شهدت مدن طرابلس وبنغازي والبيضاء وشحات ودرنة وطبرق في الشرق خلال الأيام القليلة الماضية وقفات احتجاجية رافضة لإعلان إقليم برقة الممتد من حدود مصر في الشرق إلى سرت غربا، فيدرالية تستمد شرعيتها من الدستور الذي أقر إبان عهد الملك الراحل إدريس السنوسي عام 1951. وهتف المتظاهرون بشعارات تندد بالفيدرالية، وقالوا إن ليبيا التي تخلصت من نظام معمر القذافي "لا شرقية ولا غربية"، مؤكدين في هتافاتهم أن الدماء التي أريقت لم تكن من أجل الفيدرالية. ورفع المتظاهرون لافتات تنادي بالوحدة الوطنية، وتنبذ العنصرية والجهوية والقبلية، وهتفوا قائلين إن "دماء شهداء ليبيا الحرة لن تذهب هباء". يذكر أن زعماء قبائل وسياسيين ليبيين قد أعلنوا في 6 مارس الماضي بمدينة بنغازي إقليم برقة الممتد من حدود مصر في الشرق إلى مدينة سرت غربا "فيدرالية اتحادية"، على أن يستمد شرعيته من الدستور الذي أقر إبان عهد الملك الراحل إدريس السنوسي عام 1951. وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي عصام الزبير إن "ثورة 17 فبراير قامت من أجل القضاء على نظام حكم أكثر من 40 عاما ما أدى إلى القضاء على البنية الأساسية وانتشار الفساد في البلاد ناهيك على علاقاتنا المتدهورة مع الخارج. وأضاف المحلل أن معالجة التركة الثقيلة التي ورثناها من نظام الحكم الشمولي الفردي المتخلف، التي اتسمت بتركيز السلطات الفعلية جميعها في يد فرد واحد وشريحة ممن يدورون حوله من المنتفعين والمتملقين واللصوص والتبع، إنما يكون بإقامة حكم المؤسسات وسيادة القانون، وتبني اللامركزية الإدارية التي تخول سلطات الحكم المحلي كافة الصلاحيات لإدارة الشئون العامة وتقديم الخدمات للمواطنين". وشدد على أن الثورة قامت من أجل الوقوف صفا واحدا لوحدة ليبيا وليس من أجل الانقسام، فوحدة الشعب ستساعده على عودة الاستقرار والأمن مرة أخرى إلى البلاد، لافتا إلى أن ما يحدث هو أجندة خارجية تريد تقسيم البلاد والعودة مرة أخرى إلى الوراء والتخلف والاستبداد، كما أن الشعب لن يوافق على الفيدرالية لأي أقليم مهما حدث.