برغم الأهداف الأربعة التي أحرزها الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد في مرمى فريق جوانجزهو الصيني في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا والتي أقيمت في جدة وانتهت اتحادية 4/2، إلا أن الكثيرين سواء الجماهير الاتحادية أو جماهير الفرق الأخرى المؤازرة للإتي - بحكم أنه ممثل للكرة السعودية - وضعوا أيديهم على قلوبهم في مباراة الإياب خوفا من الخسارة والخروج. كاد يفعلها الصينيون بعد إحرازهم لهدفين كانا كافيين لتأهلهم ولكن "نمور" الاتحاد أبت تلك الخسارة لتستأسد في الوقت المناسب في ذلك المساء وعلى ملعب جوانزو الصيني وبحضور جماهير صينية غفيرة. كشرت "النمور" عن أنيابها وأكلت الصيني "هم هم" على قول العندليب الاتحادي صالح القرني ورفاقه، فحضر النجم الصغير القادم من درجة الشباب "فهد المولد" والذي حل بديلا للقائد نور وأحرز المولد هدفا ولا أحلى ليأهل به فريقه للدور نصف النهائي ولينثر الفرح في العروس جدة وأرجاء الوطن الغالي وليؤكد استمرار تفوقه وخبرته آسيويا، والكرة السعودية تشريفا. وبما أن الكرة السعودية يحق لها على أنديتها التشريف وتأكيد علو كعبها، فغار الأهلي من جاره الاتحاد وأبت فرقة الرعب الأهلاوية إلا أن تكون حاضرة ومشرفة ومهيمنة - مستوى ونتيجة. رمى الأهلاويون بسهامهم في قلوب الإيرانيين من خلال المواجهة التي جمعت الفريق الاهلاوي بفريق ساباهان ولينتهي اللقاء أخضرا وبالأربعة - بلا رأفة ولا رحمة ولا شفقة - برغم التعادل السلبي في إيران لتتأهل فرقة الرعب الاهلاوية رغبتا للدور نصف النهائي وليتأتي القرار الصعب، فالمواجهة صفراء وخضراء اتحادية أهلاوية عمداوية وقلعاوية فلن يكون للتأجيل بابا ولا نافذتا كما حدث في المباراة الدورية بينهما والتي كان من المقرر إقامتها إلا أنها أجلت أبا من أبا ورفض من رفض.. فالمهم والاهم أن اللقاء الآسيوي مقبل لا محالة ولكن لا بد من فريق خاسر وآخر فائز .. فريق باق وآخر سيرحل .. فلمن يكون القرار هذا ما ستعلن عنه نتيجة المباراتين في 22 و31 من شهر أكتوبر.. الفرحة كانت كبيرة وعارمة في أرجاء الوطن في مساء يوم الثلاثاء بتأهل فريقي (الاتحاد من المجموعة الثانية والأهلي الثالثة) للدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا وحتما سيكون أحدهما في المباراة الختامية وربما يكون هو البطل ليحقق إنجازا سعوديا خصوصا إذا كانت المواجهة سعودية سعودية في حال فوز الهلال من المجموعة الرابعة وتأهله للمباراة الختامية ولكن .. الهلال خيب الآمال وخرج خالي الوفاض - كعادته السنوية - فلم يستطع تحقيق الفوز على فريق أولسان الكوري برغم أنه لعب على أرضه وبين جماهيره في المباراة التي جمعتهما إيابا في الرياض والتي كان يتوقع لها احتضان المباراة الختامية ولم يستطع الهلال تشريف الوطن ولا نفسه. ظهر الهلال تائها ضائعا مستسلما فخسر ويا ليته لم يخسر خسارة ثقيلة وموجعة ومؤلمة وفاضحة أربعة أهداف نظيفة شريفة عفيفة .. أربعة أفسدت فرحة الاتحاد والأهلي .. أربعة لم يكن أقل المتشائمين يتوقعها ولا حتى أكثر المتفائلين .. أربعة كشفت الهلال على حقيقته وبينت أن انتصاراته في الدوري أمام الشباب والرائد لم تكن سحابة صيف.. فالزعيم لم يكن زعيما والهلال لم يكن في ذلك المساء (الأسود) بدرا ولا قمرا ولا هلالا ولا حتى نجما يسطع في سماء الكرة السعودية. يقول أحد الصحابة: ما وجد أحد في نفسه كبرا ... إلا من مهانة يجدها في نفسه.
