أحال رئيس الوزراء الفرنسى جون مارك أيرولت ما نشرته الأسبوعية الفرنسية "مينوت" على غلافها من سخرية من شخص وزيرة العدل كويستيان توبيرا ذات البشرة السمراء إلى النائب العام بباريس. وذكرت رئاسة الوزراء اليوم الأربعاء أن أيرولت تقدم للنيابة العامة للتحقيق بشأن ما نشرته الصحيفة الأسبوعية التى تميل إلى اليمين المتطرف والتى نشرت على غلاف عددها الصادر بتاريخ اليوم الأربعاء صورة لوزيرة العدل مصحوبة بتعليق "خبيثة مثل القرد..توبيرا تجد الموز". وأضافت رئاسة الوزراء أن رئيس الحكومة تقدم للنائب العام للتحقق فى هذه المسألة التى "قد تشكل جريمة قذف علني بدوافع عنصرية". وأثارت مجلة "مينوت" الأسبوعية اليمينية المتطرفة حالة من الاستياء والغضب بين الطبقة السياسية الفرنسية بمختلف الانتماءات الحزبية بعد سخريتها من وزيرة العدل ذات البشرة السمراء ومقارنتها ب"القرد". وقال وزير الداخلية الفرنسى مانويل فالس – فى تصريحات صحفية الليلة الماضية إن حكومة باريس تدرس "سبل التحرك" خلال الساعات المقبلة فى هذا الصدد لمنع نشر هذا العدد من المجلة الأسبوعية. وأعلنت جمعية مكافحة العنصرية "إس أو إس راسيزم" إنها ستقدم بشكوى قضائية بتهمة التحريض على الكراهية والعنصرية ضد الأسبوعية. وسرعان ما عبر الحزب الاشتراكى الحاكم على لسان مارى نويل لينمال عضوة مجلس الشيوخ عن سخطه الشديد إزاء ما نشرته الأسبوعية التى تنتمى لليمين المتطرف. ودعت لينمال إلى ضرورة توحيد كافة الجمهوريين فى مواجهة العنصرية بالإضافة إلى التوجه إلى القضاء على اعتبار أن "العنصرية تمثل جريمة". كما عبر النائب اليمينى أريك كيوتى عن صدمته حيال غلاف مجلة "مينوت" الذى اعتبره عملا استفزازيا..مشددا على أن العنصرية ليس لها مكان في النقاش السياسي. وكانت فرنسا قد شهدت خلال الفترة القليلة الماضية موجة من الممارسات العنصرية حيث أوقف حزب الجبهة الوطنية الفرنسي، المنتمي إلى أقصى اليمين، ترشيح ممثلة له في الانتخابات المحلية بعد فضيحة تسببت بها بتشبيه وزيرة العدل كريستيان توبيرا ب"القرد" . وفى المقابل ..دقت توبيرا ناقوس الخطر في مقابلة أجرتها مؤخرا مع صحيفة ليبراسيون اليومية اليسارية بشأن ما وصفته ب "ارتفاع مد العنصرية في فرنسا". وقالت "أتعرض لإهانات متصلة بالقردة والموز منذ فترة طويلة، لكن يبدو أن هناك ثمة شيء، لأن أحدا لم يتحدث عن تلك الإهانات. وأتصور أن المشكلة متجذرة بشكل متعمق في المجتمع الفرنسي". تجدر الإشارة إلى أن توبيرا، التي تبلغ من العمر 61 عاما، قد ولدت في كايين (عاصمة مقاطعة جويانا الفرنسية الواقعة فى منطقة ما وراء البحار) وأكملت دراساتها بعد ذلك في العاصمة باريس حيث تقلدت عددا من المناصب قبل أن تصبح وزيرة للعدل فى عام 2012.