خرجت من جامعة فؤاد الأول «القاهرة حاليًا أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية وذلك بعد انعقاد المؤتمر العام الأول للطلاب فى 9 فبراير 1946 -وهو بمثابة الاتحاد العام للطلاب- ليهاجم اتفاقية الدفاع المشترك مع بريطانيا ورغبة بريطانيا فرض الحماية الاستعمارية، وطالب المؤتمر بعدم الدخول فى مفاوضات مع بريطانيا إلا بعد الجلاء التام. كما طالب المؤتمر الطلابى بإلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتى 1899 الخاصتين بالسودان وضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا. خرجت المظاهرة الطلابية الحاشدة من الجامعة إلى كوبرى عباس وما إن توسطته حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبرى علها وبدأ الاعتداء بإطلاق الرصاص على الطلبة فسقط الكثير منهم فى النيل، وجرح وقتل أكثر من مائتى طالب، وفى اليوم التالى عمت المظاهرات القاهرة والأقاليم تنديدًا بمقتل شهداء الجامعة. وقد أعلن مأمور بندرى الجيزة ومصر القديمة بأن الأوامر صدرت إليهما بفتح الكوبرى من حكمدار الجيزة فيتزباترك باشا ورسل باشل حكمدار القاهرة وقتئذ وكانت الأوامر بأن يسمح بخروج طلبة الجامعة فى مظاهرتهم معلنين مطالبهم الوطنية حتى يعبروا كوبرى عباس فيضربوا بشدة خرجت جنازة صامتة فى 12 فبراير على روح الشهداء وأقام طلبة الأزهر صلاة الغائب، وحدثت اشتباكات أمام كلية الطب مع البوليس اعتقل خلالها خمسون طالبًا وحدثت اشتباكات أخرى بالمنصورة والزقازيق والإسكندرية وقع ضحيتها مئات الشهداء. كما صادرت الحكومة الصحف التى كانت تنشر أخبار المظاهرة وحوادث الاشتباكات مع البوليس مستندة على قانون الرقابة الذى يحظر نشر أخبار صحيحة أو كاذبة عن حوادث الإضراب والمظاهرات الطلابية وذلك حتى لا تسرى الفوضى والهياج فى البلاد. وأصدرت الحكومة قرارا بتعطيل الدراسة بعد اتساع الأحداث فى جميع المحافظات وانضم للمظاهرات جماهير من كافة الفئات خاصة من الفئة العمالية حتى قامت مظاهرة كبرى بعد صلاة الجمعة يوم 15 فبراير تهتف بالجلاء وبحق الشهداء طافت حى بولاق والغورية والموسكى والعتبة تهتف بسقوط الاستعمار، وتجمعت مظاهرة أخرى من الشباب والطلبة أمام قصر عابدين تهتف بالجلاء والوحدة مع السودان وسقوط الاستعمار وأعوانه.