إعداد – محمد محسن باروخا: يعد اللاعب الفرنسي المنحدر من أصول جزائرية زين الدين زيدان أسطورة كرة القدم بكل المقاييس حيث كان يمتلك من المهارات ما جعله مميزا في لعبة كرة القدم عن غيره بل وكان من أفضل اللاعبين في العالم، إذ حصل على لقب أفضل لاعب في العالم 3 مرات طوال حياته الكروية. ولد لاعب الوسط المتقدم زين الدين يزيد زيدان في مدينة مارسيليا الفرنسية عام 1972 من أسرة تأتي أصولها إلى أمازيج أو " البربر" وهم شعب شمال أفريقيا تمتد من واحة سيوة بمصر وحتى المحيط الأطلسي ومن البحر الأبيض المتوسط وحتى نهر النيجر، والثابت ان أصوله جزائرية. واختير اللاعب الفرنسي ضمن قائمة بيليه أسطورة الكرة لأفضل 125 لاعب في العالم لعام 2004، تفاجأ جميع المراقبين عندما فرزوا الأصوات ووجدوا أن معظمها اتجهت لزيدان كأفضل لاعب في أخر 50 سنة في قارة أوروبا. ويعمل حاليا زين الدين زيدان مديرا لكرة القدم بنادي ريال مدريد الأسباني الذي أنهي فيه حياته الكروية، وأحرز فيه أعلى أرقامه، حيث ظهر في 244 مباراة رسمية مرتديً لقميص ريال مدريد، وسجل له 59 هدفًا وهو الرقم الأعلى الذي سجله في نادي طيلة حياته الكروية. بدايته: وخاض زيدان 830 لقاء أحرز خلالهم 175 هدفًا، حيث بدأ لعب الكرة في فريق كان الفرنسي عام 1988 ودربه المدير الفني الفرنسي للفريق آنذاك جان فيرناندس والذي درب الفريق في الفترة من 1985 وحتى 1990 ثم تولى مهمة تدريب الفريق الصربي بورو بريموراك من 1990 وحتى عام 1992، وكان نادي كان الفرنسي في هذه الفترة في المركز ال11 من ترتيب الدوري الفرنسي عام 1988، وفاجأ النادي الجميع عندما حقق المركز الرابع في عام 1992 قبل ان ينتقل زيدان إلى نادي بودرو الفرنسي محققا مع فريقه كأس الاتحاد الأوروبي في نفس العام. انتقاله لبودرو الفرنسي: وبرز زيدان مع فريق بودرو الذي انتقل إليه من كان عام 1992 وظهر معه في 174 مباراة سجل خلالها 37 هدفًا، وكانت فترة انتقال زيدان إلى بودرو فترة عصيبة على النادي، حيث هبط حينها إلى دوري الدرجة الثانية بسبب تراكم ما يعادل 45 مليون يورو ديون على النادي بعد قرار دائرة الرقابة الإدارية الوطنية في الموسم الرياضي 1990-1991، وعاصر الأسطورة شراء ألان أفليلو وقناة M6 الفرنسية للنادي وهو الامر الذي رفع من مستويات النادي كثيرا إذ نجح النادي في التتويج بدوري الدرجة الثانية في الموسم الرياضي 1994-1995 ليحتل المركز السابع ويتأهل لبطولة كأس انترتوتو الذي توج به بطلا في الموسم 1995-1996 وهو آخر انجاز لزيدان مع النادي قبل انتقاله إلى نادي يوفينتوس. زيدان لاعبًا دوليا: وتم اعتماد اللاعب زين الدين زيدان لاعبا دوليا بعد التحاقه بمنتخب فرنسا عام 1994 في بطولة كأس كيرين في اليابان وحيث تواجه المنتخب الفرنسي بكل من منتخب استراليا ومنتخب اليابان وتوج بالبطولة بعد فوزه على منتخب اليابان في نهائي البطولة بأربعة أهداف نظيفة. يوفينتوس أولى محطات احترافه الخارجي وانتقل زيدان إلى نادي يوفينتوس الإيطالي عام 1996 سجل له 42 هدفًا في 239 لقاء رسمي حيث دربه الإيطالي مارتسيلو ليبي الذي حقق استلم قيادة التدريب في موسم 1994-1995 وجلب النجاح للفريق الذي غاب عن البطولات منذ منتصف الثمانينات حيث أحرز أول بطولة عام 1995 وهي بطولة الدوري الإيطالي، وتلتها بطولة دوري أبطال أوروبا التي استطاع التتويج بلقبها بعد تغلبه على أياكس أمستردام في المباراة التي شارك فيها زيدان بهدف من ركلات الجزاء الترجيحية التي تسببت في فوز الفريق الإيطالي بهذه البطولة ليحقق مع الفريق لقبي دوري في موسمي 1997 و1998 إضافة إلى كأس السوبر الإيطالي عام 1996 وكأس الإنتركونتنينتال الإيطالي بنفس العام. وشارك زيدان يوفينتوس وليبي في الصعود إلى بطولة دوري أبطال أوروبا، لكن الفريق خسر البطولة بعد هزيمتين متتاليتين من بروسيا دورتموند وريال مدريد عام 1997-1998 ليذهب ليبي ويتولي القيادة خلفا له كارلو أنسيلوتي الإيطالي الذي لم يحقق أية نجاحات للفريق ليرحل زيدان عن الفريق متجها إلى الدوري الإسباني ويختار فريق ريال مدريد كآخر محطة احترافية له عام 2001. مونديال 98 وشارك الفرنسي ذو الأصول العربية منتخب فرنسا في الفوز