مشرحة زينهم أكبر دار لتشريح الجثث في مصر لبيان سبب الوفاة، تقع في حي زينهم بالسيدة زينب بالقاهرة، تم إنشاؤها عام 1928، بعد أن أرسي الطبيب الشرعي العالمى "سيدني سميث"، قواعد الطب الشرعي في مصر. بالرغم من الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر منذ ضحايا عبارة السلام وحوادث القطارات وانهيار العقارات، مرورًا بثورة 25 يناير واستقبالها لآلاف الجثث، وصولا للأحداث الأخيرة كفض اعتصامي رابعة والنهضة ومسيرات بلطجية أنصار المعزول لحرق مصر، التي تحصد مئات القتلى يوميًا، ليتم نقلهم إلى مشرحة زينهم لبيان سبب الوفاة ولاستخراج تصاريح الدفن، إلا أن مشرحة زينهم، لا تستوعب سوي84 جثة فقط بثلاجات المشرحة، بالإضافة إلى وجود 5 أطباء و4 مساعدين وحانوتى فقط. وقال مصدر مسئول بمشرحة زينهم: منذ بداية ثورة 25 يناير حتى الأحداث الأخيرة التي تشهدها مصر الآن، ونحن لا نستطيع تشريح جميع الجثث، بسبب كثرتها وتأخر إذن النيابة بالتشريح، مما يؤدى إلى تزاحم الجثث بالثلاجة ولا يوجد مكان لها، وبالتالى يتم تسليمها لأهلها دون تشريح ويكتب في التقرير الطبى للجثة سبب الوفاة الظاهرى. وكشف المصدر أن تأخر إذن النيابة في تشريح الجثث يؤدى إلى تعفن الجثة أو انتفاخها بسبب عدم وجود ثلاجات تجميد بالمشرحة أو ثلاجات تبريد عالية، مما يؤدى إلى اختفاء معالم سبب الوفاة الحقيقى، موضحًا أن المشرحة بها ثلاجات تبريد فقط ولا تتحمل أكثر من 84 جثة، وفى بعض الأحيان مثل أحداث فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية ومليونية أنصار المعزول - الجمعة الماضية- جاء إلى المشرحة أكثر من 700 جثة ظلوا جميعهم لأكثر من يومين خارج الثلاجة بسبب عدم وجود أماكن لهم، مما أدى إلى اختفاء معالم الإصابة، بالإضافة إلى تزاحم أهالي الجثث واقتحام المشرحة أكثر من مرة، لعدم وجود أطباء تشريح، كل ذلك أدى إلى تسليم الجثث إلى أهلها بكتابة تقارير لها دون معرفة سبب الوفاة الأصلى، فقد كتب في معظم التقارير "إصابة بطلق ناري" أو "دهس" أو "حرق" حسب المعالم الظاهرية للجثة. وأكد المصدر أنه كانت هناك عشرات الجثث المجهولة ولم يتم التعرف عليها، موجودة بالمشرحة وأتت بها سيارات الإسعاف، وتم تشريحها، وأخذت منها جماعة الإخوان 20 جثة يدعون أنهم من أقاربهم، وتم ذلك بمساعدة أحد المساعدين بالمشرحة، وهو عضو بجماعة الإخوان، بالإضافة إلى أنه تم دفن الجثث الأخرى المجهولة في مقابر الصدقة الخاصة بمستشفيات جامعة القاهرة. وقال المصدر إن طبيب المشرحة يحصل على 40 جنيها على تشريحه للجثة الواحدة، في حين يحصل المساعد - الذي يقوم بتجهيز الجثة وشقها وإعادة تخييطها- على 125 قرشا عن الجثة، موضحًا أنه بعد تشريح الجثة ومعرفة سبب الوفاة يتم إعادة تخييطها بطريقة بشعة "كالشيكارة"، ثم يتم تسليمها لحانوتى المشرحة الذي يقوم بتغسيلها وتكفينها وتسليمها لأهلها. ويضيف أن حانوتى المشرحة يتعاقد مع مصلحة الطب الشريعى بمبلغ 10 آلاف جنيه في السنة الواحدة، تدفع للمصلحة، على أن يقوم بتجهيز الجثث مع المساعدين وتغسيلها وتكفينها بعد تشريحها وتسليمها لأهلها، ويحصل عن الجثة الواحدة على 500 جنيه من أهالي الجثة داخل القاهرة الكبرى، على أن يتحمل عملية دفن الجثث المجهولة في مقابر الصدقة، موضحًا أن الحانوتى في استطاعته تغيير معالم الجثة قبل التشريح بكل سهولة ،لأنه هو الوحيد المسئول عنها قبل تشريحها دون وجود أي رقابة عليه. وعن إهمال المسئولين لمشرحة زينهم قال المصدر: إن مشرحة زينهم هي أكبر مشرحة في مصر، ومع ذلك فلا يوجد أي اهتمام بها، إذ تعانى الإهمال الشديد في النظافة والثلاجات، وللمشرحة ثلاثة أبواب، منهم باب لا تفارقه الكلاب الضالة والقطط، بالإضافة إلى الفئران التي نجدها بجوار الجثث في الثلاجات، كما توجد جثث كثيرة مجهولة لم يتم التعرف عليها، ولا نعلم هل هي جثث لأقباط أم لمسلمين، ويتم دفنها معا في مقابر الصدقة التي أصبحت لا تتحمل جثثا أخرى بسبب حجم الحوادث التي تقع كل يوم.