قبطية.. لكنها تعمل بقول الرسول الكريم "من لا يرحم لا يُرحم".. كل تحركاتها سباحة في هذا الحديث الشريف.. نشأتها وسط عائلة أرستقراطية لم تمنعها من الإحساس بأطفال وقف الفقر حائلًا أمام حلمهم بالحياة بشكل آدمي، وجعل من الحاجة والمرض موطنًا لهم، فأخذت على عاتقها رسم ابتسامة صافية على وجه ملائكي لم تهتم يومًا أن تعرف ديانته. "ماجي جبران"، أو القديسة ماجي.. السيدة التي استحقت لقب "الأم تريزا" المصرية، تشبهًا ب "الأم تريزا" الراهبة ذات الأصول الألبانية والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1979، فكل ما يهمها في الحياة تقديم الحب للأطفال وخدمة فقراء الأحياء الشعبية، لذلك كرست حياتها لهذا الهدف. اجتمع الكل على وصفها ب "امرأة ذات حضور غريب يبعث على السلام والطمأنينة بصوتها الهادئ المليء بالإيمان والحب والخير" فهي ابنة أسرة صعيدية.. والدها فيزيائي معروف، وقامت بالتدريس في الجامعة الأمريكية وجامعة القاهرة، وأنشأت مع زوجها مؤسسة خيرية لخدمة المحتاجين، بدأت بمنطقة مصر القديمة، حيث تعيش أسر بالكامل وسط الفقر والجهل والمرض في منطقة الزبالين. "جبران" لم تكن مضطرة لتلك الأعمال الإنسانية، فهي زوجة رجل أعمال وأستاذة في الجامعة، ولكنها تقوم بذلك بنفسها، ولا تشعر بالضيق أو الحرج من التحرك وسط مناطق القمامة، لأنها مؤمنة بأن الله قد حملها رسالة مساعدة أطفال الفقراء، فضلًا عن ذلك تبنت "جبران" قضية رعاية الأطفال وحمايتهم من المخاطر والأمراض، وعملت على إنشاء المدارس لهم ، وشعارها في الحياة "عندما تحب البشر تعيش من أجلهم" ولا يمر يوم إلا وتذهب ماجي لزيارة أطفال القمامة وتغسل وجوههم بيديها وتساعدهم وتطعمهم. "الأم تريزا المصرية" لم يشغلها الفوز بجائزة نوبل للسلام التي رشحت لها 4 مرات، ورغم عدم حصولها عليها، فإنها فازت حقًا بما هو أعظم، وهو حب الجميع، لأن ابتسامة الطفل عندها أهم، ولا تفرق بين فقير مسلم أو مسيحي، طالما أنه إنسان يحتاج إلى رعاية واعتناء. "جبران" كانت تعمل أستاذة علوم كمبيوتر، لكنها وجهت اهتمامها إلى الأطفال في الأحياء الفقيرة منذ أكثر من 28 عامًا، وبالتحديد عام 1985، عندما زارت حى الزبالين بالمقطم، واصطدمت بحالة الفقر والبؤس التي يعيشها أطفال هذه المنطقة، ومن وقتها أخذت قرارها بالتفرغ لخدمتهم ودعم أي جمعية تعمل في نفس المجال، فساعدت أكثر من 250 ألف أسرة فقيرة، ويعمل معها أكثر من 1500 متطوع، لذلك وصل صيتها إلى المحافل الدولية. رأست "جبران" "منظمة ستيفن تشيلدرن" الخيرية منذ عام 1985 والتي تهتم بالأطفال الذين يعيشون تحت خط الفقر في المناطق المهمشة، لذلك اعتاد أطفال الملاجئ على منادتها ب "ماما ماجي''، و"حضانة السلام" بمنطقة منشية ناصر هي أحد الشواهد التي تدين بالفضل ل "الأم ماجى"، فلم تتوان عن جمع التبرعات للمبنى الذي يقع بجوار دير الأنبا سمعان الخراز، لرعاية الأطفال المسلمين والمسيحيين من أهالي المنطقة، حيث يُربى الطفل فيها على أسس المحبة والسلام والنظافة، إلى جانب رعايته بدنيًا وصحيًا. المصادر.. جريدة القبس الكويتية الأهرام الرقمي مصراوي