ستكون دورة تولون الودية والتي ستنطلق في الفترة ما بين 23 مايو وحتي 1 يونيو القادم، ستكون بمثابة نقطة الانطلاق للمنتخب الأوليمبي المصري من أجل تحقيق حلم الميدالية الأوليمبية والذي يراود الكثيرون من محبي المستديرة في مصر. وحلم تحقيق ميدالية أوليمبية يأتي في المرتبة الثانية في الأحلام الكروية المصرية بعد حلم التأهل للمونديال، خاصة وان الكثيرين يرون ان الاثنين مرتبطين ببعضها البعض بشكل كبير. فالمنتخب الاوليمبي الحالي يعتبر النواة الأساسية لتشكيل قوام المنتخب الأول خلال تصفيات المونديال القادمة وطالما واصل الفريق في تطوير أداءه، فسيعود ذلك بشكل او بأخر على المنتخب الأول. وتعتبر دورة تولون الودية مقياس حقيقي لمعرفة مدى تطور أداء الفراعنة الصغار قبل أشهر قليلة من انطلاق نهائيات أولمبياد لندن والتي أوقعت قرعتها المنتخب المصري في مجموعة متوازنة إلى حد كبير تضم كل من البرازيل وبيلاروسيا ونيوزيلندا. ويبدو أن القائمين على قرعة دورة تولون يتمتعون بقدرة واضحة على قراءة المستقبل عندما أوقعوا المنتخب الاوليمبي المصري أيضا في مواجهة بيلاروسيا في المجموعة الثانية إضافة إلى كل من فرنسا والمكسيك قبل أن يتم تعديل القرعة لتفادي حدوث مواجهات بين الفرق التي ستلاقي بعضها في الأولمبياد. وبناء على هذا التعديل، تم ترحيل المنتخب الأوليمبي المصري ليوضع في المجموعة الأولى مع كل من اليابان وهولندا وتركيا، فيما أصبحت المجموعة الثانية تضم كل من فرنسا وبيلاروسيا والمكسيك والمغرب. وستكون مباريات مصر في تولون بمثابة بروفة حقيقية لاولمبياد لندن الأمر الذي قد يجعل الجهاز الفني للفريق بقيادة هاني رمزي يعطي دورة تولون الاهتمام الأكبر بين كل المعسكرات الإعدادية التي ينوي القيام بها قبل السفر إلى عاصمة الضباب. فلاش باك لعلاقة الفراعنة بدورة تولون المشاركة المصرية في دورة تولون ليست بحديثة العهد، حيث سبق للفراعنة الظهور في نسختين للبطولة من قبل وبالتحديد في عامي 1994 و2009 ولكنهم لم يضعوا البصمة اللائقة فيهما. ففي المشاركة الاولى في 94، وقع الفريق في المجموعة الثانية بجانب كل من إسكتلندا وبلجيكا والبرتغال حيث انهى مباريات الدور الأول في المركز الاخير برصيد نقطة واحدة فقط من التعادل مع إسكتلندا بهدف لكل فريق قبل أن يخسر مباراتين متتاليتين أمام كل من بلجيكا والبرتغال بنتيجتي 1-3 و0-2 على الترتيب. ولم تختلف المشاركة الثانية عن سابقتها، فالفريق انهى مشاركته في مباريات المجموعة الأولى وهو قابع في المركز الأخير أيضا بعد منتخبات الارجنتين وهولندا والإمارات العربية المتحدة. وخسر الفراعنة الصغار مباراتهم الأولى أمام الشقيق العربي الإمارات بهدف نظيف، قبل ان يتلقوا هزيمة ثانية أمام التانجو الأرجنتيني بنتيجة 2-3 لينهوا مشاركتهم بتعادل إيجابي 1-1 أمام الطاحونة الهولندية. وربما تكون هاتان المشاركتان السلبيتان دافعا للمنتخب الحالي لتحسين صورته في البطولة وتحقيق مركز أفضل من ذلك الذي حققه في نسختي 94 و2009. تولون قد تكون بوابة لاحتراف اللاعبين في اوروبا بدون شك ستكون انظار العالم كله وسماسرة كرة القدم مسلطة علي المواهب الصغيرة خلال اولمبياد لندن القادم، ولكن الذي لا يعرفه البعض ان عراقة بطولة تولون جعلتها ايضا محطة لاندية اوروبا لمتابعة اللاعبين المشاركين فيها. وربما لا يعتبر الكثيرون من محبي كرة القدم في مصر المنتخب الأوليمبي الحالي الافضل في تاريخ المنتخبات الاوليمبية كون هذا المسمى ما زال في حيازة منتخب عام 2001 والذي حقق الميدالية البرونزية في مونديال الأرجنتين، إلا أن المنتخب الحالي يبقى حائزا للعديد من المواهب التي بدأت بالفعل الزحف نحو الأندية الأوروبية. وبدأ هذا الزحف بانتقال محمد صلاح لاعب نادي المقاولون العرب وصانع العاب المنتخب رسميا إلى نادي بازل السويسري بعد مفاوضات قوية أجراها الأخير من أجل الحصول على خدمات اللاعب الموهوب. ويعتبر صلاح من أبرز اللاعبين الموهوبين في الكرة المصرية الحالية، بل ان البعض ينظر إليه كخليفة منتظرة لمحمد ابوتريكة لاعب النادي الأهلي من أجل قيادة المنتخب الأول إلى مونديال البرازيل في 2014. وبجانب صلاح، يبدو المدافع الصلب أحمد حجازي لاعب النادي الإسماعيلي قاب قوسين او أدني من الانتقال إلى فيورنتينا الإيطالي خاصة بعدما توصل الناديين إلى اتفاق مبدئي لإتمام الصفقة خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة. ويرى مسؤولو الفيولا ان حجازي سيكون واحدا من أبرز المدافعين القادمين من القارة السمراء خاصة في ظل تمتعه ببناء جسدي قوي إضافة إلى مهارات واضحة في الألعاب الهوائية واستخلاص الكرة من المهاجمين. والمهارات في المنتخب الاوليمبي لا تقتصر فقط عند صلاح وحجازي، بل تتعدى إلى أخرين ستراهم الجماهير سواء في تولون او لندن ومنهم على سبيل المثال، محمد إبراهيم لاعب نادي الزمالك والذي يعتبر من أبرز اللاعبين المهاريين في الفريق حاليا. كما أن هناك الحارس الموهوب أحمد الشناوي لاعب النادي المصري البورسعيدي والذي تم اختياره في استفتاء جوائز الاتحاد الافريقي لكرة القدم "كاف" الاخير لينافس على لقب أفضل لاعب صاعد في القارة قبل ان يخسره لصالح اللاعب الإيفواري سليمانى كوليبالى. لمناقشة التقرير مع الكاتب والتواصل معه عبر الفيسبوك برجاء الضغط هنا