تحولت سيناء - بعد ثورة 25 يناير- إلى مسرح وأرض خصبة لتواجد عدد من الجماعات الجهادية المختلفة لممارسة تدريباتها، خصوصا بالمنطقة «ج» منزوعة السلاح، وظل الدعم الذي يقدم لهذه الجماعات من عدة دول أجنبية، وعلى رأسها الكيان الصهيونى وحركة (حماس)، يسعى إلى زعزعة استقرار هذه المنطقة الحيوية وإبقائها خارج السيطرة الأمنية. وبالرغم من وجود 8 جماعات جهادية مختلفة في سيناء، إلا أن وصف السلفية يغلب على معظمها، وهم يتواجدون بمنطقة وسط وشرق سيناء، وأماكن تواجدهم تنحصر في مناطق رفح والماسورة ونجع شبانة والضهير والمطلة، وتتراوح أعدادهم من 3000 إلى 3500 فرد. أهل السنة والجماعة.. ظهر تنظيم "سعد البيك"- أحد مؤسسى السلفية في سيناء "أهل السنة والجماعة"- في مسجد عمر بن عبد العزيز بالعريش، وتم تكوينه من الشباب الذين يترددون على المسجد للصلاة، ثم انتقلت انشطتهم واجتماعاتهم بعد أن ضيق عليهم الأمن إلى مسجد النور، وقد توقف نشاطهم بعض الشيء بسبب الضغط الأمنى والاعتقالات والتعذيب، وكان لجماعة أهل السنة والجماعة اتجاه عدائى في العهود السابقة - قبل ثورة 25 يناير- تجاه الجهات الأمنية في سيناء، بسبب ما كان يحدث لهم قبل الثورة، ولكنهم أعلنوا الهدنة والمصالحة مع المسئولين بعد أن وصل محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة، اقتناعا منهم بأنهم سوف يحصلون على حقوقهم في ظل رئاسته. تنظيم "التوحيد والجهاد".. نشأ في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، ثم اعتنق عقيدتهم بعض الجهاديين في سيناء بسبب وجود علاقات قوية بين أهالي غزة وبعض القبائل في سيناء، ويعتنق أعضاء التوحيد والجهاد "عقيدة أهل السنة والجماعة، وأصول السنة والعقيدة"، ويقسمون الإسلام إلى أمرين: أولهما الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له والتحريض على ذلك والموالاة فيه وتكفير من تركه، وثانيهما النهى عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه وتكفير من فعله، وبالتالى هم يميلون ناحية الأمور التكفيرية في الدين، وقد بدأ التنظيم نشاطه بمنطقة وسط سيناء وقرى الشريط الحدودي، وأعلن عن نفسه في مدينة العريش، ويتبنى أعضاؤه أفكارًا قائمة على تكفير الحاكم الذي لا يطبق شرع الله، وجهاد أبناء قبائل سيناء، وينتشر العدد الأكبر من هذه الجماعات في المنطقة الحدودية، خارج المدن، وفى منطقة الوسط. وتمتلك معظم هذه الجماعات أسلحة، لكن بشكل غير تنظيمي، ودون تدريب كالذي تتلقاه الجماعات الجهادية، وتميل معظم الجماعات التكفيرية في سيناء إلى الانغلاق على نفسها، ولا تميل إلى الاتصال تنظيميا بأى جماعات إسلامية أخرى، وتقوم أفكارها على تكفير جنود وضباط الشرطة والجيش بشكل واضح، باعتبارهم جنود الحاكم الكافر، وأدواته لتوطيد حكمه المخالف للدين والشريعة، حسب أفكارهم، لكنهم لم يعلنوا مسئوليتهم عن أي من العمليات التي استهدفت قوات الجيش والشرطة بالمنطقة الحدودية على مدى الأشهر الأخيرة. وتعتبر جماعة "الرايات السوداء" ضمن الجماعات أو الأفراد الذين حملوا فكرة الجهاد المسلح ضد الحكومات القائمة في بلاد العالم الإسلامى أو ضد الأعداء الخارجيين، خاصة ضد الكيان الصهيونى والولايات المتحدة. جهادية توقف وهم جماعة تكفر كل من ليس له لحية، وبدأت هذه الجماعة في سيناء في الثمانينيات بأعداد قليلة جدا، وعاد ظهورها مرة أخرى بعد ثورة 25 يناير بأعداد كبيرة، وهم يتواجدون في الدهنية والمهدية ولحفن والجورة وسدوت والخروبة والمزرعة، بالعريش وتتراوح أعداهم من 1000 إلى 1300 فرد، ويمثلون خطرا على الأمن القومى لمصر. وأيضا توجد السلفية الدعوية، وهم بحسب شهود عيان مقربون من جماعة (الكتاب والسنة)، فليس لهم خطر على الأمن القومى نهائيا، لأنها جماعة مسالمة جدا، وهم متواجدون في رفح والرسم وأبو شنار و«حق الحصان» و«الحرية»، ويتراوح عددهم ما بين 800 إلى 1000 فرد. أنصار بيت المقدس وهم يكفرون كل من يتعامل مع الغرب خصوصا (الأمريكان) واليهود، وأماكن تواجدهم في الشيخ زويد وأبو طويلة ونخل والحسنة، وتتراوح أعداهم من 150 إلى 200 فرد. وتعد جماعة «أنصار بيت المقدس» أحد أشهر التنظيمات الجهادية المسلحة بسيناء، وبدأ ظهورها بعد أن أعلنت عن نفسها بعد إعلانها مسئوليتها عن تنفيذ إحدى عمليات تفجير خطوط الغاز الطبيعى في سيناء، وتمتلك هذه الجماعة العديد من أنواع الأسلحة، خاصة "آر.بى.جى" والقنابل اليدوية، والصواريخ قريبة المدى والكلاشينكوف، وعادة ما يؤدى أفرادها العديد من التدريبات الشاقة على أرض سيناء، وقد أعلن هذا التنظيم مسئوليته من قبل عن إطلاق صاروخين «جراد»، على مدينة إيلات جنوبى إسرائيل. الدعوة السلفية.. وينتشر أصحاب الفكر السلفى في المدن والمراكز الرئيسية، ويتمركزون بشكل أساسى في مدينة العريش، إضافة إلى مدن الشريط الحدودي، رفح والشيخ زويد، فضلا عن مراكز وسط سيناء، ويطلقون على أنفسهم عدة مسميات، أبرزها الدعوة «السلفية»، ويدير عدد من المنتمين لهذه الأفكار أنفاقا تنتشر بطول الشريط الحدودى مع مدينة غزة، ويشرفون على نقل البضائع إلى الجانب الآخر من منطلق دينى بالأساس، بحسب تأكيد أحد أعضائها – رفض ذكر اسمه - وهو من مدينة رفح المصرية وصاحب نفق حدودى يربط بين مصر وقطاع غزة عرف نفسه بأنه «سلفي»، حيث يرى أن «فك الحصار عن أهالي غزة جهاد أعظم من حمل السلاح في معركة غير متكافئة مع العدو الصهيوني». السلفية الجهادية.. تنتشر جماعة السلفية الجهادية في نطاق مدينتى رفح والشيخ زويد وتتلقى تدريبات عسكرية شبه منتظمة وتنقل السلاح للجهاديين الفلسطينيين وتضم جماعات تتبنى أفكار تنظيم القاعدة، لكنها لا تتصل بها تنظيميا، وتقترب أفكار هذه الجماعات من فكر الجماعة الإسلامية فيما يخص الجهاد باعتباره الفريضة الغائبة عن حياة المسلمين، والهدف من الجهاد إقامة الدولة الإسلامية، وإعادة الإسلام إلى المسلمين، ثم الانطلاق لإعادة الخلافة الإسلامية من جديد.