إذا كنت تريد أن تحسن مزاجك، فأنت بحاجة إلى الأهلي، إذا كنت تريد ترك مشكلاتك وراء ظهرك وتعيش حالة من الفرح والسعادة، فأنت بحاجة إلى الأهلي.. نعم، أصبح النادي الأهلي أحد أهم مكونات المزاج العام المصري، سواء في الانتصارات أو في الهزائم.. وإذا كان المصريون يشعرون بالراحة والاسترخاء بتناولهم مشروب الشاي، أوعندما يتناولون القهوة يشعرون بالطاقة والحيوية والتركيز، فعند فوز الأهلي يشعرون بالسعادة والفرح، وتتلاشى كل مشكلاتهم ولو للحظة، ولا أكون مبالغًا عندما أقول إن الأهلي يخفف آلام وأوجاع مرضى السرطان!
وقبل أن تتهمني بالمزاح والكذب فها هو الدكتور هاني الناظر المصاب بالمرض اللعين يكتب على صفحته الشخصية.. "شكرا لرجال الأهلي فقد خففتم من آلامي وأوجاعي"! طبعا تخفيف معنوي ونفسي.
فالأهلي يلعب دورًا مهمًا في الحياة الاجتماعية المصرية، فقبل المباراة تتفرغ لمشاهدتها وتؤجل أي ارتباطات، شاعرًا بسعادة وشغف كبيرين في انتظار المباراة، تتجمع مع أصدقائك أو عائلتك، وتتناولون الطعام والشراب، وتتحدثون عن المباراة، تشعر بحالة مزاجية جميلة مليئة بالأمل والتفاؤل.
وخلال المباراة، تشعر بالانفعال الشديد، وتتمنى أن يفوز نادي القرن، ومع كل حركة ومع كل فرصة ضائعة أو هدف تشعر بالفرح والحزن، وأن مزاجك العام يتغير طوال الوقت عدة مرات ما بين الأمل والتمني والفرح والحزن، كما لو كنت في تجربة عاطفية قوية، وليست مبارة لكرة القدم!
وعلى الدولة أن تدرك جيدًا قيمة الأهلي وتعمل على تنميته وتهيئة العوامل لتساعده على الاستمرار في النجاح، هذا النجاح يمنح المصريين شعورًا بالفخر والرضا في جميع أنحاء العالم، وانتصارات الفريق في البطولات المحلية والقارية والدولية خير شاهد على ذلك.
الخطيب يعد لاعبي الأهلي بصرف مكافآت خاصة فورية حال تخطي فلومينينسي كأس العالم للأندية، موعد وصول حافلة الأهلى إلى ملعب مباراة فلومينينسي
لذلك أصبح الأهلي جزءًا من الحياة اليومية للمصريين، ورغم أن هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في مزاجهم، مثل الحالة الاقتصادية والسياسية، فإن الأهلي والشاي والقهوة كلها عوامل مهمة يمكن أن تساعد على جعل المصريين يشعرون بالسعادة والرضا.
