يعتبر الفريق سعد الدين الشاذلى من أبرز جنرالات مصر فى حرب أكتوبر، وهو صاحب خطة اقتحام خط بارليف، وعلى الرغم من العقلية العسكرية الكبيرة التى كان يتمتع بها اختلف مع الرئيس محمد أنور السادات حول إدارة العمليات العسكرية، فعزله من الخدمة العسكرية، بل خرج من مصر لاجئا إلى الجزائر، ثم تعرض بعد ذلك للظلم والتنكر من الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك حتى انتهى مشواره إلى السجن. بدأ الشاذلى حياته العسكرية عام 1940، وتدرج فى المناصب حتى عمل رئيسا للأركان بالقوات المسلحة، وظهرت على الشاذلى قدرته فى اتخاذ القرارات السليمة عندما وجهت إسرائيل ضربتها عام 1967، وكان مع قواته وسط سيناء، فاتخذ قرارا بعبور الحدود الدولية قبل غروب 5 يونيو وتمركز بها فى الأراضى الفلسطينية، إلى أن تم الاتصال بالقيادة المصرية التى أمرته بالانسحاب فورا، ونجح فى العودة سليما بجميع قواته. وحين بدأ الترتيب لحرب أكتوبر كان الشاذلى هو صاحب خطة اقتحام خط بارليف، ودخل فى خلافات مع الفريق محمد صادق وزير الحربية حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء، وكان الشاذلى يرى أن الهجوم يجب ألا يتخطى استرداد أكثر من 12 كيلومترا فقط فى عمق سيناء. وأقال السادات الفريق صادق، وأتى بالمشير أحمد إسماعيل وزيرا للحربية، وكان شديد الخلاف مع الشاذلى، ونجحت القوات العسكرية فى تحطيم خط بارليف وعبور القناة وفق خطة "المآذن العالية" التى وضعها الشاذلى بنجاح كبير، وبعد الحرب وبسبب ما يعرف بثغرة الدفرسوار عزله السادات من منصبه، وحرمه من رتبته العسكرية، وخرج من مصر إلى الجزائر لاجئا. وفى سنوات المنفى ألف كتابه "حرب أكتوبر"، وأحيل بسببه إلى المحاكمة، وحكم عليه غيابيا بالسجن ثلاث سنوات بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، كما تم تجريده من حقوقه السياسية، ووضعت أملاكه تحت الحراسة، وفى عام 1992 عاد إلى مصر فقبض عليه بالمطار ووضع بالسجن. تولى فريق المحامين الدفاع عنه، ووصلوا فى النهاية إلى أن الحكم عليه كان غير دستورى، وتم الإفراج عنه، إلا أن سلطات الرئيس المخلوع أبقته حتى قضى مدة الحكم كاملة، حتى توفى بعد معاناة شديدة مع المرض فى ليلة تنحى مبارك، بعد ذلك منحه الرئيس محمد مرسى قلادة النيل، وأصدر المشير طنطاوى قرارا بعودة الأوسمة والمعاش إلى أسرته.