على الرغم من أن عائلات رؤساء مصر السابقين باستثناء عائلة الرئيس المعزول محمد مرسي، تناحرت كثيرًا سواء في السر أو العلن، على مدى العقود الماضية، إلاَّ أن هذه العائلات بالكامل اجتمعت، ربما للمرة الأولى في حياتها، لتأييد المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية. وفي حين كانت عائلة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تدعم المرشح الرئاسي حمدين صباحي، باعتباره امتدادًا للتيار الناصري خلال السنوات الماضية، فإن عائلة الزعيم الراحل قررت هذه المرة العدول عن دعم صباحي وتأييد السيسي في حملته الانتخابية، وهو الموقف الذي تبناه نجل الرئيس الراحل عبدالحكيم عبدالناصر وشقيقته هدى، من منطلق أن السيسي، بحسب رأيهما، رجل المرحلة القادر على إدارة البلاد. الأمر لم يختلف كثيرًا بالنسبة لعائلة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، التي أبدت تأييدها ودعمها للمشير السيسي من خلال تحرير توكيلات في الشهر العقاري من بعض رموز العائلة لصالح وزير الدفاع السابق، مثل المهندس جمال السادات ووالدته السيدة جيهان السادات، ومجموعة أسرة الرئيس الأسبق، حيث سلمها جمال للمنسق العام للحملة السفير محمود كارم في مقر الحملة بالقاهرة الجديدة، مؤكدًا أن أسرته تتمنى التوفيق للسيسي. وعلى الرغم من تواجد جيهان السادات في الولاياتالمتحدة، فإنها حررت توكيلًا للسيسي في السفارة المصرية هناك، وأرسلته لنجلها لكي يتمكن من تسليمه لحملة المشير. في السياق، وبينما اختفى الرئيس الأسبق حسني مبارك عن المشاركة في غالبية الأحداث السياسية التي أعقبت خلعه من السلطة في 11 فبراير 2011، فإنه أعلن أخيرًا عن دعمه للسيسي في مقابلة صحفية، مؤكدًا أن المصريين لم يعد أمامهم غيره ليتولى منصب الرئيس، فيما جاءت تصريحاته بعد أسابيع من إعلان محاميه فريد الديب أن سوزان مبارك تدعم السيسي أيضًا وكانت ترغب في التصويت على استفتاء الدستور من أجل دعمه للترشح. الاستثناء الوحيد في تأييد السيسي من عائلات الرؤساء السابقين هو عائلة الرئيس الإخواني محمد مرسي الذي عزله الجيش استجابة للإرادة الشعبية في 3 يوليو الماضي، فبحسب تصريحات الشقيق الأصغر للمعزول، حسين مرسي، لصحيفة «الجريدة»الكويتية، «إن الأسرة لا تعترف بالانقلاب الدموي ولن تشارك في أية انتخابات مثل الآلاف من الأسر المصرية التي ترفض هذه المسرحية الهزلية»، بحسب تعبيره.