خلط الفن بالدين بالسياسة بالرقص العارى منهج ثورى!! صحيفة «صوت الأمة» متعودة، فى كل عدد، أن تنشر على صفحة كاملة مجموعة من الصور «المتحررة» من حفلات المشاهير ومناسباتهم أو عن مسابقات ملكات الجمال وعروض الأزياء الخفيفة القصيرة، وما إلى ذلك.. وكانت العناوين تأتى بشكل واضح ومباشر معبرة عن الحدث بصورة مباشرة.. .. الجديد فى عددها الأخير (2/1/2012) أنها ربطت بين هذه الحفلات وبين السياسة، فكتبت على صفحتها الأولى: «فضائح أول احتفال برأس السنة بعد فوز السلفيين»، وهو العنوان الذى كررته على الصفحة الأخيرة وسط مجموعة من الصور التى تكشف من أجساد صاحباتها أكثر مما ينبغى.. فهل تحاول الجريدة بذلك أن تعاير السلفيين بعدم قدرتهم على منع هذه «الفضائح».. أم أنها تقدم بلاغا بهذه الوقائع لجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لاستدراج المتشددين لمعركة جديدة.. أم أنها قررت «تغيير نشاطها» ومعارضة ما يحدث فى سهرات المشاهير التى كانت تنقلها قبل نجاح السلفيين فى الانتخابات بكل حفاوة وتقدير؟! العودة لأرشيف «صوت الأمة» يوضح التغير الذى طرأ على عناوين الموضوعات والصور المشابهة للتى نشرتها فى عددها الأخير، ففى 5/9/2011 -مثلاً- نشرت 4 صور من داخل مسابقة ملكة جمال البكينى بمارينا، وجاء العنوان مباشراً: مسابقة ملكة جمال البكينى بمارينا (انتهى). وفى 14/11/2011: أول عرض أزياء لشتاء 2012... (وسط 6 صور للعارضات فى قليل من قطع الملابس)... هكذا فقط، لا فضائح، ولا تجاوز فى الصياغة، ولا استنكار، ولا سلفيين... الغريب أن الجريدة لم تكتفِ بهذا «التحول» فى صفحة «الفضائح» (المجتمع سابقاً) بل حاولت خلط الفن بالسلفية، فجاء عنوان مقال طارق الشناوى مختلفاً عن كل مقالاته السابقة: رقصات دينا فى رأس السنة تتحدى السلفيين... وقد مهدت الجريدة لهذا العنوان العريض بقولها: «من نفاق ثورة 25 يناير إلى نفاق التيار الإسلامى».. فما الذى دفع الصحيفة لتغيير لهجتها وخلط الفن بالرقص العارى بالدين بالسياسة بالانتخابات... مع أن جميع العقلاء ينادون بالفصل بين كل هذه المجالات؟! جدير بالملاحظة، كذلك، أن هذه الجريدة المحسوبة على معارضة النظام السابق والمؤيدة لثورة 25 يناير ما زالت بعد مرور كل هذه الشهور حريصة على وضع صورة مبارك على صدر صفحتها الأولى، داخل شعارها الرئيسى، بجوار زعماء وأعلام ومشاهير الأمة المصرية!! وكان من الأسلم لجريدة «صوت الأمة» –منذ البداية وليس فقط بعد 25 يناير 2011- عدم وضع صورة مبارك أو أى من الأشخاص الأحياء مع رموز مصر الذين رحلوا عن عالمنا وقال فيهم التاريخ كلمته.. فليس من اللائق أن يقدم الكاتب أو الصحفى أو الأديب أو أى مؤسسة ثقافية شهادة عن أى عهد أو سلطة إلا بعد أن تكون التجربة قد اكتملت وحسم التاريخ تقييمها..