قالت الأممالمتحدة إنها فشلت في تحقيق هدفها المنشود لتوصيل المساعدات إلى اللاجئين داخل سوريا وذلك بسبب حدة القتال، بينما تحدثت منظمة اليونيسيف عن 5.5 ملايين طفل سوري بحاجة إلى مساعدة وسيواجهون شتاء قاسيا. قالت الأممالمتحدة اليوم الثلاثاء (الثالث من ديسمبر 2013) إنها أوصلت الغذاء إلى 3.4 ملايين شخص في سوريا في نوفمبر الماضي وهو نفس عدد من أمدتهم بالطعام في الشهر الذي قبله. لكن المنظمة الدولية لم تتمكن مجددا من تحقيق هدفها الشهري بتوصيل الغذاء إلى أربعة ملايين شخص في سوريا حيث حال القتال دون الوصول إلى بعض المناطق. وأعلن مفوض الأممالمتحدة لشئون اللاجئين انطونيو غوتيريس الخميس الماضي من عمان أن الدول المجاورة لسوريا التي تستقبل مئات آلاف اللاجئين السوريين بحاجة إلى مساعدة دولية "كثيفة" لمواجهة التدفق الهائل من السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم. من ناحية أخرى، أعلن صندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن 5.5 ملايين طفل سوري سيواجهون قريبا شتاء قاسيا، مؤكدا حاجته إلى أموال إضافية و"بشكل عاجل" لتوفير الإمدادات اللازمة لمواجهة فصل الشتاء. وقالت المنظمة في بيان أوردته وكالة فرانس برس، إن "5.5 ملايين طفل سوري سيواجهون قريبا شتاء قارسا بعدما جلب شهر يناير من العام الماضي درجات حرارة كانت الأكثر برودة خلال العقد السابق". وأضاف أن "اليونيسيف تعبر عن قلقها الشديد من أن التعرض للبرد والمطر سيضاعف من الضغوط التي يواجهها الأطفال السوريون النازحون فيما يتعلق بصحتهم ورفاهيتهم". وأوضح البيان أن "اليونيسيف تحتاج بشكل عاجل لأموال إضافية من أجل توفير إمدادات الطوارئ الحيوية لفصل الشتاء للأطفال والعائلات في سوريا والدول المجاورة"، مشيرا إلى "وجود فجوة تمويلية تزيد على 13 مليون دولار". ونقل البيان عن ماريا كاليفيس مديرة اليونيسيف الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قولها "لقد اضطر الملايين من الأطفال السوريين النازحين للبحث عن السلامة في ظروف معيشية غير مناسبة، وما يزيد من صعوبة الوضع انخفاض درجات الحرارة والأمطار، خصوصا بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة الذين هم عرضة لأمراض الالتهابات التنفسية الحادة التي تنتشر بسهولة في الأماكن المكتظة". ويعيش نحو 436 ألف طفل سوري لاجئ دون سن الخامسة في الأردنولبنان والعراق وتركيا وشمال أفريقيا حاليا في مخيمات اللاجئين وتجمعات الخيام والمجتمعات المضيفة، بحسب البيان. وتقول كاليفيس "نعمل مع شركائنا على إيصال إمدادات الطوارئ في سوريا والمنطقة لكي نبقي الأطفال دافئين وجافين وصحيين هذا الشتاء". وأكدت المنظمة أن "حجم الاستجابة الإنسانية اللازم لمواجهة الشتاء القادم لم يسبق له مثيل". ففي داخل سوريا تخطط اليونيسيف "لتزويد مليوني طفل بإمدادات الطوارئ لفصل الشتاء، بما فيها حزمة الملابس الشتوية والبطانيات والأغطية البلاستيكية ومستلزمات النظافة". وفي لبنان، الذي يستضيف أكثر من 830 ألف لاجئ سوري بحسب أرقام الأممالمتحدة، تقوم اليونيسيف "بتوزيع 88 ألف طقم من الملابس الشتوية للأطفال الذين يعيشون في المخيمات في جميع أنحاء البلاد". ويشمل كل طقم سترة وحذاء واقيا من الماء وقفازات ووشاحا وقبعة من الصوف وملابس داخلية. وفي الأردن، حيث تم تسجيل 550 ألف لاجئ سوري، "ستوفر اليونيسيف 35 ألف طقم من الملابس الشتوية للأطفال اللاجئين السوريين ممن هم دون سن الخامسة، إضافة إلى 24 ألف بطانية". وقدرت المفوضية العليا للاجئين الجمعة الماضية بأكثر من ثلاثة ملايين من عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم ومعظمهم إلى دول الجوار مثل الأردنولبنان وتركيا ومصر، منذ اندلاع النزاع في مارس 2011، فيما نزح أكثر من أربعة ملايين شخص في داخل سوريا هربا من أعمال العنف التي أودت بحياة نحو 126 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ي ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل