من كثرة الخطوب والهموم التى يعانيها الوطن يحار الفرد فى ذكر أسباب نزوله لميادين الثورة فى مصر، فبينما كان الرئيس المنتخب من نصف عد المصوتين تقريبًا يتفنن هو ورفاقه، وجماعته، وأتباعها، ومنتفعيها فى رسم صورة مولانا أمير المؤمنين «مرسى» الرجل الورع التقى الذى ملأ مصر صلاةً وذكرًا ودمعًا من عينيه الذارفتين دومًا بدموع الخشية، كان الجنود المصريين الأبرياء الفقراء فى سيناء التى تُضيع وتنتهك سيادتها يُقتلون بدم بارد من رجال مجهولين ما نتيقنه منهم أنهم متطرفون.قام الرئيس الحريص على وطنه بالعفو عن أمثالهم قبيل الحادث بأيام!! وحتى الآن رغم امتلاك الرئيس لصلاحيات لم تمنح لأعتى الفراعنة ورغم قسم رئيس المخابرات على الولاء لسيادته وليس للوطن، لم يعرف الرئيس هوية المجرمين القتلة! لذلك يثور الوطنيون مرة أخرى ولن يتوقفوا. رغم وعود المرشح «محمد مرسى» قبيل الإعادة مع «شفيق» والتأكيد أنه سيعيد تشكيل تأسيسية الدستور، وسيعمل على دستور توافقى للشعب وسيأتى بحق الشهداء، ويُحصن استقلال القضاء، وقسمه على ذلك توددًا لقوى المعارضة التى أخذتها البراءة الثورية، والحماسة الخادعة فساندته حتى نجح بشق الأنفس فكانت المكافأة لهم وللشعب صفقة خروج آمن للعسكر، واحتفاء برموز العهد البائد وتكريمهم ومنحهم نياشين وقلادات! وبدلًا من بناء مؤسسات الدولة شيد مؤسسات التمكين لجماعته بإعلان استبدادى جعل نفسه فوق البشر، وفوق القانون، وفوق المحاسبة فقسم المصريين، وأسال دماءهم الذكية وهو داخل قصره مطمئن البال على أحوال وطن يحكمه افتراضًا، بينما كان جُل عقله، وقلبه على أعضاء الجماعة فى غزة، فسعى لحقن دمائهم، وليذهب المواطن المصرى الشقيق للجحيم، وليبحث عن رئيس له يكتوى بهمومه ولا يُظلم شوارعه وبيوته فى رمضان فداءً لحماس القاطنة فى غزة، كان المصرى الفقير يُضحى به لخدمة أشقاء الدعوة فى غزة، لا يجد تموين الغلابة، وتقطع عنه الكهرباء وتصدر لغزة، ويجوُع لتشبع حماس، والرئيس يبكى خشوعًا فى مساجد المحروسة، حيث تتلألأ دموعه الغالية فى ضوء كاميرات التلفاز تحت حماية حراسه مشددة فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، لا أن تحشد حرسًا وأعضاء من الجماعة، ألم أقل لكم مولانا الرئيس مرسى، لذلك فالثورة مستمرة. ثم يُصر الرئيس على أن يقودنا فصيل واحد يستئصل مصر، ويضيع هويتها فيأتى بنظام لم يعرفه العالم بأسره، إلا وهو الدوله الأسرية فبدلًا من توريث مبارك لأبنه، نجد الرئيس وجماعته يصرون على اختطاف الوطن بداية من إقصاء أصغر موظف فى إدارة إلى أكبر مسئول فى أية وزارة واستبداله ب«أخ»! ولا أسمى ذلك أخونة الدولة بل خيانة الدولة .! يتم نشر رجال الجماعة أهل الثقة فى كل مفاصل الدولة الجديدة الأسرية التى تقوم على زواج الأخ من الأخت التى هى أعلى من أى مصرية، وفقًا لتصريحات عضو الشورى المعين صبحى صالح، فيكون المدير ووكيل الوزارة ومستشار الوزير إخوان! نظام أسرى حاكم ولا عزاء للكفاءة أو الوطن المهم التمكين، وليس أحمد فهمى رئيس الشورى صهر الرئيس وصهر الكتاتنى ببعيد!! وتكون النتيجة ما نراه من دولار يضيع عملتنا الوطنية بأمر رجال الرئيس انتظارًا لنيل رضا أمريكا ودعمها، وصندوق الخراب الدولى حتى ولو على حساب ما كان يعرف بدولة مصر سابقًا، دولة الجماعة حاليًا، لذلك أثور فالثورة فرض عين الآن. ثم يأبى الرئيس إلا أن يحتقر الفقراء ويهزأ بكرامتهم عندما يصمت على تصريح مستفذ وعنصرى من أحد رجالات وزارته على أنه سيمنح لكل مواطن مصرى ثلاثة أرغفة على بطاقة التموين، يالله!، حتى العيش شعار ثورتنا العبقرى يقتطعه من الفقراء ويمنُ بقليله وكأنه يدفع لنا من جيبه أو من مال جماعته! ثم تكون رشوة الوزارة للفقراء قبيل الثورة بيوم واحد، إلزام المجمعات ببيع السلع بأسعار مخفضة!! لا يا سادة الشعب ليس بهذه السذاجة، الثورة مستمرة وسلمية؛ لأننا لا نعرف ميليشيات أو الفرقة 95 أو غيرها، الثورة للوطن فرض عين ضد من يبعيه بثمن بخس.