فى شمال نيجيريا والتى يبلغ عدد سكانها 160 مليون نسمة، نصفهم من المسلمين، تعد حركة (بوكو حرام) الأصولية المتطرفة التى تأسست عام 2002، أحد أذرع منظمة القاعدة فى المغرب الإسلامى، وهى منظمة تنشط فى غرب أفريقيا منطلقة من أراضى شمال نيجيريا التى أعلنت 11 ولاية فيها تطبيق الشريعة منذ عام 1991. ولمقاتلى بوكو حرام - التى تعنى بلغة هوسا شمال نيجيريا "التعليم الغربى حرام"- امتداداتهم القبلية فى كل من غانا وجمهورية النيجر بفضل التواصل القبلى والحدودى مع شمال نيجيريا، وعبر تلك الحدود يتم تسلل المقاتلين عند استنفارهم فى نيجيريا أو العكس، ونقل الأسلحة والأموال إليهم. ولحركة (بوكو حرام) مسماها الرسمى الذى يوضع على ما يصدر عنها من بيانات وهو (جماعة أهل السنة والدعوة والجهاد)، ويعد الداعية النيجيرى الشاب محمدو يوسف هو مؤسس الحركة، وكان طالب شريعة بشمال نيجيريا، وهناك تقارير زعمت اعتناقه الفكر الشيعى فى بادئ الأمر قبل تحوله إلى المذهب السنى السلفى، وقد لقى مصرعه فى مواجهة مع الشرطة النيجيرية فى عام 2010 بعد عام تقريبا من انطلاق الرصاصة الأولى لنشاط الجماعة المسلح، وإعلانها استهداف إطاحة نظام الحكم فى نيجيريا، واستبداله بنظام إسلامى من خلال إطلاق ثورة مسلحة فى مناطق الشمال. وكان انطلاق عمليات الحركة العسكرية بعد أعوام من العمل الدعوى وبناء الكوادر على الأرض وتجنيد المقاتلين وتدريبهم، ويتولى قيادة الحركة الآن أبو بكر شيكاو، منفذ عملية تفجير مجمع مكاتب الأممالمتحدة فى العاصمة النيجيرية أبوجا فى عملية أودت بحياة 25 فردا. وفى سبتمبر 2012 ألقت قوات الأمن النيجيرية على المكنى "أبو القعقاع"، وهو الناطق باسم حركة (بوكو حرام)، وعدد من قيادات الحركة هم خالد البورناوى، نسبة إلى ولاية بورنو بشمال نيجيريا، وأبو بكر آدم كومبارى، لكن أبو بكر شيكاو زعيم الحركة لا يزال بعيدا عن أيدى العدالة، وهو الرجل الذى اعترف من ألقى القبض عليهم من قيادات (بوكو حرام) بأنه الرجل الأكثر عنفًا وراديكالية فى تاريخ الحركة منذ إنشائها. وتؤكد تقارير استخبارية صادرة عن الأممالمتحدة فى يناير 2012 تدفق أسلحة وذخائر بكميات هائلة من ليبيا إلى عناصر (بوكو حرام) عبر مقاتلين وعناصر مرتزقة معاونة مع الحركة وموظفى جمارك فاسدين. وقال الجنرال "كارتر هام"، قائد المنطقة الأفريقية فى الجيش الأمريكى ومقرها شتوتجارت بألمانيا الاتحادية: إنه من غير المستبعد استلام (بوكو حرام) لمواد متفجرة بالغة الخطورة عبر شبكات ووسطاء تهريب تستخدمها المنظمة الأم، وهى (القاعدة فى المغرب الإسلامى).