يرجع بعض المؤرخين البداية الحقيقية لموائد الرحمن إلى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قدم إليه وفد من الطائف وهو في المدينة واعتنقوا الإسلام واستقروا فيها لفترة فكان الرسول يرسل إليهم إفطارهم وسحورهم مع بلال بن رباح. واقتدى الخلفاء الراشدون بالرسول حتى إن عمر بن الخطاب أعد دارًا للضيافة يفطر فيها الصائمون وفي بغداد كان هارون الرشيد يقيم موائد الإفطار في حدائق قصره وكان يتجول متنكرًا بين الموائد يسأل الصائمين رأيهم في جودة الطعام ومدى كفايته. ولموائد الرحمن في مصر تاريخ طويل فقد بدأت أيام الليث بن سعد الذي كان فقيهًا وكان ثريًا إلا أنه كان في رمضان لا يتناول إلا الفول بينما يقيم موائد الرحمن ويقدم فيها للصائمين أشهى الأطعمة وخصوصًا الهريسة حتى عرفت باسم هريسة الليث. وكان أحمد بن طولون ابتداء من عام 880 يأمر بإقامة موائد الإفطار للصائمين في رمضان ويقدم فيها أشهى الأطعمة وورث ابنه خمارويه الأمر عن أبيه فكان يقيم موائد الرحمن للإفطار والسحور في الأماكن العامة. وأقام الفاطميون موائد خاصة للصائمين سموها (دار الفطرة) وفي عصر المماليك والعثمانيين تراجعت موائد الرحمن بسبب الحروب وإبان الاستعمار الإنجليزي والفرنسي بدأت الجمعيات الخيرية تعيد إحياء موائد الرحمن للفقراء ومنذ مطلع السبعينيات بدأت موائد الرحمن بالازدهار وانتشرت في العديد من الدول العربية والإسلامية.