كنباوى يفتح عينيه فى تثاقل وهو يتثاءب قائلا: يا فتّاح يا عليم يا رزّاق يا كريم. تسمعه كنباوية وهى ما زالت جواره على الفراش فتبادره بالقول: إنت صحيت يا كنباوى؟ يجعل صباحك نادى. كنباوى فى سره: هو اللى يصطبح بيكى يشوف صباح نادى؟!! اللى يصطبح بيكى يشوف صباح ناشف زى الرزق الناشف، إنت منشّفاها هنا ومرسى وقنديله منشفينها فى البلد.. إلاهى ربنا ياخدكم فى يوم واحد. كنباوية: إنت بتقول حاجة يا كنباوى؟ كنباوى: يسعد صباحك! كنباوية: حنطبخ إيه النهاردة يا كنباوى وحناكل إيه؟ كنباوى: اطبخوا اللى تطبخوه.. وكلوا اللى تاكلوه.. كلوا أى حاجة!! كنباوية: هى أى حاجة دى ببلاش يا كنباوى؟! كنباوى: هو فيه حاجة ببلاش يا ولية؟ اتخبطى فى عقلك بفلوش ياستى بفلوسى، ملعون أبو الفلوس اللى ذلّانا ومبهدلانا كده. كنباوية: طيب إيدك تحل البركة. كنباوى: إيدى أنا تحل البركة وإيدك انت تعفرتها. كنباوية: إيدى أنا؟! إخص عليك يا خويا!! ده انا حتى ست مدبرة، والله من غيرى كنتو تلوصوا وتحتاسوا. كنباوى: أوى ماهو باين النهاردة 51 منه والمرتب طار. كنباوية: طب أنا أعمل إيه ياخويا؟ ماهى كل حاجة غليت، من يوم ما مسك المدعوق ده البلد واحنا كنا فاكرين خير، ضحك علينا بدقنه الشايبة وبسحنته، ياما تحت الساهى دواهى، كلهم زى بعض ملاعين، يتمسكنوا لحد ما يتمكنوا! كنباوى: إيه يا ولية!! إنت سبتى الأكل وحتتكلمى فى السياسة؟! كنباوية: ماهى حاجة تطهق يا كنباوى يا خويا.. أيام مبارك ماكنش الحال كده.. ياريت يرجعوه من تانى. كنباوى: ماهى طابونة.. اللى مات ما بيرجعش يا ولية. كنباوية: هو مات؟! كنباوى: فى عداد الأموات. كنباوية: ماقولتليش يا خويا حناكل ولا ما ناكلش. كنباوى: لا ماتكلوش إزاى؟! لازم تاكلوا، وأنا اندعق بجاز وسخ، أتصرّف واجيب لكم فلوس الأكل. كنباوية: ربنا يخليك لينا يا خويا وتعيش وتجيب. كنباوى: يعنى ما ينفعش أعيش من غير ما أجيب؟ يعنى لو ما جبتش أموت؟! كنباوية: موت إيه ع الصبح، بعد الشر عنك، ربنا يخليك لينا. كنباوى فى سره: طبعًا يخلينى ليكم، طور مربوط فى ساقية، مطالبكم الدايرة على طول ما بتوقفش شوية علشان الطور اللى هو أنا يرتاح. كنباوية: بتقول حاجة يا خويا؟ كنباوى: لأ ما بقولش! كنباوية: طب إيدك يا خويا على الفلوس. كنباوى: منين يا ولية؟ إنتى ما بتفهميش؟ المرتب خلص! كنباوية: طيب وحتعمل إيه؟ كنباوى: العمل عمل ربنا.. إيدك انتى يا كنباوية. كنباوية: منين يا حسرة، لا ورث ولا علام ولا شغل!! كنباوى: إيدك على الغويشة اللى فاضلة فى إىدك، ده مش وقت دهب وعياقه، روحى بيعيها لما بتوع الدهب يفتحوا، وانزلى السوق اشترى طلبات البيت لآخر الشهر. كنباوية: دى هى اللى حيلتى، شايلاها لوقت عوزة، ولأى ظرف طارئ، حد يتعب أو يحتاج علاج. كنباوى: هو فى وقت عوزة أكتر من اللى احنا فيه ده؟ وبعدين عيا إيه وعلاج إيه يا فقرية، اتعشّمى فى ربنا خير!! كنباوية: ونِعْمَ بالله يا خويا، بس هى اللى فاضلالى، حيفضل لى إيه تانى بعدها يا سبعى؟! كنباوى: تفضل لك العافية والصحة وطولة البال، وطولة البال تبلّغ الأمل. كنباوية: ما عادش فيها أمل ياخويا ولا عمر، قفلت ياخويا زى الضومنة بالضبة والمفتاح من يوم ما الإخوان ركبوا، ضحكوا علينا بشوية السكر وإزازتين الزيت، وقال الله وقال الرسول، وهمه لا يعرفوا الله ولا الرسول. كنباوى: يا ولية بطلى كلام فى السياسة، ما هو ده اللى خدناه من الثورة، لوك لوك لوك لوك، كله بقى يلوكلوك، اللى ليه فيها واللى مالهوش فيها، شوطة وجات ع البلد، يلا يا ولية خلينى أقوم أتوكل على الله أروح شغلى. صوت من غرفة أخرى: يا بابا يا بابا المصروف يا بابا. كنباوى: ابقوا خدوه من أمكم. صوت من غرفة أخرى: فلوس المجموعة يا بابا، والكراريس والكشاكيل. كنباوى: ابقوا خدوا من أمكم. صوت من خارج باب الشقة: زبالة زبالة. كنباوى: هو فيه أكل علشان يكون فيه زبالة؟ ما هى نشفت خلاص!!