الشعلة والبقاء في الدوري هذا الموسم هل هناك رغبة في البقاء مع الشعلة أو السعودية بشكل عام؟ - الهدف الأساسي لي ومساعدي انطونيو منذ الحضور هو بقاء الشعلة في الدوري قبل الخوض في أي حديث، ولا أفكر في أي شيء آخر ولكن بشكل عام لم أكن أفكر المجيء للسعودية ولكن هو القدر ولا اعلم قد أكون في الصين أو أي دولة أخرى، ولكن لدي الرغبة الاستمرار في الدوري السعودي فهو هنا قوي وممتع ولا اعلم عما سيحدث نهاية الموسم. * كيف شاهدت مستوى المنافسة في الدوري السعودي؟ - الدوري السعودي قوي ويوجد من ثلاثة إلى أربعة أندية تستحق البطولة وهذا يدل على قوة المنافسين بعكس بعض الدول التي لا يوجد فيها إلا ناديان يتنافسان في كل موسم ولكن هذا الموسم حسبما قرأت هناك أندية تعرضت لانخفاض عام في مستوياتها، فالاتحاد الذي خسر ابرز نجومه والأوضاع المادية أضعفت قوته والأهلي حالة خاصة وغريب أمره فمدربه مميز ولاعبوه الأجانب في الدور الأول أفضل بكثير عن الآن والشباب صاحب التاريخ البطولي تعرض لاختلاف في مدرسته التدريبية وكلها تحتاج إلى مراجعة حسابات ولو كانت في مستواها لربما شاهدنا إثارة يتحدث عنها القاصي والداني وهذا يحتاج إلى تطبيق الاحتراف على أصوله في انتقائية بعض اللاعبين المحترفين الأجانب والالتزام بالتمارين الكاملة ومواعيد الأكل وحرص اللاعب بنفسه على حياته الرياضية بدلًا من متابعة الأجهزة الإدارية والفنية ولو حصل كل هذا سيحقق مستوى عالياً أكثر في القوة وربما ينافس الدوريات الكبرى ولكن العشوائية في بعض القرارات لاتجدي نفعاً وتعود بالسلب على النادي نفسه. * كيف تقيس الأداء الفني للاعب السعودي وهل بإمكانه الاحتراف خارجياً؟ - لديكم لاعبون على مستوى عال من المهارة والسرعة والقدرة على تطبيق أي تكتيك يطلب منه ويستطيع اللاعب السعودي الاحتراف خارجيا متى ما التزم بالاحتراف وعرف واجباته داخل الملعب وخارجه ومن أهمها التمارين ومواعيد الأكل والنوم فهي أشبه بالدراسة يجب أن تكون حاضرا في كل وقت لتحقيق النجاح الدائم. * هل هناك من يستطيع اللعب في أوروبا من اللاعبين السعوديين؟ - نعم، هناك مواهب فذة بالفطرة تستحق اللعب وتحتاج إلى رعاية خاصة من القائمين على الرياضة في السعودية لأنهم ثروة رياضية وطنية ومنهم يحيى الشهري وسالم الدوسري وناصر الشمراني وعبدالعزيز الجبرين وفهد المولد والجاسم والبصاص والكثير ممن يحتاج إلى متابعة وتطوير المستويات. * الإدارة الهلالية أقدمت هذا الموسم على خطوة جديدة في دوري المحترفين ولأول مرة في الملاعب السعودية في تعيين السعودي سامي الجابر مدرباً للفريق الأول، كيف ترى هذه الخطوة واستلامه فريقاً كبيراً كالهلال وما مدى نجاحه؟ - قبل الإجابة سأل عن صحة سامي الجابر ومدى عودته، إذ كان المدرب عائدا للتو من إجازته بعد فترة التوقف ولم تصله معلومات غير انه أصيب بوعكة صحية وأجاب: احيي الإدارة الهلالية على هذا العمل الأول في السعودية وهنا تبدأ مراحل الثقة في المدرب الوطني وكما علمت أن المدرب الوطني لديكم للطوارئ فقط وهذا أمر مؤسف وتقليل من وظيفة المدرب وسامي بهذه الطريقة سيحفظ حقوق المدرب السعودي فهو شاب طموح يملك ثقافة عالية بشكل عام وثقة في العمل المقدم وينتظره مستقبل باهر في عالم التدريب، وأتمنى له النجاح وسعيد بما حققه ولكن تنتظره مهمة صعبة فهو يدرب فريقاً كبيراً في بطولاته وجماهيره والمطلوب هو الوقوف معه وتشجيعه ومن حقنا نحن كمدربين الوقوف معه ولكن لاحظت مطالبة الإعلام والجماهير بتحقيق النجاحات والبطولات دفعة واحدة وهذا يستحيل لمدرب في عامه الأول أن ينفذ كل هذا، انا متيقن انه سيحقق النجاح الذي ينشده محبو هذا المدرب وتهمه مصلحة المدرب السعودي. * ماذا عن جماهيرية "دوري عبداللطيف جميل"؟ - من أجمل ما رأيت في هذا الدوري هي الجماهير وحبها وعشقها بشكل كبير لكرة القدم وتعلقهم الكبير بها، بالإضافة إلى حضور صغار السن للمباريات فهذا أمر جميل وهو ما لاحظته في مباريات الهلال والنصر والاتحاد والأهلي كما أن تفاعل الجماهير مع فرقهم يعجبني كثيراً فانا أحب التفاعل الجماهيري وهذا يعطيني تفاؤلاً دائماً بالانتصار، وكل منطقة اذهب لها اسعد برؤية جماهيرهم ولكن عندما اذهب لمباريات من دون جمهور اشعر وكأنها مباراة ودية. * الكثير يشتكي من التنظيم لمسابقة الدوري الأقوى في الخليج أنت كيف ترى ذلك؟ - التنظيم هنا مشابه للمسابقات الأوروبية في المباريات فقط من ناحية الالتزام بالوقت وبدخول اللاعبين والحكام والأمور التنظيمية أثناء المباراة فهذا يوحي بوجود عمل منظم ومرتب يقود للاحترافية المطلوبة ولكن ما تعجبت منه هو فجأة دخول مباراة لكأس الملك في الدوري ومن ثم بطولة أخرى وهذا يربك حسابات وخطط أي مدرب يرغب في بناء فريق ذي شخصية وأتمنى تقسيم المسابقات حسب خطة زمنية في الموسم لكي يتسنى للمدرب تنفيذ مخططاته بكل يسر وسهولة دون الدخول في أمور معقدة يجبر على إعادة رسم البرامج أكثر من مرة والملاحظ أن بطولة كأس الملك جاءت في وقت اغلب الأندية لديها أزمة بسبب حسابات الهبوط وشاهدتم كيف دخلت الأندية الكبيرة بالصف الثاني هذا يعطي مؤشر لعدم أهمية المباريات وهذا أمر خاطئ أتمنى تعديل وقته لتكون أفضل في السنوات المقبلة. * كيف يرى ماكيدا تعامل الادارة الشعلاوية وكيف هي المعيشة في السعودية؟ - نعمل كأسرة واحدة ونجد كل احترام وتقدير واهتمام، ومن موقعي هذا اشكر رئيس النادي لأنه السبب الرئيسي في حضوري إلى السعودية انا ومساعدي انطونيو فالرئيس يعمل أكثر من طاقته لناديه، وأتمنى خدمته في تحقيق أهدافه وسيكون البقاء هدية متواضعة له شخصيا ولكل محبي الشعلة، والمجتمع هنا بشكل عام اجتماعي ومحترم وعاطفي واجد التعامل راقياً وسؤالاً دائماً عن الفريق وتشجيعاً صادقاً. * بعيداً عن الأندية كيف ترى الفوارق الفنية بين الكرة السعودية والإسبانية ؟ - إذا أردنا التحدث بصراحة هناك أمور كثيرة مختلفة في الدوري الاسباني وخصوصاً في الأداء الفني ومازلت أتكلم بصوت عال، الاحتراف هنا غير دقيق ويحتاج إلى نظام ثابت للعمل به أيضا من الجانب الإداري أرى جلوس بعض الإداريين غير المرتبطين بعمل داخل الملعب والصحيح مكانه في المنصة ولو ضربت مثلاً هل يحق لي انا كمدرب حضور اجتماع أعضاء مجلس الإدارة أو الشرف بالطبع لا، فهذا مكان مختص بالمدرب والجهاز الفني فقط ولا أتمنى وجود أي شخص غير مختص ولكن إذا كان هذا نظام لديكم فانا احترمه. * هل من كلمة أخيرة؟ - أود تقديم الشكر لجميع الإعلاميين الذين يتعاملون بكل رقي هنا والى الصحافة التي تحدثت عني. - شكر خاص لمترجم الفريق الأستاذ خالد سرحان الذي قام بدور الترجمة بحضور مساعد المدرب انطونيو كارثيولا. مشاهدات من حوار ماكيدا - أثنى ماكيدا على مساعده أنطونيو كارثولا ووصفه بأنه أحد أسرار تفوق الفريق الشعلاوي. - أكد انه يحظى باهتمام من جماهير الشعلة ومحبي الكرة خارج النادي من خلال لقائه بهم في الاسواق والمتنزهات. - دائماً ما يمازح الاداريين واللاعبين بكلمة (قشطة ياباشا) باللهجة المصرية وهو الذي عمل سابقاً في الاتحاد السكندري المصري ايضاً ودائماً ما ينادي قائد الفريق السابق برج معوضه ب "برجي" من باب المزاح. - أبدى إعجابه بالزي السعودي وخصوصا الشتوي وطلب ان يشتري الثوب والشماغ ويدخل بهما للنادي.
