يبدو أن المشهد المصري السياسي بروعته استطاع أن يؤثر على أمريكا وتركيا وفرنسا وكل دول العالم الغربي، وامتد تأثيره ليشمل فلسطين أيضا، وما يحدث الآن يوحى بأن حركة حماس الفلسطينية تناست أزمتها مع الاحتلال الإسرائيلي وتستجمع قواها لنصرة جماعة الإخوان الموصوفة بالإرهابية، وذلك بعد قيام كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية- بعرض عسكري لنصرة مرسي وجماعته. وفي هذا الإطار قال اللواء محمد قدري سعيد، الخبير الأمني والعسكري: إن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- تمارس نوعا من التحدي السافر للقوات المتمركزة في سيناء نظرا لتواجد علاقات قديمة قوية تربط بين القوات المتواجدة في سيناء وحماس بغزة، وبعد قيام أحداث 30 يونيو توقف المشهد عند كراهية شديدة بين الطرفين، موضحا أن حماس تسعى بكل الطرق إلى استفزاز قوات الجيش في سيناء كنوع من التحدي لهم. وكشف "سعيد" أن استعراضات حماس تتم بشكل أسبوعي؛ لأن هؤلاء يريدون كل فترة تعزيز وتغذية قوتهم وعزيمتهم وتجديدها، نظرا لأن توقف هذه التدريبات يهبط من عزيمتها الخيالية، وبالتالي هم يستخدمون هذه التدريبات لرفع روحهم المعنوية فقط كل فترة، وفي هذا التوقيت يمارسونها تحديا لقوات الجيش بسيناء. وقالت مارجريت عازر، الأمين العام لحزب المصريين الأحرار: إن كتائب القسام ممثلة في حركة حماس الفلسطينية تسعى إلى استخدام ورقة ضغط أخيرة بيدها، اعتقادا منها أنها تروع قوات الأمن المصرية. وأضافت: مهما كانت قوة وعتاد الحركة الفلسطينية حماس إلا أنها لم ولن تستطيع أن تقوى على قوات الجيش المصري الذي استطاع وبقوة أن يقضي على إرهاب الإخوان، مشيرة إلى أن قوات الجيش المصري قادرة على حماية الحدود المصرية من كل من يريد العبث بها. وأكدت "عازر" أن أفعال كتائب القسام وحماس تسعى من خلالها إلى الضغط على أعصاب المصريين، وتوهِم بها الإخوان بأنها تساندهم. وأشارت "عازر" إلى أن حماس تسعى جاهدة إلى إنشاء ركن لها من أجل التفاوض في القضية المصرية، ومن أجل أن تخلق لها مكانة على الساحة السياسية المصرية بعد القضاء على نظام الإخوان، بعدما تأكدت خسارتها جراء انهيار نظام الإخوان. ومن جانبه أكد الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات السياسية، أن الاستعراض العسكري الذي قامت به كتائب القسام أمس معتاد لديها، ولا يمثل ضررا، ولكن للفت الانتباه فقط. موضحا أنه في هذا التوقيت لا بد على السلطات المصرية ألا تنفر الفلسطينين وتبتعد عنهم، بل بالعكس، عليها أن تقترب من حماس وفلسطين نظرا لأن الحفاظ على الأمن القومي المصري يتطلب العلاقة الطيبة بالشعب الفلسطيني وعلاقة شبه طبيعية مع حركة حماس. وقال "أحمد": إننا في وقت يواجه فيه الجيش المصري جهات كثيرة؛ منها الإخوان، والإرهاب، والأزمات الاقتصادية، والتحديات بصعيد مصر، والمنطقة الغربية المطلة على ليبيا وتهريب السلاح، وبالتالى لا يصح أن نخلق جبهة عداء جديدة في هذا التوقيت مع حماس وفلسطين. وطالب "أحمد" السلطات المصرية والجهات الدبلوماسية بترويض حماس مثل الطفل الصغير الذي نحتاج إلى ترويضه أحيانا، كما أن في هذا التوقيت واجب، وعلينا الابتعاد عن فكرة المواجهة العسكرية. وأشار "أحمد" إلى أن العرض العسكري الذي قامت به حماس ليس أكثر من مساندة سياسية للإخوان لن تضر الجيش في شيء، ولن تهبط من عزيمته، ولكن في حال تحولها إلى عمل مسلح علينا التصدي لها وبقوة. وكشف "أحمد" أن حماس ليست حركة غبية، ولكنها منذ عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لديها قناة مفتوحة مع المخابرات العامة، وتعلم جيدا أنه لا أحد يستطيع لي ذراع الجيش المصري، ولكنها تدعو على استحياء لدعم نظام الإخوان وعودة المعزول أو على الأقل عودتهم إلى الحياة السياسية بشكل طبيعي.