ببطولة كأس العالم عام 1998 والتي أقيمت في فرنسا والتي فاز بها المنتخب الفرنسي بعد فوزه على البرازيل بثلاثية نظيفة في مباراة النهائي. ريال مدريد: ودخل الفرنسي إلى فريق ريال مدريد عام 2001 قادما من نادي يوفينتوس الإيطالي ليظهر معه في 244 لقاء سجل خلالهم 59 هدفًا. وكان زيدان أحد الأسباب الرئيسية في نجاح فلورونتينو بيريز كرئيس للنادي الأسباني، حيث كان ضمن حقبة الجلاكتيكوس التي صدقت على عهود بيريز بتخفيف الديون التي أثقلت كاهل النادي في تلك الفترة، حيث كان زيدا ورونالدو ونجم الغريم التقليدي للريال "برشلونة" لويس فيجو وروبيرتو كارلوس وراؤزل وديفيد بيكهام واللذين أطلق عليهم فيما بعد حقبة الجلاكتيكوس. وبالرغم من أن النادي في موسم 2001-2002 حقق بطولة دوري الأبطال ولقب الدوري للموسم التالي وكأس السوبر الإسباني لعام 2004، إلا أن حقبة الجلاكتيكوس لم تستطيع تحقيق لقب البطولة لثلاثة أعوام بعدها حتى تولى رامون كالديرون رئاسة النادي عام 2006 وهو العام الذي اعتزل فيه المايسترو الفرنسي زيدان كرة القدم. مشواره مع منتخب فرنسا وخاض زيدان خلال مشواره مع منتخب بلاده 108 لقاء أحرز خلالهم 175 هدفا وحقق معه بطولة كأس العالم عام 1998 و كأس أمم أوروبا عام 2000، وكأس القارات مرتين على التوالي عامي 2001 و 2003، وكانت مباراته الأخيرة في مشواره الكروي كانت أمام إيطاليا في نهائي كأس العالم 2006 والتي فاز فيها المنتخب الإيطالي بكأس العالم. نهاية لا تليق وأنهى اللاعب الفرنسي المنحدر من أصول جزائرية زين الدين زيدان حياته الكروية المليئة بالإنجازات والبطولات بشكل لا يليق وقيمته الفنية والإنسانية عندما تعدى على اللاعب الإيطالي ماركو ميترازي في المباراة النهائية لكأس العالم عام 2006 بين منتخب فرنسا ونظيره الإيطالي على الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين والتي فاز فيها المنتخب الإيطالي بكأس العالم بركلات الترجيح. شاهد لقطة "نطح" زيدان ل"ميترازي" وكان مبرر زيدان في تصرفه أن اللاعب ماركو ميترازي أهانه بأمه وأخته، وقدم اعتذاره الشديد للجماهير الذين شاهدوا اللقطة وخاصة الأطفال، لكنه رفض الاعتذار لماركو. واعترف اللاعب الإيطالي ماركو ميترازي بعد المباراة بإهانته لزيدان، حيث قال:" حاولت شد زيدان من قميصه أثناء صراعنا على الكرة، فقال لي عقب خروج الكرة إن أردت قميصي سأعيك إياه بعد المباراة، فكان ردي أفضل العاهرة أختك، فقام بنطحي على الفور". وأيا كان السبب وراء ما قام به زيدان من "نطح" ميترازي فلم يكن من الحكمة أن يتسلك هذا الطريق للرد عليه داخل المربع الأخضر الذي يمثل المثالية في التصرف والسلوك الرياضي، خاصة وأن العالم كله كان يتابع هذه المباراة ليس فقط لأنها مباراة النهائي لكأس العالم، وإنما لأنها المباراة النهائية للاعب الفرنسي الذي اتعبره الجميع اسطورة كرة القدم في عصره. تعديه على اللاعب السعودي أنور فؤاد ولم تكن حادثة زيدان الأخيرة مع الإيطالي ميترازي هي الأولى من نوعها، إذ انه تعمد إصابة اللاعب السعودي أنور فؤاد في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن مباريات كأس العالم 1998 والتي أقيمت في فرنسا وانتهت بفوز المنتخب الفرنسي بنتيجة أربعة أهداف نظيفة في مرمى الأخطبوط محمد الدعيع، وحصل زيدان نتيجة استخدامه الخشونة المتعمدة مع أنور فؤاد على بطاقة حمراء ليخرج على إثرها من الملعب مع حرمانه من مشاركة الفريق في مباراتين رسميتين عقب هذه المباراة. شاهد مخالفة زيدان المتعمدة في حق أنور فؤاد ولا يمكن اعتبار تهور زيدان في بعض المواقف مثل هاتين الحادثتين إنقاصا من كونه من الشخصيات التي تتميز بالخلق الرياضي والتي تتسم بالهدوء على المستوى الشخصي، فلا يمكن الجزم بأن اللاعب المتألق سيء السلوك داخل الملعب، إذ أن تلك الحوادث لم تتكرر كثرا طيلة حياته الكروية. وبعد اعتزال الأسطورة زيدان لم يبتعد عن أضواء الملاعب، حيث يعمل حاليا كمدير لكرة القدم في نادي ريال مدريد الذي انهى فيه حياته الإحترافية، ويحاول أن يمد النشء من النادي بمهاراته التي أمتع بها الملايين أثناء لعبه لكرة القدم. شاهد مهارات زيدان مهارات الأسطورة خلال التدريبات
