يأمل العديد من اللاجئين القادمين من منطقة البحر الأبيض المتوسط في الإقامة في مدينة ميونيخ، غير أن القوانين الصارمة الخاصة بتنظيم الهجرة واللجوء تدفعهم إلى البحث عن ملاذ آخر، يضاف إلى ذلك عدم إتقان اللغة وصعوبة الاندماج. كيف هي صورة اللاجئين وأوضاعهم في ميونيخ، عاصمة إقليم بافاريا ؟ ومما يشتكون تحديدا؟ وهل يجدون في الولاية الجنوبية السعادة وما ينشدون إليه في مسار حياتهم؟. إنها أسئلة كثيرة لا يهدأ الجدل بشأنها ويعود الحديث عنها سريعا من حين لآخر، مثلا بعد الاعتصام الذي قامت به قبل شهور قليلة مجموعات من اللاجئين في ميونيخ للاحتجاج على أوضاعهم المعيشية وللمطالبة بإصلاحات كثيرة في موضوع اللجوء، تشمل حرية التنقل والعمل وسرعة البت في طلبات اللجوء أو أوضاع النظافة في المعسكرات التي يقيمون فيها. لاجئون بحثا عن تحسين أوضاعهم الاقتصادية أغلب الباحثين عن اللجوء في ولاية بافاريا يصلون الأراضي الألمانية عبر المنافذ والحدود البرية المتاخمة لجمهورية النمسا وجمهورية التشيك. وتعتبر النمسا ممرا للاجئين المتمركزين في إيطاليا، أما بالنسبة للاجئين من جمهورية التشيك فغالبا تكون لهم تأشيرات سياحية مما يسهل عليهم عبورالحدود إلى ولاية بافاريا بمساعدة مهربين من داخل الولاية نفسها. وهناك منهم من يلجأ إلى حيل أخرى، حيث يستقلون من بلدهم الأصلي طائرات شركة لوفتهانزا للسفر إلى جورجيا مثلا، وعندما تتوقف الطائرة في مطار ميونيخ للترانزيت يتوجهون على الفور إلى سلطات المطار لتقديم طلبات اللجوء، حيث تشترط القوانين الألمانية وجود طالب اللجوء داخل الأراضي الألمانية للبت في طلبه. أكثر اللاجئين في بافاريا هم من روسيا وسوريا وأفغانستانوالعراق والصومال، ووفق دوائر الشرطة في ولاية بافاريا فإن أعدادهم قد ارتفعت هذا العام بنسبة 70 بالمائة مقارنة مع العام الماضي. إن ذلك يعكس زيادة مستوى التردي الاقتصادي في كثير من الدول، لا سيما في بلدان جنوب البحر المتوسط. وتشير تقارير أنه بحلول عام 2020 سيبلغ عدد العاطلين عن العمل في العالم العربي وحده 200 نحو مليون شخص. ويتطلب هذا التطور إجراءات أوربية عاجلة للعمل على إيجاد استقرار اقتصادي داخل تلك الدول وبالتالي لمنع الهجرة منها. في هذا الصدد يقول ليوتهيسر شرانربرجرانه من مكتب رعاية شئون اللاجئين في بافاريا: " من الصعب أن تتمكن أي دولة ديمقراطية في هذا العالم وحدها من منع الهجرة غير الشرعية على أراضيها، لآن الفجوة الاقتصادية الكبيرة بين الدول الفقيرة في جنوب المتوسط والغنية في شماله ستضمن استمرار تدفق هذه الهجرة خلال السنوات القادمة". قوانين صارمة قوانين ولاية بافاريا صارمة تجاه اللاجئين الذين لم يتم البت في طلباتهم بشكل نهائي وقبولهم كلاجئين. فلا يسمح لهم بمغادرة المنطقة المحددة التي يقيمون فيها، كما لا يسمح لهم بممارسة العمل، ويقول: "ديو ديسيوس" وهولاجئ من نيجيريا "أنا أعيش مع ثلاثة أشخاص آخرين في حجرة مساحتها ثلاثة عشر متر مربع بإحدى معسكرات اللجوء ولايسمح لي بالعمل أو الخروج خارج نطاق المدينة طبقا للقوانين.. شهريا يقوم مكتب الإعانة الاجتماعية في الولاية بصرف 40 يورو لكل طالب لجوء كمصروف جيب، بالإضافة إلى ما يتم تقديمه من وجبات غذائية وملابس". أما محمد مختاري من أفغانستان فيقول "عندما أتيت إلى ألمانيا كنت اعتقد أنه يمكنني العمل وأن كل الناس سواء،ورغم أني تعلمت اللغة الألمانية وتدربت في شركة لمدة 3 شهور، فقد تم رفض طلب اللجوء، وهذا يعني ضرورة الإنتظار مرة أخرى بين 6 شهور وسنة حتى يتم النظر في الاعتراض الذي تقدمت به على قرار عدم الاعتراف". يقول شاب عراقي آخر: "أنا من الطائفة اليزيدية في العراق وبسبب اضطهاد هذه الطائفة جئت إلى ألمانيا وقدمت طلبا للجوء، غير أني اشعر بعزلة في المعسكر الذي أقيم فيه، فتحركاتنا مقيدة ولايسمح لنا بالعمل والدراسة ولا حتى دراسة اللغة أو القيام بغسل الملابس في عطلة نهاية الأسبوع وإذا تأخرنا نصف ساعة عن استلام وجبة الطعام فلا يحق لنا المطالبة بها مرة ثانية، هذا المحتوى من موقع دوتش فيل ... اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل..