على الرغم من أن العلاقة الزوجية تقوم على طرفين يتشاركان الحياة إلا أنه أحيانًا يسمح الزوجان بوجود طرف ثالث يتسلل بينهما.. وفى كثير من الأحيان يكون هذا الطرف الثالث السبب فى "خراب البيت". قد يكون هذا الطرف هو صديقة الزوجة أو صديق الزوج وهنا يكمن الخطر، فقد تطمع الصديقة فى زوج صديقتها أو الصديق فى زوجة صديقه والخطر يتمثل فى أن هذا الطرف الثالث يكون لديه كل المعلومات والتفاصيل عن الزوج نقاط ضعفه ونقاط قوته، ما يغضبه وما يفرحه بالطبع من خلال حكاوى الزوجة لصديقتها، أو الزوج لصديقه فيكون بالنسبة له كتابًا مفتوحًا فكيف نتقى شر الطرف الثالث. تتحدث الدكتورة هالة السيد، أستاذ الطب النفسى، عن خطر الطرف الثالث فى العلاقة الزوجية وتقول: "للأسف اعتادت كثير من السيدات على إفشاء جعبة أسرار علاقتها الزوجية دائمًا لصديقاتها من باب الفضفضة والشكوى، والنفس البشرية أمارة بالسوء، خاصة فى ظل الفراغ العاطفى التى تعانى منه الفتيات فى عصرنا هذا، فتجد الصديقة نفسها مشدودة لزوج صديقتها من كثرة حكاياتها عنه سواء بالإيجاب أوالسلب، فعلى سبيل المثال إذا اعتادت الزوجة أن تمدح فى زوجها فسيحرك هذا مشاعر الصديقة غير المرتبطة الباحثة عن الحب تجاه هذا الرجل المميز، وإذا اشتكت منه الزوجة فإما أنها تتعاطف معه، أو حتى تعجب بقوة شخصيته وصرامته مع صديقتها". وتضيف دكتورة هالة قائلة: "وزوج الصديقة دائمًا يكون كتابًا مفتوحًا وفريسة سهلة من كثرة حكاوى الزوجة عنه وعما يحبه ويكرهه، فاقتحامه سهل، وكذلك الحال أيضًا بالنسبة لصديق الزوج، وإن كان الأمر أخف وطأة فى مجتمعنا لأن الرجل الشرقى قلما يحكى عن زوجته مع أصدقائه لأن هذا يعد عيبًا فى عاداتنا وتقاليدنا". ولذلك نجد ظاهرة الصديقة التى خطفت زوج صديقتها منتشرة بيننا أو حتى الأخت التى خطفت زوج أختها. وتكمل أستاذ الطب النفسى قائلة: المشكلة وحلها فى أيدى الزوجة التى تفشى أسرار بيتها تجعل من زوجها مطمعًا لصديقاتها، لذلك فعلى كل زوجة أن تحفظ أسرار بيتها خاصة مع صديقاتها اللاتى يعانين من فراغ عاطفى، فالعلاقة الزوجية شديدة الخصوصية ولا يجب أن يسمح الزوجين بوجود طرف ثالث بينهما، وإذا وجدت الزوجة نفسها محتاجة لمن تشكو الزوج له، أومن تفضفض معه فلتكن أمها أو أم الزوج أو أخته، أو حتى يمكنها اللجوء لمرشدة نفسية، وهذا ما نفتقده للأسف فى مجتمعنا حيث إننا يمكن أن نسمح للأصدقاء عديمى الخبرة فى التحكم بمجريات حياتنا الخاصة، بدلًا من أن نلجأ للمتخصصين كما نلجأ للطبيب عندما نشعر بأى توعك، لكن هذه الثقافة النفسية لم تنتشر فى مجتمعنا.