استغرق بناء القوات المسلحة المصرية فترة ليست بالقليل، من أجل إعداد دستور قادر على السير قدمًا نحو تحقيق غاية تتبلور في الحفاظ على دفتى مصر الأمنية ونظامها الدفاعي، التسليح لم يتوقف على جانب معين، بل امتد إلى مختلف الجهات وشاركت كل طوائف الشعب في بناء نلك المؤسسة التي حرست وقادت التاريخ نحو مستقبل ناصع البياض.. تلك هي استراتيجية محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة، والذي نفث في الجيش صفات.. الحزم..القوة وكان يسعى للاستقلال بمصر عن العثمانين والمماليك. واجه محمد على صعوبات بالغة في تكوين الجيش المصرى خاصة وأنه وجد أعدادا كبيرة من المماليك.. ذلك الفصيل الذي استطاع الباشا أن يقضى عليهم ونجح في التخلص منهم.. بدأ محمد على ببناء أول مدرسة حربية تقوم بإعداد الجنود والضباط على الطراز الحديث عام 1820 بمدينة أسوان وأنشأ العديد من الترسانات لتمويل الجيش بأحدث المعدات كالبنادق والمدافع والبارود. كان التجنيد إجباريا وقت حكم الوالى العثمانى محمد على وكان تعداده 520 ألف جندي وكانت تحت قيادة قائد واحد وهو إبراهيم باشا وكان لديه نظرية ثابتة وهى أن "أولاد البلد سيحافظون عليها". ضم الجيش فرق الفرسان والمدفعية ومشاة والبحرية بالإضافة إلى فرسان من القوقاز والمشاة من السودانيين يجيدون الرمح. واستعان الباشا، بالقائد الفرنسي سليمان باشا الفرنساوي الذي أقام في مصر، بغرض تأسيس هذا الجيش الذي صار أحد أقوى جيوش المنطقة في فترة وجيزة فغزا وحارب برودس والحجاز.. ويذكر التاريخ أن الوالى العثمانى أرسل تجريدة عسكرية من جيش قوامه 8000 عسكري بما فيهم 2000 فارس بقيادة إبنه طوسون باشا. وكان عمره 16 سنة وحارب الحركة الوهابية بما عرف وقتها بالحرب الوهابية المصرية. وواجهت حملة محمد على مقاومة شديدة في ممر "جديدة" قرب منطقة الصفرة وتقهقر جيشه لينبع وخلال العام التالي استطاع طوسون باشا السيطرة على المدينةالمنورة بعد حصار طويل له. وقام بإرسال حملات إلى اليونان لمواجهة الثورات اليونانية ولكنه فشل بسبب تدخل كل من إنجلترا وفرنسا وروسيا لنجدة اليونانين مما أدى إلى تدمير معظم الأسطول البحرى المصري في "نفارين" 1827 مما أدى إلى تحجيم قوته وطموحاته وتوقف مشروعه في الاستيلاء على ممتلكات العثمانيين لضعف قوتهم. ثم توالت بعد ذلك المعارك والانتصارات للجيش المصرى العظيم في من تولى القيادة خلفا لمحمد على باشا.